Thursday, September 15, 2005

روتين

اشارت عقارب ساعته الى الرابعة عندما كان على مشارف ميدان المنشية عائدا من عمله الى رحلته اليومية الى بورفؤاد و زفر فى ضيق عندما راى طابور المعدية حتى قبل ان يصل اليها.منذ صغره يكره هذا الوقت من العام (اخر الصيف و اوائل الخريف) حينما تمتلىء بورسعيد بالغرباء وينتشرون فى الشوارع وعلى الأرصفة يفرزون نتيجة اللف و الدوران فى التجارى عامة و الحميدى خاصة ...عندما انتظم فى طابور المعدية شعر ان امامه متسع من الوقت ليستمتع بعصير القصب الذى يعشقهدائما وفى هذا الموقف اليومى يتعرض لهذه الحيرة الأزلية يذهب الى اى محل من الثلاثة ودائما ما ينقذه بوق المعدية من حيرته فيختار الأقرب له و لسيارته اما اليوم اختار المحل الواقع فى المنتصف وشرب واستمتع بعصير القصب المثلج كانه يطفىء به نار الجو والعمل و المعاناة اليوميةصوت فيروز ياتيه من بعيد (يا هم العمر يا دمع الزهر يا مواسم العصافير)يعشق فيروز منذ الطفولة ...كثيرا ما جذبه هذا الصوت الملائكى يعتبر نفسه اكبر و اقدم سميعة فيروز فى بورسعيددائما ما يقارن بين تجربةفيروز مع عاصى الرحبانى و تجربتها مع ابنها العبقرى زياد رحبانى و غالبا لا يصل لنتيجةصوت فيروز المختلط بابواق المعديات مع نداءات الباعة من بائعى الجرائد والأصوات المنبعثة من مشجلات المحال التجارية يصنع عنده حالة من القلق و التشاؤم لا يدرى سببهايرى بائع الجرائد الذى يتعامل معه و الذى يعرف طلبه دائما وفى الوقت المناسب . دائما فى هذا الوقت ياخذالأهرام المسائى و احدى صحف المعارضة .كثيرا ما كان الولد يضع الجريدة فى السيارة فى نفس الوقت الذى تكون فيها السيارة مسرعة لتلحق بالمعدية . و ذلك بمبدا الحساب يجمع و الدار امان تناول الجريدة وكعادته بدا بقراتها من الخلف بدء بالرياضة كعادة اهل بورسعيد وكعادتهم بدا بقرأة اخبار المصرى (الأسماعيلى يهزم المصرى 2-1) يتمتم فى حنق كالعادة مثله مثل اهله وجيرانه و اصحابه يعشق المصرى حتى النخاع ويغتاظ منه حتى نخاع النخاعيتذكر كلام الجميل العاشق صلاح جاهين فى حديثه عن مصر(احبها وهى مالكة الأرض شرق و غرب و العن ابوها و تلتفت تلاقينى جنبها فى الكرب)يدخل المعدية و يغلق الجريدة لا رغبة لديه فى الحديث عن الأنتخابات و الترشيح يريد ان يعمل طبق جملة صديقه حسن الشهيرة ( اشترى دماغك)لديه عادة غريبة وهى متابعة وجوه الناس فى المعدية(اقول الناس بمعنى تعبيرات وجوهها و الحزن و الحيرة الكامنان فى عيون الكثير منا)كالعادة وعندما يكون (مستعجل) يفاجء بمرور سفينة فى القناةيقول لنفسه (كملت) و (اهى ناقصة)بحث بعينه عن احد يعرفه فى المعدية لياخذه فى طريقه . دهش عندما لم يجد احد فهى من المرات القليلة التى يركب المعدية دون ان يقابل احد يعرفهعندما وصل بورفؤاد و سمع نادة باعة السمك الذى يعشقه(ابيض و سمين يا شبار)نزل من السيارة و اتجه لبائع السمك ...ام يعجبه السمك

No comments: