Friday, October 28, 2005

عم العربى

عم العربى........شخصية منتشرة جدا فى الشارع البورسعيدى ,ممكن ان تراها فى السوق فى الشارع
وغالبا ما تصادفها على مقاهى بورسعيد الشهيرة, دائما ما تجد هذه الشخصية تعرف اغلب ابناء بورسعيد و انسابها
ودائما ما تجده مهموم بمشاكل بورسعيد واوضاع النادى المصرى ولا يخلو كلامه دوما من خفة دم مشهورة
عم العربى الذى ساتحدث عنه كان يختلف عن كل هذه النسخ
يختلف بظروفه الصحيةوحالته وعمله
منذ ان عرفت كلمة كشك كان الكشك هو كشك عم العربى
منذ ان عرفت معنى الأعاقة وكلمة معوق كان هو عم العربى
وعم العربى كان الكشك الوحيد فى شارعنا القديم الذى هو شارع جدى فى الأساس فى منطقة من اقدم مناطق بورسعيد
كان الرجل يجلس على كرسى متحرك طوال اليوم فى الكشك و لايذهب لمنزله الملاصق للكشك الا وقت نوم الظهيرة ولمدة ساعتان فقط وليلا كان ينام ساعة واحدة فقط و لذلك تعودنا ان نراه طيلة اليوم
الذى ادهشنى و اود الحديث عنه هو عبقرية التواؤم والتكيف التى اكتسبها الرجل بعبقرية يحسد عليها
حيث كان المرجع الرئيسى لكل ابناء الشارع عن افضل المحلات التى يتعاملون معها وعن افضل الأماكن لصيد السمك
وكان يعرف مواعيد سفر القطارات و الأتوبيسات واسعارالأشياءفى السوق وافضل ورش اصلاح السيارات
واسماء الموظفين المرتشين فى المصالح الحكوميةواسماء افضل مدرسين الدروس الخصوصية واسعار لاعبى النادى المصري علاوة على انه كان مرجع يرجعون له للسؤال عن اخطاء الحكام فى ماتشات الكرة و كان يعرف انسب موعد للخروج من جمرك بورسعيد و فى اى وردية و كيفية التعامل مع موظفى الجمرك
جلوس الرجل الدائم فى كشكه جعل الكشك محطة لكل ابناء الشارع حيث عند نزول اى فرد لقضاء مصلحة ما يجب ان يمر على الكشك لشراء اى شىء و لو للحصول على فكة وفى تلك الأحيان يبدا الحديث عن المشوار
و عن طريق تلك المواقف جمع عم العربى معلوماته ونصائحه التى لا يضاهيه فيها احد عن المجتمع البورسعيدى
المدهش انه لا يعرف فقط بل اصبح مرجع لأهل الشارع فى اى معضلة تقف امامهم
لا انسى يوما منذ ما يقرب من 15 عام و كنت ما زلت طفلا وكنت اقف عند عم العربى فى الكشك كعادتنا اهل الشارع فى ذلك الوقت و حضرت احدى سيدات الشارع مع ابنتها ليسالوه عن انسب المحلات التى يشترون منها ملابس العيد للأبنة وحينها دهشت حيث لم ارى عم العربى فى حياتى خارج نطاق الكشك و المنزل اى الشارع عامة
و لكن الرجل باعتباره المحطة الولى لأى مشوار و بحكم فترة العيد وقتها كان يعرف عن طريق كلام نساء الشارع عدة عبارات لا يعرفها رجل اساسا من قبيل مين بيفصل احسن ومن سعره حراء و مين بينهى الشغل بسرعة ومين عنده حاجات مش حراءة واشياء من هذا القبيل
مرة اخرى لم استطع ان اخفى ذهولى امامه لدرجة جعلتنى القى عليه سؤال لا ينبغى لواحد متربى يقولوا
كنت اشترى شىء ما من عنده ثم جاء احد الجيران من هواة صيد الأسماك و نزل من سيارته خصيصا ليساله عدة اسئلة لا اعرف كيف يتوقع الأجابة عنها من امثلة افضل الأماكن التى يذهب للصيد عندها وافضل انواع الطعم المستخدم فى تلك الأماكن ونوع السنارة بل وكيفية وميعاد الذهاب لهذا المكان
المدهش كان رد عم العربى حيث اجابه عن كل اسئلته مضافا لها بعض النصائح من عينة يستحسن تروح قبل الفجر و اخبره كيفية التعامل مع جنود حرس الحدود وافضل محلات بيع ادوات الصيد بل اخبره باسم الصيادين الذين سيقابلهم فى تلك المنطقة والذين ممكن ان يساعدوه
وعندما انصرف الرجل وبكل بجاحة سألته كيف تعرف كل هذا وانت لم تغادر الشارع؟
اجاب ببساطة انه باعتباره الكشك الوحيد فى المنطقة الذى يسهر طوال الليل فان هواة الصيد يتجمعون عنده قبل الفجر وقبل الذهاب لرحلات الصيد حتى يحصلوا على احتياجات الرحلة من جائر وعصائر و ما شابه
وانه من خلال حديثهم قد جمع كل تلك المعلومات
اليوم الذى كنت ارى فيه عم العربى محور الشارع و يصبح كشكه محط انظار المنطقة كلها هو اى يوم تكون فيه مباراة لفريق المصرى حيث كان يتجمع عنده اغلب ابناء الشارع لمعرفه رايه فى المباراة و تحليل اخطاء الحكام و ما شابه
اخر مرة رايت فيها عم العربى كان من 5 سنوات قبل وفاته المفائجة
وحتى الأن كلما امر امام كشكه والذى تحول لكشك العاب الفيديو جيم اتذكر ذلك الرجل الذى جائته المدينة لعنده
فى حين لم يغادر شارعه الا للقبر

Friday, October 21, 2005

جايز

حلمه اللى كان لمسه بأيديه ..........طار فى الفضا

أمله اللى كان ساكن عينيه ...ضاع وانطفى

مفضلش ليه الا بكره

وكام ضحكة باهتة على طرف الشفايف

وكبشة حاجات صغيرة

بيعافر كتير عشان مطيرش يوم من كفه

لجل ما تشاركه اللى جاى

لو جه نهار يكون عارفه

جيب قميصه الوحيد فاضى

مفيهوش غير نوتة فيها شوية ارقام نساها

وقلم وغنوة ........كان كاتبها زمان

للشمس والبيوت

ايام ما كان بيحس ميعرفش السكوت

السكوت زى الميدالية المتمرجحة من جيب البنطلون
من غير قلق ولا صوت

اكمنها لوحدها ميدالية بمفتاح يتيم محطوط

لشقة بسيطة

ممكن اودة فى سطح الدنيا

مفيهاش غير شوية كتب وقصايد

الباقى ورق جرايد

هو الفرش والعفش


هو الونس بعد الصحاب

جيرن العمر غنوة وقمر

براد قديم فى الركن

لزوم الدفا فى الشتا وفى الصيف السهر

السماعات اللى مالية العربيات اللى راكبها عيال

ببتوصللوا صوت روبى من الشباك الضيق

اللى بيطل على الميدان

والعيال الصغيرة لساها بتلف

العيال اللى كبرت شوية

وكانوا بيسهروا زمان على البحر معاه

لساهم ماشيين على رجلهم

او فى عربيات

بس عربيات من غير سماعات

ولسه بيسمعوا اغانى منير القديمة

ولما بيتجمعوا عنده بالليل بيدندنوا اغانى الشيخ امام

ويتبادلوا قصايد نجيب سرور

ويتكلموا عن الواقعية السحرية وماركيز

ويتغززلوا فى الشوارع اخر مره كانوا عندو


كانوا بيغنوا مع فؤاد حداد

الشمس طالعة ومش فاضل على بكره زمان

زمانه ماشى بخطوة يضم

زمانها كبرت وبقت ام



محاولة زيفاجو

Wednesday, October 19, 2005

محاولة

يوم ما حاول يكون حلمه
مقدرش مسكتش
حاول يكون حتى حروف اسمه
معرفش
كان نفسه يقول انه عافر انه بطل
انه مصمم وقادر
بس الحاصل كان ببساطة
انه بجد بقى نفسه يطاطى
يصبح واطى
وانه يجرب يمسح جوخ
جايز مرة يلمس حلمه
حتى ولو يصبح ممسوخ
ساعة ما حاول يكتب غنوة
ساعة ما تاهت منه حروفه
طارت الورقة
ونشف حبر القلم من خوفه
جرب تانى يعيد الكرة
حاول يرسم غنوة لبكره
الليل طول
اللون باهت
الصوت ساكت
حاول تانى يظبط خطه
الريشة طارت
حب يدور على شماعة
يعلق فشله
عاب على زمنه
عاب على دنيا براح ملياه
قال ببساطة مهيش سيعاه
خاف من بكره


Tuesday, October 18, 2005

نفيسة .........كلمات

عندما رأيتها فجر ذلك اليوم تقف وحيدة فى عند اول شارع البازار عرفتها من اول نظرة
هى لم تعرفنى لأنها لم تعرفنى يوما فى الأساس
ولكنى ما زلت اتذكرها منذ اول مرة و رغم مرور اكثر من 18 عام على تلك المرة
كنت لم اذل طفل لم يتعدى الخامسة وهى فى اخر عهدها بالعمل التمريضى وكانت فى منزل جدى حث كانت تعطى جدتى رحمها الله الحقن عندما كانت مريضة فى ذلك الوقت
اذكرها بملامحها شبه الأرستقراطية الجميلة والبونيه الأنيق والذى ما زال يغطى شعرها وشنطتها المميزة التى كانت مشهورة بها بين عائلات بورسعيد
هى الممرضة أو الحكيمة كما كانت مشهورة بين اوساط عائلاتنا القديمة فى بورسعيد
رأيتها فجر امس وانا فى طريق للسفر الى وحدتى فى الجيش حيث اكتب من الأسماعيلية الأن

كانت نفيسة وهذا اسمها هى اقدم واشهر ممرضة فى بورسعيد منذ اواخر الربعينات من القرن العشرين
كانت فى بداياتها تعمل فى مستشفى الديليفراند الذى ما ذال فى موقعه القديم فى حى الشرق فى بورسعيد
ونفيسة هذه اشهر من اعطت الحقن فى بورسعيد منذ ايام الحقن الزجاج التى كانت تغلى على النار

وكانت تتميز فوق ذلك باشياء هى التى جعلت بورسعيد القديمة تتذكرها حتى الأن رغم انها اصبحت انسانة تعيش فى طى النسيان و لايتذكر اعمالها الا من عاصروها شخصيا
فنفيسة هى تلك الممرضة التى تحدث عنها كل من تناول فترة العدوان الثلاثى عن بورسعيد عام 56
هى تلك الممرضة الفدائية التى كانت تساعد الفدائيين وتجعلهم يتنكرون فى زى المرضى حتى لا يعرفهم احد من قوات الأحتلال اثناء تفتيشهم للعيادة التى تعمل بها فى تلك الفترة
هى التى كانت تعمل كمرسال بي فدائى المقاومة وبين القوات المصرييةوقتها
وهى التى اصبحت مرجع لكل من كتب عن تلك الفترة من حياة مصر وبورسعيد
كانت من القلائل التى تعرف مجموعات الفدائيين حسب ميولها السياسية وهذا من الأجذاء المهمة المتجاهلة فى تفاصيل تلك الفترة حيث كانت تعرف الفدائيين من الأخوان ومن الشيوعيين ومن الأفراد العاديين ومن رجال المخابرات
وهى التى كانت ترسم لهم بحكم حفظها لكل بيوت وشوارع بورسعيد خطة الهرب

بعيدا عن هذا لا يوجد فى بورسعيد احد يعرف العائلات القديمة والجديدة وعائلات السياسيين والأغنياء والفقراء
ويعرف تاريخهم واقاربهم واماكن تواجدهم بعد هجرتهم من بورسعيد اكثر من نفيسة تلك
من كلماتها الماثورة
(مفيش حد من البورسعيدية القدام مخدش حقنة من ايدى)

من اشهر الحكايات عنها علاقتها بمطربة لبنان الكبيرة ماجدة الرومى
وماجدة الرومى لمن لا يعرف من مواليد بورسعيد وكانت تعيش حتى سن السابعة فى بورفؤاد فى بيت جدتها المصرية القبطية وردة شفتشى وكان ذلك البيت عامر بنجوم لبنان فى ذلك الوقت بما فيهم وديع الصافى قريب حليم الرومى الذى هو والد ماجدة الرومى ومكتشف فيروز فى نفس الوقت
ونفيسة قد عاشت فترة فى منزل ماجدة الرومى فى بورفؤاد وكانت مسؤلة عن رعاية جدتها وردة شفتشىحيث كانت مصابة بمرض السكر وكانت ترعاها
الذى اعرفه عن مصير تلك العائلة الأن انهم هاجروا كلهم الى البرازيل فى اواخر الستينات ما عدا ماجدة الرومى التى رجعت لوالدها فى لبنان

الذى اغرانى بالكتابةعنهاهو انى رأيتها فجر امس اثناء ذهابى للمحطة وكانت هى على وشك السفر ايضا حيث كانت منتظرة احد ما امام منزلها

Sunday, October 16, 2005

شال

فى قلب الليل فى عز البرد
والشوارع مفيهاش حد
وانا ماشى مع ضللى
شنطة فى ايد
وبالتانية التانية بشاور لتاكسى بعيد
وطنشنى
ولما وصلت على الناصية
لقيت عم حسين لساه سهران فى الكشك
جنب البابور
وصوت الست بيلعلع ويوصل لحد هناك
لبلكونة فى اول دور
والشال منشور بيرفرف
لحد ما طرفه بيلمس عمود النور
اللى ياما سندت عليه من زمان
وكنت اربط فيه العجلة بتاعتى الصبح
رغم انه بعيد عن المدرسة
وكنت اخترع الحواديت لأصحابى
واتحجج ان العجلة كده متتسرقش

ولما خلصت الحواديت
وخلصت الحدوتة
بقيت اعدى جنب العمود وابص للشال
اللى كان منشور علطول
كأنه بيرفرف علشانى

سلمت على عم حسين اللى قالى كعادته فى الأختصار
الجيش
قلتله هو ورايا غيرو


لما النهار روح

لما النهار روح
واختفى مع الشمس المسافرة
وانا بحضر الشنطة عشان السفر
نسيت انى مكوتش افرول الجيش
وانى دقنى لسى زى طويلة
وانى مسلمتش على اصحابى
ومسلمتش على البحر

كل مرة وانا نايم فى الأتوبيس
تزورنى احلام غريبة
عمرها ما زارت سريرى
صورة حبيبتى القديمة
بشوفها متعلقة فى السما بين العواميد
بتفكرنى بخمس سنين عدوا ولا اتناسوش

اصحابى فى الجيش من كل مكان
شبرا و امبابة
اسكندرية ومن مدينة نصر
مفيش حد من بورسعيد غيرى
بس ماليش الا هما
وهما فى التوهة ملهمش الا غيرى

لما الشتا بيقرب بشم ريحته
وبعرفه من شكل السما
ومن حركات الشجر
بحسه فى موج البحر
تحت نور القمر
اللى سهران بيونس الغيوم الجديدة
المكسوفة من السما
اكمنها لسه مولوده فى الشتا الجديد

زيفاجو

Saturday, October 15, 2005

انا والصول ........مع الأعتذار لمريام فارس

مكنش يعرف انه يوم ما ضغط عليا
وحب يعملى شغل ارهاب
كان اول مرة اعرف اززاى
بيتولد النصاب
مكنش يعرف انه اول يوم يحاول يلوى دراعى
وينقص من الحساب عشرين
كان اول يوم ارجع من عنده
وكسبان بدل العشرين خمسين
كان بيقعد مع الفلاحين على المصطبة
ويحكيلهم عن بورسعيد
فرحان باللبس المستورد
ويحكيلهم اززاى انه بيخلى عسكرى بورسعيدى
مثقف وبيقرا الجرنال
يجيب الحاجات غصب عنه بنص الفلوس
مكنش يعرف ان العسكرى
غصب عنه برده
بيجيب الحاجات بربع الفلوس
ويستعبطوا بالباقى
ويجيب سمك للعساكر الغلابة
مكنش يعرف انه كل ما بيشتم بورسعيد
كل ما افرح ان بلدى مفيهاش العينات دى

زيفاجو

Thursday, October 13, 2005

انين وحنين

فى مثل هذا الوقت من كل عام ومع وصول تلك النسمات الخريفية اتذكر ما حدث
كان ذلك من 4 سنوات حينما كنت اعمل فى مجال السياحة فى الغردقة , كنت ما ذلت طالب فى الفرقة الثالثة فى كلية التجارة وكنت اذهب فترة الصيف للعمل فى الغردقة حتى اول شهر نوفمبر ثم اعود لبورسعيد وللكلية
كانت فترة من اجمل واثرى فترات حياتى, تقابلت وتعاملت مع كافة انواع البشر والجنسيات
تحديدا فى اول شهر اكتوبر بدات علاقتى بايمن
ذلك الشاب الأسكندرانى المثقف الجدع ابن البلد , كنا فى ذلك اليوم انا و طاقم اليخت السياحى الذى كنت اعمل به وكنا خمسة افراد فى شبه اجازة بسبب عطل ما فى عمود رفاس اليخت
ولذلك قررنا قضاء الليلة فى الشيراتون القديم الذى يقع فوق الهضبة فى حضن الجبل
وفى تلك الأيام كان الشيراتون لا يعمل ومهجور ولا يوجد به الا فردان حراسة فقط وكنت اشاهد هذا الفندق فى الأفلام واعجب بموقعه الرائع منذ طفولتى ولذلك كنت اتجول فى اراجائه بحرية وداخلى هذ الشعور الغريب ها انا وحيد وحيدا داخل ذلك الشيراتون الذى شهد فترة من اعظم الفترات فى تاريخ السياحة المصرية
وفى ذلك اليوم لم يكن فى رصيف الشيراتون القديم الا اليخت الذى اعمل به ويخت اخر قادم من مرسى علم ولم اكن اعرف احد من طاقمه ولكن لفت نظرى شاب مصرى كان هو الوحيد الذى يجلس فى اليخت مثلى تماما حيث تركنا رفقائنا للفسحة فى الغردقة وزيارة اقاربهم وجلسنا نحن بحكم الغربة فى اليخت
وجدته يقرا نسخة انجليزية للغريب رائعة البير كامى
وعندما ابديت استحسانى للقصة كفاتحة للحديث رايت تجاوبا رائعا منه حيث كان من النادر ان تجد اح العاملين فى مجال الغطس له علاقة بالقراءة وكانت
عرفت انا اسمه ايمن وانه من الجميلة الأسكندرية وانه يعمل غطاس
عرفت من كلامه كمية الثقافة و الأحلام التى يحتوى عليها عقل هذا الشاب
عرفت انه حاصل على بكالوريوس تجارة وانه واجه صعوبات فى العمل فى مجاله وانه يتيم الأب و الأم و لايوجد له الا خالة واحدة واخ صغير يعتبر بمثابة القيد الذى يربط كل احلامه
اخيه الصغير كان وقتها فى الصف الثالث العدادى وكان يعيش فى الصيف فى الغردقة فى المبيت الخاص باخيه ويرجع للأسكندرية اول العام الدراسى ليعيش مع خالته
الفترة التى كان اليخت عاطل فيها تزامنت مع مشكلة ما فى اليخت الذى يعمل به ايمن
ولذلك قضينا اسبوعا من الكلام والأحلام والذكريات
اسبوع من الكلام عن الشباب وعن مصر وعن المستقبل
عرفنى ايمن خلالها على صديقته الفرنسية كريستينا والتى كانت تعشق ايمن باعتباره نموزج الشخصية المصرية الجدعة امامها حيث لم يكن مثل بقية شباب الغردقى كل همه المال والجنس لا كان يحدثها عن مصر والتاريخ وسماحة الأسلام
كان يحدثها بعشق عن الأسكندرية وبحر الأسكندرية
وكانت تحدثه عن الحلم الذى ينتظره فى فرنسا وتحدثه عن مستقبله الباهر هناك بعد ان يتزوجا
وهنا كانت مشكلة ايمن الأزلية اذا سافر من يعتنى بأخيه الصغير وهل ستتحمله خالته
وكنا دائما ما اشجعه على السفر باعتبار ان العائد الذى سيرسله لخالته سيجعلها تغض النظر عن حمل اخيه
ولكن كان غير مقتنع ومتتشائم دائما من السفر وترك اخيه

ثم كان ذلك اليوم
كنا جالسين امام البحر ايمن وانا نتحدث ونشرب الشاى حتى الساعة العاشرة مساء حيث كان من المفترض ثانى يوم ان اذهب فى رحلة عمل سفارى لمدة اسبوع وايمن سيذهب مع اخيه الصغير الى السكندرية لينتظم فى المدرسية
وكان الأتفاق ان نتقابل بعد اسبوع لتبادل العناوين وارقام المبايلات الجديدة وللسلام لأنى كنت سارجع لبورسعيد
حتى انتظم انا الخر فى كليتى السعيدة
وتعانقنا واوصلته حتى باب الشيراتون وعندما ركب الميكروباص الذى سيذهب به للدهار حيث اخيه الذى لم اره اساسا
وبعد نصف ساعة جائنى احد الأشخاص يسال عن احد يعرف الشاب الذى ركب من امام الشيراتون منذ نصف ساعة
وعندما سألته لماذا كانت الصدمة
الميكروباص انقلب امام مفارق الهضبة ولم يحدث اى شىء للركاب الأ للشاب الذى ركب من امام الشيراتون كما قال التباع وكنت فى تلك اللحظة وحيدا احرس اليخت ومن المستحيل ان اتركه
كانت النار مشتعلة داخلى وعندما جاء اصدقائى من الغردقة انطلقت للمستشفى
وكانت الصدمة الثانية
ايمن حدث له نزيف فى المخ ولقى ربه منذ ساعتان
لم استطع ان اعمل شىء ولم يكن بيدى شىء و لااعرف حتى عنوان اخيه الصغير
ولم يعد على موعد عملى ورحلة السفارى الا 3 ساعات
وعندما حاولت العتذار عن الرحلة لم يكن يسمح الأمر فى التصرف فى احد غيرى

وبعد عشرة ايام كنت فى بورسعيد
لا اعرف شىء عن ايمن و لاعن مصير اخيه ولا استطيع ان اعرف
لا اصدقاء مشتركين
ولكن تبقى معى ذكرى ذلك الأسبوع الذى قضيته مع ذلك الأنسان
مزيج الثقافة والجدعنة
نموزج ابن البلد الأسكندرانى

رفرفة

امبارح قبل الفجر
وكانى فى ليلة قدر
انا شفت نفسى بطير
برفرف كما العصفور
وبغنى ويا الطير
وبقرب من النجوم
ولما صحيت من النوم
اللهم اجعله خير
حسيت جوايا انين
حسيت جوايا حنين
والضحكة لسه فى وشى
واصلة للودنين
ونزلت اعيش اليوم
وحلم الليل على بالى
والرفرفة تحلالى
اكمنى زى الطير
بعشق المشاوير
وعينى على المكان
ومهما بعدت فى يوم
الملم الحواديت
والضم الحكايات
برجع للعنوان
جوايا فكرة جنان
فكرة وصغيرة
حدوتة وقصيرة
وقلت ابدا فكرة
ابتدى الحدوتة
احلام كانت مكبوتة
هربت من واقع جارح
وقبل اول كلمة
خلصت الحدوتة
وبقيت مشدود لأمبارح
لحلم ليلة صيف
والرفرفة بالكيف
ونسيت الشغل الميرى
واصبح املى سريرى
احلم قبل الفجر
وادعى فى ليلة قدر
الفرصة لعندى
تجيلى

Monday, October 10, 2005

لسى

عدت سنة ولسى الحاجات متلونة
لسى القمر عاشق السهر لنتهاه
لسى الندى على الشجرسهران معاه

لسى الكتاب مفتوح
لسى القلم بيبوح
لسى الغنيوة بتتطلع
رغم ان الصوت مببحوح

لسى الورد مستنى الربيع
لسى الزهور بلونها البديع
لسى الولد بيحلم ببكره
لسى السحاب بيفوت سريع

لسى البنات بترسم ورود
لسى بنسمع حكاوى الجدود
لسى الحروف بتولد كلام
ولسى الكلام امل مولود

لسى الهرم سهران وحيد
لسى النيل جاى من بعيد
لسى العلم بيرفرف هناك
ولسى الولاد حافظة النشيد

لسى الكورنيش للمعشقة
لسى العصفور للزقزقة
لسى الجمال جمال الروح
و لسى القلوب متجمعة

لسى الليل متحنى
لسى النهار مستنى
لسى القمر بيسابق شمس
ولسى الفجر نفسه يسمعنى

كنت فاكر

كنت فاكرانى اقدر
كنت فاكر لونى اسمر
كان فى يوم نفسى اقول
كان فى يوم نفسى اعبر
كنت فاكر انى شاعر
كنت فاكر انى قادر
كنت فاكر ان قلمى صوت بلادى
كنت فاكر ان حلمى
حلم عادى
كنت شايف مصر غنوة
كنت سامع
ضحكة حلوة
كنت عاشق لون ولادك
كان فى قلبى كل ناسك
كنت فاكر صوتى واصلك
ياما شفتك جوه حلمى
تفهمينى
تسمعينى
تحضنينى
كنت عاشق للشوارع
كنت عاشق للوشوش
كنت بلضم حرف اسمى
مع المدينة
كنت بستنى النهار
وبكره لينا
كنت بزرع الأمل
جوة العيون
كنت حافظ النشيد
فين ما اكون
كنت فاكر مهما نتباعد
قلبنا واحد
حلمنا واعد
ومهمها بعدنا
هنرجع و نتواعد

Saturday, October 08, 2005

شط وبحر

شط و بحر وفنارة
يا بورسعيد
فى كل شارع وحارة
ولاد حديد
وحاجات كتير فيكى
ميعرفهاش غيرى
ياما سمعت غنوتنا
ضحكتنا
ياما شافت دمعتنا
ومين قدى
وجدى كان فى يوم صياد
فى كنالك
ياما بصوتوا غنالك
ولما البحر يزربن
ويزعرر
ويعلى الموج
ويكسر
ويبعتر
نجرى يا عينى على الرملة
يغرقنا
يزعلنا
ويرجع تانى ينادينا
يناجينا
ونرجع تانى نحكيلوا
نغنيلوا
ياما يا بحر قدامك
غنيينا
وصلينا
وحبينا
وياما يا بحر علمتنى الكلام
وحب الكلام عندنا
غية
ملاغية
جنب فلوكة الصياد
والهلب والسمكة
وانت يا بحر
بترمى خيرك
للشبكة
وسفن مليانة بالخواجات
وعارفينها
مواعيدها و حافظينها
ومين قدى
وجدى كان فى يوم صياد
البحر عنده اغنية
موال قديم
شط ورمل وفنارة
ولحن سمسمية
مين قدى شاف الخير فى زكايب
شط وبحر
بحيرة ومراكب
ومين زيى شاف الشبار الوان
ابيض
واخضر
وجوابى
و ياما شاف حنشان
بتلعبط وبتلاغى
وياما زمان فى ليلة شوق
علمنى البحر
طعمنى
ومهما نسيت
مهما بعدت
ارجع ادوق
واستطعم ليالى الشوق
لما البحر يجرجرنى
ويسحبنى
يبعزقنى على شطه
ومين قده
وكل ولادنا من عنده
بتبدأ حكاويها
اغانيها
ولما الشوق فى عيوننا
بيطلع فوق
و ننسى البحر
يعلى الموج بحنية
يضرب وشنا
ونفوق
وبرده يرشنا
ونرجع تانى على الرملة
ونبنى قصور
نعلى السور
ولما نطير نعدى بحور
ما ينسانا
ماننساه
و ريحته تملى جوانا
تفكرنا
وفكرينها
وفكرانا

عايدة الأيوبى.............عصفورة طلت علينا من الشباك

عايدة الأيوبى .......ذلك الصوت الرقيق الملائكى المرهف
عايدة الأيوبى من القلائل الذين من الممكن وضع صورهم فى القاموس المصور وعليهم سهم مكتوب امامه فنانة مصرية
عايدة الأيوبى هذه العصفورة التى طلت من الشباك على حياتنا الثقافية والفنية فى فترة ما من اوائل التسعينات والتى تعتبر اهم التجارب الغنائية النسائية فى مصر فى حقبة التسعينات

عندما اتكلم عن عايدة الأيوبى لا ادرى اتكلم عن اى ناحية بالظبط فى هذه الحالة المتفردة
فى تاريخ المزيكا المصرية
ممكن ان اتكلم من وجهة نظرى المتواضعة مثلا
عندما سمعت عايدة الأيوبى لأول مرة فى اوائل التسعينات لم اسمع لها الا اغنيتان فقط
الأولى اغنية على بالى والثانية اسمها من زمان
وكم كانت دهشتى وقتها رغم صغر سنى من ذلك الصوت الضعيف صوتيا العبقرى فنيا والذى يدخل القلب من اول ثانية استماع
لم تكن معلوماتى عن المزيكا قد نضجت بعد الا اننى كنت اعرف ان هذه المطربة ظاهرة فريدة ومختلفة وكنت اشعر انها من عينة فيروز التى اعشقها
وبدات رحلة البحث عن البومات عايدة الأيوبى فى بورسعيد
و كانت المفاجاة انى لم استطيع الحصول الا على شريط واحد و لم احصل على اى معلومات عن هذه المطربة لا اعرف جنسيتها او مشروعاتها القادمة

وتمر الأيام ويذداد عشقى لمنير وفيروز وبدات تظهر فى حياتى اسماء مثل الشيخ امام و مارسيل خليفة و احمد فؤاد نجم وصلاح جاهين ويحى غنام
و بدات تتبلور اتجاهاتى و قراءاتى لنواحى معينة
وفى هذه الأثناء بدات استرجع تلك التجربة القديمة معى.........عايدة الأيوبى
و بدات اجمع اغانيها واجمع المعلومات عنها واذداد عشقى لتلك التجربة العبقرية المصرية
كانت نموزج الفتاة التى اتمناها وقتها
الفتاة اللى بتفهم يعنى بتكتب وتغنى وتلحن
كنت دائما اشمئز من الفتيات الللاتى يضعن صور كاظم الساهر فى محافظهن و لا يعرفن من الشعر الا كلمات نزار قبانى
كنا فى وقت ان تجد بنت تحب صلاح جاهين مستحيل
ان تجد بنت تعرف مارسيل خليفة معجزة
و لذلك اصبحت عايدة الأيوبى فتاة احلامى فى تلك المرحلة من عمرى
ولكن ما حدث انها اختفت من حياتنا المصرية تماما وبدات ابحث عن اى معلومات عنها
عرفت انها عاشت سنوات كثيرة من حياتها فى المانيا وانها عازفة جيتار وعود ممتازة
اغلب اغانيها من تاليفها ولحنها وغنائها
تعاملت مع شاعر فلسطين الأول محمود درويش و مع مارسيل خليفة
عرفت انها مهندسة كمبيوتر وخريجة الجامعة الأمريكية
عرفت انها سبب شهرة كل من ياسر عبد الرحمن وحنان ماضى وهشام عباس
عرفت انها اعتزلت الغناء و لاادرى السبب
ولكن الذى يبقى هو هذه التجربة المصرية المتفردة و الحالة العبقرية التى صاغتها لنا عايدة الأيوبى فى فترة من حياتنا المصرية كان المد الخليجى والنفطى على اوجه
لقد ظهرت عايدة الأيوبى فى نفس وقت ظهور مطربين ومطربات النفط امثال نوال الزغبى كاظم الساهر وبداية ثقافة الزيت كما يسمونها

تحية اخيرة لصاحبة المشاعر الحساسة و الدفىء والشجن
تحية لتجربة مصرية و حدوتة من حواديتنا المصرية
تحية لفتاة احلامى فى فترة ما
تحية الى العصفورة
التى طلت علينا
من الشباك
تحية الى

عايدة الأيوبى

Friday, October 07, 2005

ذاهب

عندما تاخرالرد
عرفت انى...... ذاهب
وعندما
تاخر اكثر
عرفت انى ذاهب......لامحالة
لملمت اشيائى الصغيرة
واهدافى المبعثرة
اجلت احلامى
باعتبارها صارت مؤجلة
شريط ذكرياتى........يمر امامى
الطفولة
اول ايام المدرسة
اسلام
فادى
اول اصدقاء المراهقة
كتبى المفضلة
نجيب محفوظ
السباعى
جمال حمدان
صلاح جاهين
اتذكر سنوات الجامعة
واصدقاء الكلية
واغانى محمد منير
وفيروز
شبابيك و حدوتة مصرية
وظائفى الكثيرة
التى لم استمرفى احداها
اكثر من شهور
استعيد كلمات جاهين
فى مفترق طرق ماجدة الرومى
اللى اشتريته انباع واللى لقيته ضاع
نعم
انه مفترق طرق
فى سكة حياتى
وصلت لبيتى
ما زال كتاب شخصية مصر
مفتوحا على سريرى
مازال السى فى مفتوحا
على مكتبى
ما زالت اغنية لسى الأغانى ممكنة
فى المسجل
امامى الأن اكثر
من عام
ثم
ادندن
لو بطلنا نحلم نموت
و انا احاول تحديد
اهدافى
المبعثرة دائما


27-11-2004
بعد عودتى من منطقة تجنيد الزقازيق
وتاكدى من دخولى الجيش