Monday, August 11, 2008

مشاهد

احيانا اشعر انى من هؤلاء الذين اختصهم القدر بمعايشة لحظات من تلك الفاصلة فى حياة البشر , وكأن سينما الحياة تأبى الا ان تجعلنى ارى لقطات الماستر سين فى شريط حياة مجموعة متنوعة من ابطالها , مشاهد تولد فيها اشياء وترحل اشياء , ثمة مؤامرة بين سينما الحياة ووسائل المواصلات أجد نفسى بسببها فى مكان ما ولحظة ما اشاهد حدث قد لا يستغرق ثانية ولكنه ينهى سنوات قبله او يكون بداية لمشهد جديد من مشاهدها , اكم من مرات يقف فيها لقطار لحظات او يهدئ سائق السيارة من سرعته ليهدينى زوم كاميرا الحياة مشهدا او لقطة مسروقة من احد ايام البشر , مرة ارى اثناء وقوف تاكسى استقله فى احد الأشارات لثوانى كانت كفيلة تلك الثوانى لأرى فتاة تخلع دبلتها وتعطيها لشاب يواجهها وتنطلق وينطلق وانطلق فى مشهد كلاسيكى , مرة اخرى اثناء بطولة افريقيا بينما استقل اتوبيس بورسعيد القادم من رمسيس واثناء مروره فوق احد الكبارى بالعباسية امام احد شبابيك المنازل لثانية واحدة رأيت فيها من الشباك هدف مصر ثم اكمل الأتوبيس رحلته فى هدوء , لحظات اخرى عاصرتها من تلك التى يميل القدر على اذنى ليخبرنى ان ثمة شئ بين هذا وتلك , اكم من مرات رأيت فيها شاب وفتاة يلتقون لأول مرة وكأن الحب اراد ان يشاركنى ولادة قصة جديدة من قصصه لأسمع بعد فترة خبر زواج وخطوبة وما شابه , منذ ايام واثناء ركوبى اتوبيس القاهرة من بورسعيد , جلست جانبى فتاة فى عقدها الثانى يقف بجانبها والدها حاملا زجاجات المياه والعصائر والمجلات وقلق كبير فى عينيه , يشرح لها للمرة الخامسة كيف تنزل فى محطة الماظة وتركب تاكسى الى ميدان الحجاز , وهى تطمئنه مرة بابتسامة واخرى بضغطة على يديه , قبل تحرك الأتوبيس قبلها الرجل وذهب , عندما تحرك الأتوبيس واثناء دورانه من احد الشوارع رأيت بطرف عينى الرجل مسجى على الأرض فى اغماءة بينما عدد من المارة ملتفين حوله

9 comments:

engy said...

على الاحلى مش المواقف الاحلى انك اخدت بالك كويس تفتكر ليه بتشوف المشاهد دى
انك تشوف محطات فاصله فى حياه ناس اكيد ليها معنى

engy said...

على فكره شاعر رائع جدا
وبالنسبه للغجريه الاسبانيه
انت بتقول-كل منا لايرى الاخر- طب ازاى مقتنع ان هيا دى مش قصدى ماديا قصدى معنويا وعامه الحياه لسه طويله يمكن-

hesterua said...

ما هو ده المعنى
:)

شكرا على ذوقك بعض ما عندكم
بالنسبة للغجرية يمكن شعور عابر خلانى احس انها ممكن تكون هى
:)

هانى المصرى said...

ازيك يا احمد انا هانى علوا ن
ولو سمحت عايز نمرة احمد الالفى لو معاك علشان عايز اعرض عليه كلامى اللى بكتبه فى المدونه
وابقى متشكر قوى

Lemonada said...

كلام جميل جدا
وكل مرة ازور ولف بين المدونات بلاقي طريقتك فيها لمسة مختلفة واحساس مرهف عالي جدا
ولما بقيت اسمع اغنية فيروز صباح ومسى بقيت افتكر مدونتك
تحياتي ويا رب تكون كويس وسعيد

ساسو said...

أسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك
ويرفع قدرك ويشرح صدرك
ويسهل خطاك لدروب الجنة
وأن يجعلك من عتقائه من النار
ومبروك عليك شهر رمضان

د. مونى said...

حلوة بجد
تقبل مرورى ومنتظرة المزيد

hesterua said...

هانى علوان
عنيا يا جميل


لموانادا
منورة فعلا وليكى وحشة يا جميل
شكرا على ذوقك بجد

ساسو
شكرا على مررو حضرتك


دكتور مونى
شكرا على مرورك وذوقك
يشرفنى طبعا

صهيل النفس said...

هكذا تحمل عين كل منا عدسة كاميرا الحياة ..فتري ما تطبعه الايام من خطوط علي وجوه البشر لتخبرنا اجمل الحكايات .. فتجاعيد الوجه كل خط فيها يقص علينا احد اسرار شخصه ومكنون نفسه ..هنا خط الامل وبجانبه خط الذكريات ..هذا وجه بشوش وهذا بائس حزين ..تلك نظرة فرح ..وتلك نظرة خوف وحيرة هذا عاشق ولهان وهذه محبة للحياة وهكذا تختبئ اسرارنا خلف تفاصيل وجوهنا