Thursday, August 25, 2005

انا كنت فين لما هنتى انا هنت لما انتى هنتى

لا اعرف كيف ابدا الكلام فى هذا الموضوع . اعرف انه قد يكون سبب فى كره الأخوة من ابناء الخليج لى ....موضوع حساس وشائك وممكن ان يفهم على اكثر من معنى.
لا اجد تعبير مناسب لهذا الموضوع افضل من المد الخليجى...يعنى احسن من تعبير السيطرة النفطية او ثقافة البترول و البداوة
ايضا احب ان اوضح حبى للدول العربية كافة و لكل اغانى الأتحاد ووطنى حبيبى....الخ
ولكن الذى يقلقنى هو هذا الطوفان من الثقافة الخليجية والذى يصب تحديدا على ام الدنيا و المتمثل فى ابسط الشياء مثل الطعام حتى ان اسماء مثل الكبسة و الملفوف والكبة السعودى اصبحت مفردات عادية فى مطاعمنا و برامجنا وحتى فى مطابخنا
ناهيك عن العبايات الخليجى و انتشارها الشديد فى مختلف الأوساط الأجتماعية المصرية و حرص كثير من السيدات على اظهار بلد المنشا سواع السعودية او دبى
الى ان نصل الى الشياء الكبيرة مثل حب بعض الناس لملوك هذه الدول و سياسيها اكثر من ابناء مصر....حتى فى كرة القدم لاحظت هذا
واذا تحدثنا عن الدين فحدث و لاحرج.....منذ عدة سنوات كنت اقف عند احد المحلات المجاورة امنزلى اشترى بعض الأحتياجات للمنزل وكانت الموضة فى هذه الأيام الحديث عن عمرو خالد و لنتشاره السريع..لم اكن مشارك فى الحوار و لكنى وجدت احد الزبائن بكل بجاحة و ثقة فى النفس و بلكنة من عاش يعمل فى وظيفة وضيعة فى دول البترول يقول..... والله يا اخى مصر ما تسوى شى وشيوخها ما يعرفوا شى انبقالى 15 سنة فى ابها البلد نضيفة و الناس نضيفة و الشيوخ احسن من هنا و الأزهر خاين....
طبعا مصريتى نقحت عليا و عرق ابن البلد اتنطط فى رقابتى و قلتله سهرتك عندى يا عم ابها انت........طبعا قلت له هل تعلم كل هؤلاء الشيوخ الذين تتشدق باسمائهم كلهم تعلموا على ايدى شيوخ مصريين ؟ هل تعلم ان كل المقرئين الذين تتحفنى بهم من اول الحزيفى انتهاء بمشارى راشد اخذوا اجازتهم فى القران من مصر؟ هل تعرف ان امام الحرميين المكى و المدنى حتى الأربعينات كانوا من مصر و من الأزهر؟هل تعرف ان هذه الدول قامت على اكتاف جيش من المصريين فى بدايتها؟
هل تعرف ان اغلب شيوخ مصر نفيوا الى السعودية فى الستينات وكل مثقفى السعودية من تلاميذ هؤلاء؟.....نظر لى الرجل نظرة من لم يفهم او يقتنع و اخذ اشيائه و انصرف و هو يرمينى بنظرة معناها تيجى ايه انت امام الشباب الحلوين اللى راكبين عربيات بورش هناك

طبعا لم اجد الوقت لأحكى له عن واحد اسمه جمال حمدان قال عن مصر
(ان ريادة مصر للدول العربية نوع من التقليد و التكليف تقليد من الجغرافيا وتكليف من التاريخ)...وقال ايضا (اذا كان العرب قد عربوا مصر لغويا فان مصر قد مصرتهم حضاريا و فكريا)... واللى مش مصدق يقرا التاريخ حيث قال(الجغرافيا تاريخ ساكن و التاريخ جغرافيا متحركة)
نكمل المد الخليجى و لكن فى ميدان اخر و هو الفن فالملاحظ من طوفان الفضائيات و الأغانى الشبابية هو الضغط على كثير من المطربين و المطربات للغناء بالخليجى
والمسلسلات الخليجى العجيبة التى من راى ان المسلسلات المكسيكى افضل منها
(( او ماريا ساخبر العم خوسيه انك تخونيه مع فرناندو لو علمت ايزابيلا ستقتلك))

عندما حاولت ايجاد اسباب و مصدر لهذه الظاهرة استبعدت منها العمالة المصرية فى الخليج لأنى و اثق من عدم تاثرها هذا التاثير الذى حدث لأناس لم يغادروا مصر
ولأنى لم ولن انسى موقف حدث من 6 شهور و كنت ما زلت فى مركز تدريب و كان يزاع مباراة مصر و السعودية و اعطانا القائد راحة اثناء المباراة لنشاهدها لن انسى ما حدث لى عند دخولى الكانتين و مشاهدة التيلفزيون ورايت كمية الجماهير المصرية من جاليتنا الحبيبة فى السعودية و هى تشجع بجنون و تغنى نشيد بلادى
قلت لنفسى لأ لسى فى امل
لن انسى ايضا الفترة التى استلمت فيها قناة الجزيرة مصر من 8 سنوات ولم تكن تهاجم نظام او اخطاء او شخص لا كانت تهاجم شعب و بلد و تاريخ ومكانة
لن انسى رد فعل كل شباب الصحفيين سواء صحف حكومة و مستقلة و حتى روز اليوسف و الصحف الصفراء قاموا بالرد بشرف وزكاء و تلميح الى حبر البترول

لن انسى ايضا رد فعل ابى وهو الظابط المصرى الذى حارب اليهود وعرف ماذا تعنى الأرض و ماذا تعنى الحرب و اهمية توازن القوة....لن انسى رد فعل الرجل الذى اصيب فى العبور و استشهد اعز اصدقائه لن لنسى رد فعله عندما قال له اخى الصغير عبارة سمعها فى الجزيرة عندما ساله هو صحيح يا بابا احنا ماحربناش و كان اسمها حرب تحريك و مش تحرير سيناء؟
لم يستطيع الصغير ان يفهم معنى ان الجنود المصريين كانوا فى احتياج الى رغيف خبز ورصاصة بينما المناضلين من وراء الميكروفونات يصرفوا الملاييين فى اوروبا
لم يفهم انهم لم يرفعوا سلاح البترول الا بعد تأكدهم التام من نجاح العبور
لم يفهم ان الذى دعا لمقاطعة مصر بعد كامب ديفيد و هم المللك حسين و صدام الأثنان عملالالالالالالالالالالالالالالالالاء عملالالالالالالالالالالالالالاء للغرب و الصهيونية
لم يفهم الا عندما شاهد الملك حسين بعينه و هو يهبط بطائرته فى اسرائيل ليخبر جولدا مائير ان مصر ستحارب و تعبر القناة
لم يفهم الا بعد ان شاهد تورطات صدام و شاهد عرفات و هو يقبل نتنياهو
لم يعرف الا عندما عرف من مذكرات السعدنى كيف كانت تحاول الأنظمة العربية استمالته ليهاجم مصر وليس السادات
ما علينا ...اذن الثقة فى انفسنا كيف نحصل عليها و ننميها فى انفسنا و اصدقاءنا و اولادنا
كيف نرى كل هذا الكم لأغانى ميادة الحناوى وجورج وسوف ولا تجد الشباب يعرف قيمة كلام واحد زى منير
لماذا السىء هو الذى يظهر ونتجاهل نمازج جميلة من ابناء هذا البلد


اخر حدود العشق و التباريح
قلم مقصوف
وكام حزمة ورق مخنوقة من الركنة
كانوا اذا اتفرعن جفاف الروح
حليب المطرة والسكنى
وفرخ وليد بيستطعم اغانى الرفرفة
ويعاكس المشاوير
دلوقتى مش قادر تطعم نظرتك بالدمع
او تكسى السطور

الشاعر محمد عبد المحسن مطر

6 comments:

Ahmed Shokeir said...

كلامك صح .. بعض اللى بيسافروا فى الخليج للأسف بينبهروا بالحياه هناك ..طبعا مش الحياه الإجتماعيه .. أكيد النظافه والشوارع وحقى حقك والقانون ويبتدى بأه فى المشكله الأزليه تأنيب الذات والذات هنا طبعا هو الوطن وهات يانقد فى بلده .. مع إن مصر بكل قرفها وبلاويها ومعانتنا فيها تلاقى فيها احلى رووح فى الدنيا صدقنى البلاد دى مافيش فيها روح مافيش فيها حياه.. بالبلدى كده بالرغم من كل اللى فيها بلاد ميته

ايمان said...

يغلي الدم في عروقي لما اسمع كلام من عينة البيه الخليجي، الناس لم يعد عندها حس و لا احساس و لا كرامة، ذاكرة الناس فقدوها، المحمل يا ناس كان له زفة بتمشي في طول القاهرة و عرضها، مصر اللي فضلت تكسي الكعبة لمنتصف الستينيات، و تكسي معاها غلابة السعودية، و هي كانت السعودية اصلا دولة او علي الاصح شبه دولة من كام سنة أصلا، لأنهم لا يعرفون حتي اليوم المؤسسات بشكل فعلي و جدي
يا عيني عليكي يا مصر، يا أم البدع يا مبكية عيني دما، خلاص هنت علي الكل حتي البدو في الصحاري، يا واهبة الناس الحضارة، إزاي احنا نفسنا نتخلي عن كبرياؤنا و نتلقف كالببغاوات ما يرددونه من سخافات تعكس حقدهم الواضح
الحقد علي المصري اللي علمهم و عالجهم و بني لهم و فقهم و فكر لهم و ابدع فن و موسيقي و شعر و فوق كل ده حارب عنهم كل معاركهم و مات و افتقر بالنيابة عنهم
مش كده و لا إيه

hesterua said...

المشكلة ان احنا فقدنا الهوية
لأ و مبسوطين ان احنا بنالدهم
ماساة

egyptaya said...

'huna 3ala anfusna fa huna 3ala el nas ' this is the sentence which comes to me mind after reading ur article:(

Anonymous said...

مش عارفه ألاثقى تعليق مناسب أقوله
أنا اتولدت فى الخليج.. وعشت فيها عمر بحاله
ولما جيت مصر كنت باتمنى لو اكتشفوا عمليه جراحيه فى المخ ممكن أشيل بيها الجزء دا من ذاكرتى
عشت هناك 15 سنه فى مجتمع عنصرى واطى
اسفه على اللفظ.. لكن نار المعاناه اللى شفتها هناك بتكوينى
لو كان بإيدى كنت هربت من أهلى ورجعت لمصر
الأكيد فعلا اننا هنا على نفسنا وبقينا عبيد للماده..
بقينا عبيد للى كنا فى يوم أولياء نعمتهم
مش هاقدر أقول أكتر

. said...

مش ممكن جيت ع الجرح والله انا عايشة فالسعودية دلوقتي وربنا ما يورى حد هما قد ايه سفلة ومنحطين انهارده بعد صلاة الجمعة واحنا خارجين واحد باكستاني غلبان على نياتو كسر على عربية واحد سعودي لو تشوف الي حصل دمك يتحرق السعودي قام وضربو بالقلم والباكستاني ده فسنو او اكبر منو وكذا قلم ورا بعض وهو ساكت لانو عارف لو رد هيطلعو الغلط عليه مدفعش حتى عن نفسو لغاية اما السعودي خلص الي عندو وبعدين ركب وهوه بيشتم
نفسي افهم هما ليه مفتخرين بنفسهم كده لا دين ولا مخ ولا اخلاق ولا اي حاجة
والمصيبة ان المصري كمان مهزق نفسو ع الاخر نفسي حد ياخد بالو من الموضوع ده حد كبير يوعي الي رايحين هناك صورتنا قدامهم فالحضيض صورتنا شيالين وبخلا
تسدق ان لو عايز تشتم حد هنا قولو يا مصري
بجد لا حول ولا قوة الا بالله