Tuesday, January 31, 2006

عصفورة

يوما ما كنت اقضى الليل نائما فوق سطوح احد المكاتب العسكرية فى الصحراء الشرقية , لم يكن يشاركنى فيه الا قمة شجرة مانجة بها عش لعصفورة صغيرة , كان يومى يبدأ فى السادسة صباحا , وكانت تبدأ فى الزقزقة فى السادسة الا ربع , ولذلك كانت اجمل نغمة منبه طبيعى فى حياتى
يوما ما سأتذكر تلك العصفورة التى فارقتها نسبيا منذ شهران , وسأفارقها نهائيا بعد شهر

صباح الخير يا عصفورة

يا أول لقطة فى الصورة

وأقرب نغمة فى براحى

بأجمل لحن فى صباحى

من عشك

فوق شجر المانجة

واصلنى غناكى يا كمنجة

يا أول غنوة فى طريقى

وراحة نفسى من ضيقى

صباح الخير

صباح الخير يا مزيكتى

ودندتى هنا

صباح الخير يا عصفورتى

يا جارة الهنا

و احلى غنا

لأول حد بشوف

وأقرب حياة جنبى

يا أجمل نهار معزوف

بزقزقتك على قلبى

دا ضحك الفجر علشانك

بقصيدة فرح محتارة

وقصيدة عشق من كفى

و لاتكفى

وصفى حتى لجمالك

ورفرفتك على جيرانك

وأنا منهم

و أولهم ..وأخرهم

مفيش غيرى

يقدر يوصفك قدى

ومن بعدى كلام فى كلام

ومن بعدك مفيش احلام

يا عصفورتى

ألف سلام


احمد

Friday, January 20, 2006

ايه العمل

ايه العمل

لو كل مرة هنتفق

راح نفترق

لو كل معنى بيتولد

لحظة سلام

هيتوئد قبل الكلام

ايه العمل

فين الأمل

لو كل مرة اكلمك

ملاقيكيش

لما الكلام

كل الكلام

يروح ميجيش

فين الأمل

و فى كل مرة بيتخلق

معنى جديد

بيتخنق

ويروح بعيد

فين الأمل

لما الوطن مبقاش وطن

مبقاش سكن

ومعدش اى شىء فيه

يتحضن


فين الأمل

ورغم الحاجات

والمسافات

خلاص وصل



احمد

Tuesday, January 17, 2006

اختار نهايتى.......للشاعر يسرى حسان

عندى رغبة

أمشى كده

مطرح ما رجلى تودينى

البس جلابية قديمة

واشيل فوق ضهرى شوال

مليان بقزايز فاضية

ولمبات محروقة

وكازوز

وجرايد صفرة

وفردة جزمة قديمة

الف على القهاوى اشحت سجاير

وارفض اقرب م المية

او اغير جلابيتى

أدى لجسمى الحرية يسيبنى

على أى رصيف يختاره

و أعيش على كيفى طليق

من غير بيت

وصحاب

وزوجة

وقرايب

واماكن اشتاق ليها

و توحشنى

Saturday, January 14, 2006

فلاش باك

عرفته من أول نظرة , مثل الشهاب أضاء فجأة فى ظلمات ذاكرتى , ما ذلت اذكره , رغم الدقن والجلباب وعلامة الصلاة التى غطت جبهته العريضة , رغم الزيادة الواضحة فى وزنه عرفته , رغم كل ذلك ما ذال يحتفظ بتلك الأبتسامة الملائكية التى طالما أحببتها , والتى طالما أسرت قلوب كل من تعامل معه من مجموعتنا الصغيرة والتى ظهر وأختفى فى حياتها فجأة مثل كل ما هو جميل
لا أستطيع وصفه الا بكلمة واحدة...انسااااااان
ابتسامته التى طالما أسرتنى بصفائها أكدت لى انه ما زال يذكرنى بعد أكثر من سبع سنوات مضت على فراقنا , انه عرفنى مثلما عرفته
انه يريد قول ما اريده , الأبتسامة التى تبادلناها فى تلك اللحظة أكدت ذلك
كم هى طويلة تلك اللحظة القصيرة التى تلاقت عينانا فيها
كنت أقف فى المعدية الذاهبة لبورفؤاد , وكان يقف فى المعدية الذاهبة لبورسعيد , انفراجة فمه التى لم تكتمل لحظة تجاور المعديتان فى وسط القناة قابلتها ابتسامة مماثلة من فمى نالت نفس المصير من عدم الأكتمال , لكنى اعتقد انى سمعت صوته جيدا
تذكرت المدة القصيرة التى قضيناها سويا
تذكرت أول لقاء بيننا فى ذلك الصيف البعيد من عام 98 , كان درسا من تلك الدروس الصيفية التى راجت ايام ما كان يدعى بالتحسين
تلك الدروس الصيفية المليئة بالأحلام والحر والقلق والعرق , كان من ذلك النوع الذى احب ان افتح قلبى له من أول لحظة
كان يمتلك تلك العينان الطيبتان الضاحكتان واللتان اذا قلت انى كنت اغرق في بحر طيبتهم ونقائهم
لم يكن من بورسعيد , كان قاهريا وكان يكبرنى فى السن , جاء الى بورسعيد كى يستطيع المذاكرة بهدوء بعيدا عن توتر الأسرة وازعاج الأصدقاء على حد قوله ....كنت أعرف ان هناك سبب اخر ولم اسأل
تكلمنا كثيرا , على ضفاف القناة وأمام شاطىء البحر , حيث كانت هناك هواياتنا متقاربة ومتشابهة نوعا ما
حكى لى عن والده الصحفى , ووالدته المخرجة بالأذاعة , حكى عن أخيه الكبير الذى يعيش فى فرنسا , حكى عن هوايته فى الرسم والتى يعشقها بجنون , حدثنى عن محمود سعيد , وحامد ندا
كان يعشق الموسيقى الغربية ومحمد منير , وكان محمد منير فى تلك الفترة كان استطاع مع فيروز انتشالى من الموسيقى الغربية
حدثته عن صلاح جاهين وحدثنى عن مظفر النواب وبدر شاكر السياب , حدثته عن الشيخ أمام فحدثنى عن مارسيل خليفة ووجيه عزيز و الهام مدفعى وجوليا بطرس و زياد رحبانى , حدثته عن محمود السعدنى فحدثنى عن ابراهيم اصلان وبهاء طاهر
كان موسوعة بالنسبة لى فى ذلك الوقت , رغم عقلانيته واتزانه عن اقرانه فى تلك المرحلة الا ان نقطة واحدة كانت سبب دهشتى منه بل وذهولى بعد التأكد من صدق كلامه , وهذا عندما حدثنى عن حبيبته , من الطبيعى ان يكون على علاقة عاطفية
الغير طبيعى عندما صارحنى بمن يحب , ومن هى التى ينتظرها عند شاطىء البحر
انه كان يعشق ممثلة امريكية كانت بطلة مسلسل يعرض فى تلك الفترة اسمه (( فتاة المحيط)) كان يعشقها بجنون
كان يذهب ليذاكر امام البحر لعلها تظهر أمامه , كان مريض نفسيا , وهذا ما تأكدت منه منه شخصيا , وكان يعرف انه مريض
كنا متفقين على لقاء قبل عودته للقاهرة كى يعيد لى ملزمة خاصة بالمستوى الرفيع كان يقوم بتصويرها , الا انه تركها عند احد جيرانه فى الشقة التى كان يستأجرها فترة اقامته فى بورسعيد , والتى انظر لها و اذكره كلما مررت من تحتها
اختفى من حياتى فجأة كما ظهر فجأة , الا انه ترك ذكريات وانطباعات لاتنسى , رغم يقينى من مرضه النفسى , الا انى احببته جدا
اليوم وبعد ان شاهدته ذهبت للشقة ولكنى وجدت طلبة مغتربين عائدين من اجازة العيد فى استعدادهم للأمتحان
فعلا اتمنى مقابلته فى الأيام القادمة

Wednesday, January 11, 2006

لحظة

كنا ملتفين حول التيلفزيون نشاهد فيلم عبود على الحدود المعروض بمناسبة أول أيام عيد الأضحى عندما قررت ان اجهز شنطة السفر والعودة لبورسعيد بدلا من الأنتظار للصباح , قال حسن رفيق رحلة الجيش منذ ايام مركز تدريب و حتى الأن (( بلاش سفر الليل يا احمد , خليها الصبح نسافر كلنا مع بعض)) قلت
(( سيبها لله يا عم حسن , هى طلبت أمشى دلوقتى وبعدين انا غيركوا , ساعة بكون فى بورسعيد))
لا ادرى لماذا قررت هذا القرار , كان ميعاد نزولنا ثانى ايام العيد وكنا متفقين على النزول جميعا للموقف ثم التفرق بعد ذلك , كنا نقضى الوقت الفاضل وكعادة الجنود فى الصحراء وكعادة اى تجمع فى الخلاء عامة فى الكلام عن الجن والعفاريت , تكتسب هذه الأحاديث مذاق خاص خصوصا عندما تكون ليلا والصحراء سوداء فى الخارج . مذاق خاص يعرفه كل من مر بهذه التجربة
قال مصطفى..عارفين الواد على بتاع مكتب المتابعة
قلنا ..ماله؟
قال.. بيحلف انه وهو جاى من عند الغرفة ( الغرفة مكان منعزل فى الوحدة) قابل عسكرى بيسأله انت منين يا دفعة , و لما قاله من اسكندرية قاله وحشتنى اوى اسكندرية اصل انا منزلتش اجازة من سنة 1967
طبعا الواد كان هيغمى ومبطلش جرى لحد الكتيبة
ثم حكى أمجد عن الأشياء الغريبة التى تحدث فى عنبر 8 والذى يقال ان جنديا كان يغازل احدى البدويات فقتله اهلها وهو نائم فى عنبر 8 ومن يومها ولا يجرؤ احد على المبيت فيه وحده
ثم كانت الحكايات الخالدة فى الجيش المصرى عن ذلك العجوز الذى يمر فى الصحارى ليلا عارضا خدماته لمن يصادفه من الجنود وكالعادة من ينجو من تلك المساعدات هو من يحكى لنا عن هذا العجوز الذى اصطلح على تسميته بنداهة الصحراء , طبعا صوت العاصفة بالخارج والأحاديث بالخارج كان كفيلا بجعلى اعيد النظر فى السفر وحيدا ليلا

الا اننى كنت اعمل فى البحر فترة ما , وعشت فى الصحراء فترة اخرى
ومن يعمل بالبحر والصحراء يسمع كمية خرافات بحجم البحر والصحراء زيادة ان العبد لله......قلبه جامد
وعليه , وبعد طقوس السفر المعتادة وتحضير الشنطة واكتشاف شىء منسى كل نصف دقيقة , ثم السلام على الشباب وكل سنة وانتوا طيبين وخللوا بالكوا من نفسكوا و وخلال 5 دقائق كنت اقف فى الطريق الصحراوى انتظر اى مواصلة اذهب عن طريقها للأسماعيلية , الذى لم يخطر على بالى هو عدم وجود مواصلات فى هذا الوقت , ليس لأنه متأخر ولكن لأنه اول ايام العيد و الكل ( مأجز) وكده
ولكن بعد نصف ساعة وجدت سيارة نصف نقل ذاهبة للأسماعيلية ووافق السائق الملثم من البرد توصيلى
بمجرد ركوبى و رؤية ملامح السائق اصبت بالقلق
رجل عجوز جدا يمتلك عينان واسعتان من التى يطلق عليهما ثعلبيتان , غريب النظرات وغير مريح على الأطلاق
ينظر لى بنظرات متشككة , الرجل غير قبيح ولكنه غير مريح بالمرة
قلت لنفسى ..((استغفر الله العظيم , خلقة ربنا يا احمد )) جرالك ايه

حاولت ناسيا او متناسيا الأنطباع الرهيب عن الرجل المخيف متشاغلا بعد اعمدة الأنارة او رؤية القمر الذى قارب ان يكون بدرا , الا اننى لاحظت شىء غريب
الرجل ينظر لى بزاوية تسعين درجة اثناء قيادته , رغم ان سرعته لا تقل عن 80 كيلو الا انه ينظر لى بثبات
فى تلك اللحظة بالذات اصبت بالرعب , فعلا الرجل غريب
حاولت اقناع نفسى ان الرجل ينظر فى المرأة اليمنى للسيارة , عادى يعنى
حاولت ان انظر له وهو فى هذا الوضع الا اننى كنت اخاف من لحظة التقاء عينانا
كنت قد قرأت كل ما احفظ من القرأن الكريم وظللت اردد اية الكرسى بأستمرار , محاولا تشجيع نفسى عن طريق
(( اجمد يا واد , ده حتى لو عفريت هيخاف منك , يا ابنى ده شكله غلبان))

ثم قررت ان افتح موضوعا مع هذا الرجل او الشىء ..اى كان سأتكلم معه
قلت.. الا يا حاج هلاقى حاجة رايحة بورسعيد دلوقتى فى الموقف؟
قال .. هتوصل , مهما بعدت أو قربت بدرت أو اتأخرت هتوصل اللى اتكتب ليك اتكتبلك خلاص
قلت محاولا تجاهل عبارته التى بدت لى ذات ايحاءات وقتها
فى دلوقتى كمين شرطة عسكرية وتحريات عند الموقف , اصل مش ناقصة غلاسة ؟
قال .. محدش يقدر ياخدك منى ...مش تخاف
فى هذا الموقف وهذه اللحظة تيقنت من غموض الرجل ورسائله الغامضة
قلت بصوت عالى .. فى واحد يا حج كان بيقول ايه
وعندما لم يبدى اى علامة تجاوب اكملت بمنطق عليا وعلى اعدائى .. قلت
ولدى نصحتك لما صوتى اتنبح
متخفش من عفريت ولا من شبح
وان هب فيك عفريت قتيل اسأله
مدافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح

فضلت الصمت فى المسافة القليلة الباقية على الموقف , الا انه عاد فى النظر لى بزاوية 90 درجة وبثبات
هنا قررت ان انظر له وببرود بما اننا داخل المدينة الأن الا انه قال فجأة
(( عارف اللى بتفكر فيه))
قلت لنفسى ..يا نهار اسود
ثم اردف .. لا مؤاخذة يا ابنى
قال .. عارف انك بتقول الراجل بيبص عليا كتير ليه
يا ابنى انا راجل كبير و صحتى على ادى , والطريق خطر وولاد الحرام كتير وياما شفنا
ودى يا ابنى مش عربيتى وبشتغل عليها باليل بس كده
معلش يا ابنى بيقولوا .. حرص و لاتخونش
كنت خايف منك .. بس انت شكلك طيب وابن حلال ... كل سنة وانت طيب
انا .. عاوز كام يا حاج
قال .. اللى تجيبو
اعطيته ثمن المواصلة وقلت له كل سنة وانت طيب يا حاج

سهير ليالى ياما لفيت وطفت
وفى ليلة راجع فى الضلام قمت شفت
الخوف كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز اقتله بس خفت
وعجبى

Thursday, January 05, 2006

عن اللى جرا واللى مستنينا

صوت ارتطام شيش الشباك وارتداده جعلنى القى نظرة سريعة من الشباك احاول من خلالها التنبؤ بحالة الجو فى الساعات القادمة, الجو الرمادى الأليف بالخارج انبأنى بقرب قيامى بجولة شتوية من التى افضلها فى تلك الأجواء
قليلون هم من يستطيعون امتلاك تلك اللحظات من المشى تحت المطر متمتعين برؤية اجواء لن يستطيع الكثير رؤيتها فضلا عن معايشتها من رؤية البحر وهو يستقبل الأمطار فى شجن او التوتر الملحوظ فى على سطح القناة
قليلون هم من يتذكرون ( اول شتاوية )فى العام
ارتديت ملابسى المفضلة فى مثل تلك الجولات والتى تعتبر الأولى فى هذا العام, فى الغالب هو نفس الطقم اياه والذى عندما ادخل فيه اتقمص لا اراديا دور عادل ادهم ومحمود عبد العزيز واحمد ذكى وكل من اشتهر بالبالطو والكوفية
((ناقصنى سيجارة بقى))
قلتها لنفسى على الرغم من انى غير مدخن اساسا
قديما كنت اتحمس امثل هذه الجولات الشتوية, كنت اعشق المدينة فى تلك اللحظات, احاول التعرف على الوجه الأخر للمدينة , وجها اخر غير الذى الفته وعرفته, كنت احاول اكتشاف الناس والأماكن , اذهب للبحر وامر على الشواطىء , امشى بمحازاة ضفة القناة, كنت انتقل ما بين شواطىء بورسعيد وبورفؤاد عاشقا لرائحة التراب المبلل بالمطر.
الأن اصابنى الركود مثلما اصاب اشياء كثيرة وجميلة فى حياتنا , ولكنى لا استطيع التخلى عن تلك الجولات الشتوية
لذلك عندما قررت ان تكون جولتى قريبة قررت ان تكون جولتى قرب معدية الرسوة , فى ذلك المكان المنعزل والذى يبعد عن منزلى 20 دقيقة سيرا على الأقدام
فى مدخل العمارة قابلت عم مصطفى
وعم مصطفى هذ نموزج الجار التقليدى فى الشارع المصرى , اعتقد ان كل منا يمتلك عم مصطفى فى منزله او شارعه
اعتقد ان كل منا يمتلك ذلك الرجل الطيب ذو العجلة الأذلية والجريدة وعلامة الصلاة وملامح الطيبة واهم شىء هو ذلك السؤال الدائم عن الحال والأحوال وصحة الأهل ثم الكلمة المشهورة((السلام امانة))انه عبق الشارع
عم مصطفى-اهلا اهلا اهلا ازيك يا ابو حميد
انا- الحمد لله ازيك يا عم مصطفى باعتلك السلام مع عمرو والله
عم مصطفى-وصل يا ابو حميد كل عام وانت بخير اخبار الجيش ايه معاك
انا - هانت يا عم مصطفى دعواتك
عم مصطفى-ربنا يكرمك ونسمع عنك كل خير يا ابوحميد قولى مش عاوز اى حاجة انا زى ابوك
انا -الف شكر يا عم مصطفى
عم مصطفى-خلى بالك من نفسك والسلام امانة للحاج والحاجة وربنا يديم المحبة
اكمل طريقى قائلا لنفسى ((الدنيا لسه بخير والله))واكمل جولتى الشتوية الولى هذا العام
كالعادة وزى ما عم جاهين بيقول , ضربت ايديا فى جيوبى وهات يا مشى لغاية الرسوة, فعلا قلبى كان طرب ابتداء من منير وفيروز انتهاء بدندنة موسيقى جورج زمفير ((الراعى الوحيد)),دائما ومنذ زمن وكان لدى اعتقاد بوجود ما يسمى بالأغانى الشتوية والموسيقى الشتوية , كنت اشعر وانا اسمعها فعلا بالبرودة , اكاد ارى الأمطار امامى
اذكر اول مرة سمعت فيها فريق كرنبررز تأكدت من وجود ما يسمى موسيقة شتوية, من يومها وانا فى تلك الجولات استعيد رصيدى من تلك الأغانى الشتوية والتى حظى الرحبانية منها بالرصيد الأكبر
عندما وصلت للرسوة استقبلنى شاطىء القناة بمائه وتوتره وهوائه وعم فاروق
لم اكن اعرف اسمه وقتها....عم فاروق ذلك الصياد البسيط والذى تقابله فى البحر والبحيرة وعلى سطح القناة او فى نيل القاهرة ...هو تلك الحالة الفريدة بتجاعيد الزمن على وجهه وفلوكته البسيطة ومعافرته مع المجداف ومعافرة الأثنان مع الأمواج.....فى هذا الجو اثر عم فاروق الأحتماء بشاطىء القناة لحين انتهاء المطر واضعا قطعة من المشمع القديم والمتهالك على ظهر الفلوكة حتى يحميها من غضب الطبيعة
قام الرجل بربط الفلوكة فى ظهر رصيف المعدية عكس اتجاه الرياح بحيث اصبح فى مأمن من الرياح وامامى تماما
ثم قال موجها حديثه الى..مستنى حد؟..قلت لأ
قال.لوعاوز تروح البر التانى اوديك بس بعد المطرة
رغم اغراء الفكرة انى اعبر القناة فى فلوكة الا انى قلت له شكرا يا حجوج
قال ..متفكرش كتير يا ابنى ومطرح ما ترسى دقلها...واعمل زى ما كان الشعراوى بيقول..خليك مشعلق فى ربنا
قلت..الله عليك يا عم الحج
قال..بقالك كتير مجيتش (تنتش)تصطاد من هنا
قلت بدهشة انت تعرفنى يا حجوج
فعلا انا لم اصطاد من هذا المكان منذ اكثر من سبع سنوات
قال..فاكرك انت واصحابك وابوك وانت بتيجى تنتش هنا من على اللسان ده
ثم قال..يا ابنى انا بقالى 60 سنة شغال فى الناحية دى وعمرى ماسيبتها حتى للبحر وحتى ايام الحرب كنت مستبقى
انا..ربنا يديك الصحة يا حاج العتب على النظر بقى
قال..انا عمك فاروق من القابوطى وبنتى ساكنة هنا فى بورفؤاد
قلت..انا جدى كان صياد وجدودى كلهم كانو بتوع بحر
قال..اسمه ايه؟ وعندما قلت اسمه اكتشفت انه لا يعرفه
ثم قررت الأستفسار عن احد المواضيع والتى كانت محل نقاش فى بيتنا المتواضع ليلة امس, حيث كان يعرض برنامج من تلك البرامج السلبية والتى تناقش معركة 56 بمناسبة العيد القومى لمحافظتنا السعيدة 23 ديسمبر
وكان الرأى الغالب فى البرنامج ان مصر لم تحارب ولم يكن هناك مقاومة ولا يحزنون , وان الحاصل هو ان الأتحاد السوفيتى هو من ضغط على امريكا والدول الأوربية لكى تترك مصر , وعلى الجانب الأخر كانت الخلافات الجانبية المعتادة بيننا عن من قاوم هل الشيوعيين وخلايهم ام الأخوان وخلاياهم , ناسين او متناسين مئات الشهداء والفدائيين من بورسعيد ومن خارج بورسعيد والذين لم يكن يوجههم اى تنظيم الا حب هذا البلد وهذه الأرض و من اشهرهم جواد حسنى وكتائب فدائى جامعة القاهرة والأفراد من عمال المصانع
الشىء الوحيد الذى اثق فيه وسط كل هذا العبث هو انى ومنذ تفتحت عيناى على الدنيا وانا ارى فى دولاب جدى العتيق مسدس وبندقية الى من التى يطلق عليها حتى الأن فى الجيش وسوق السلاح ألى بورسعيدى
وكان جدى يدعنى العب بتلك الأشياء وهو يروى لي عن اصدقائه من الفدائيين والذين كان يحضرهم متخفيين فى ملابس الصيادين فى بحيرة المنزلة ومنهم من استشهد ومنهم من ظل على صداقة بجدى حتى لجظة وفاته منذ شهر وما يزالو يحضرون الى بورسعيد هم وابنائهم واحفادهم
قلت له..كنت فى البلد وقت حرب 56 يا عم فاروق؟
قال.. يا ابنى انا كنت (فداوى)وكنت اخوان مسلمين
قلت..الله انت اخوانجى يا عم فاروق
(واضح ان الرجل لايعرف الفرق بين الأخوان والشيوعيين)
قال..اه دا اول ماصاحبتهم كان سنة 51 لما كانوا بيحاربو الأنجليز وكانوا بيخبو السلاح والزخيرة عندى , بس ابويا لما عرف ضربنى وخلانى اديهم حاجتهم , بس لما رجعوا (الفداوية سنة 56)كنت معاهم وكنت اخوان برضو
وكانو بيحطوا البنادق فى مقاطف الصيادين وكنت بعينها فى مركبى القديم
استعدت حوارى مع احد اصدقائى والذى قام بعمل حوار مع احد الصيادين من امثال عم فاروق عن الفدائيين وكان ملاحظته هى دهشة الصياد البسيط من هؤلاء الفدائيين الى جاين يحاربوا ويستشهدوا ورغم كده كانوا بيشربوا خمرة
استعدت ذكرياتى من حكايات جدى وجدتى واقاربى عن سيارات الدولة وهى تقوم بتوزيع السلاح على اهالى بورسعيد فى شارع عبادى وشارع كسرى وتذكرت اسامى شهداء من المفترض انهم اقارب لى
تكلم عم فاروق وحكى ذكريات واحداث اضيفت الى دفتر ذكرياتى

وعند نهاية تلك الجولة الشتوية كانت بداية سؤال ازعجنى جدا
لمتى سنظل نتناحر ؟ ولماذا هذه السلبية؟
لماذا نجد منا من بجلس واضعا رجل على رجل متباهيا باكتشافه العظيم اننا لم نحارب ولم نقاوم
لماذ تكريس هذه الروح السلبية؟
هل كتب علينا ان نعرف ان الأخوان فقط أو الشيوعيين فقط هم من قاوموا وتكلموا؟
لم امتلك وانا فى معرض بورسعيد ابيض واسود للصديق وليد منتصر عندما رأيت صور الشهداء الا ان اقرأ الفاتحة لكل من دافع عن تلك الأرض سواء كان حزبيا او فردا عاديا

Sunday, January 01, 2006

على مشارف 2006 .......خواطر

ظريف انى احب الشمس
عشان دفاها
جميل انى احس...انهاعارفة انى بردان
ومحتاج ليها
بس المش ظريف
انى -افتكرها-ليا لوحدى
وانها بتدفينى لوحدى
وعارفانى لوحدى
مش ظريف
عشان الشمس
بتحبنا كلنا
وتدفينا كلنا
لذيذ انى احس ان البحر بتاعى
وبيفهمنى لما بحكيلو
لذيذ
لذيذ انى احس البحر جواه
اللى جوايا
بقلقه و توتره
بغموضه
بس المش لذيذ
انى افتكر ان البحر بتاعى لوحدى
بيحبنى لوحدى
عشان البحر بتاعنا كلنا
بيحبنا كلنا
مش عارف
فجرى طلع
ولا روح
لما عرفت الحقيقة
ويمكن معرفتهاش

زيفاجو
فى اغرب احواله

Tuesday, December 27, 2005

درج خشب

درج خشب جوه الدولاب
جراج قديم
لأمل مركون
فى جراج مسكون
بالمتكسر
والمتبعتر
لحاجاتى زمان
فى جراج مليان
بالمتعبى
والمتخبى
من سكة بكره وامبارح
درج خشب جوه الدولاب
نسيت وسيبته
رغم البعاد
عشقانى ريحته
درج خشب جوه الدولاب
شريط قديم
غلاف كتاب
وكام قصيدة من غير فلوس
ورق نتيجة
ورقم جلوس
درج خشب بطعم الساعات
بورق جرايد
يحكى اللى فات
وصورة ليسرا
فى التمانينات
درج خشب
وبرواز قديم فاضى
مستنى الرسوم
حصان خشب
لولد اسمر
وبنوتة
بحلم متحوش لبكره
منشال من سنين
والحلم متشوق
لضفيرتين
درج خشب وجراب نضارة
وطيارة ورق
خيط سنارة
نحلة تدور
ماتش بلى فى ارض بور
وراديو قديم
بخبر بايت
وكام خبر فايت على وداننا
صوت المزيع
حلوة المزيعة
مارش الختام
وتاه الكلام
دا درج خشب مبينساناش
بكاميرا قديمة
من غير فلاش
البوم صور
وفيلم فاضى
كاميرا قديمة يا بلاش
وياما شافت
والشعر شاهد
دا الشعرة شابت
كاميرا قديمة بحزام شاش

زيفاجو

Saturday, December 24, 2005

مصطفى قاللى..............انت قفل

البداية كانت مبشرة بليلة جميلة من اللى بتهون ليل الجيش الطويل زى ليل الشتا اللى احنا فعليا فيه , وكنت قد انتهيت من اعمال اليوم الطويل حيث كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة , وعليها غيرت افرول الجيش رغم انه ممنوع وضربت الترينينج سوت والشبشب الزحافى اللى صوتوا بيحسسنى بالحرية فى جو الجيش الملىء بالرتابة
ما ذلت احمد ربنا على الوحدة اللى بقضى فيها فترة الجيش وهى عبارة عن وحدة هادية على طريق اسماعيلية القاهرة وبينها وبين بورسعيد ساعة واحدة بس
واجمل حاجة فيها هى التجربة الأنسانية الجميلة والمتمثلة فى الصحبة والتناغم الجميل اللى بينا وبين بعض , حيث ان المكتب فيه 13 عسكرى منهم 8 من القاهرة و2من قنا و2 من احد محافظات الدلتا (اللى قالولى يا قفل) والعبد لله من بورسعيد
طبيعة شغلى جعلت كا تعاملى مع شلة القاهرة وواحد من قنا عشان شغلنا بالليل اساسا
العادى ان لما الشغل يخلص اغلب المكتب بيروح ينام الا شلة الأنس زى ما بيقولوا علينا هناك و احنا اللى بنشتغل باليل على التيلفونات وامن المكتب والطوارىء وكده
طبعا بنقضيها ضحك وتيلفونات وكمبيوتر ومحاولات فاشلة فى الطبيخ لغاية الساعة 7 صباحا بعدها نصحى باقى المكتب وننام لغاية العصر
قوم ايه
انا ماشى بالشبشب بطرقع على الأرض بانشكاح وماسك مج النسكافيه اياه فى ايدىورايح بقى لشلة الأنس عشان نبدأ الليلة - قصدى الشغل-قوم الاقى الجوز بتوع الدلتا ماسكين التيليفون ...قلت عادى سيبهم يكلموا البيت ...اصل الجوز دول ممنوع يردوا على المكالمات من اساسه , بس لما قربت لقيتهم بيكلموا واحدة قلت عادى يا واد سيبهم يحبوا
الظريف بقى انى لقيتهم بيضربوا اى نمرة فى بلدهم يعاكسوها...اه والله عشوائى
طبعا بكل ظرف قلت ليهم كده ممكن نروح فى داهية فا يا ريت تروحوا تناموا
مصطفى بقى يقوللى ايه...دا البت بتسحب كلام وتقوللى النمرة دى فين
قلتله خلاص لو اتصلت تانى سيبنى ارد
قاللى هتظبط ...قلت اه هظبط
لما البنت اللى عندها اظهار اتصلت رديت بكل رومانسية
ولما سألتنى النمرة دى فين قلت ليهابنفس الرومانسية دا سنترال طرح البحر بمدينة نصر
طبعا عنوان وهمى فى القاهرة رغم انه موجود فعلا فى بورسعيد
طبعا الجوز الحلوين اتجنوا وبكل عبقرية قالولى ...دى مش هتتصل هنا تانى
قلت عارف..قام مصطفى قاللى ايييييييييييييه
انت شكلك قفل متعرفش تكلم بنات , انت طلعت خرونج يا احمد
ما علينا..........وبتجاوز رد فعلى
الليلة عدت وسهرنا وضحكنا وسمعت شريط عمرو الجديد اصل مكنتش سمعته
وطبخنا حاجة غريبة بس جميلة فكرتنى بالبتاع اللى عمر عمله
واحنا بناكل افتكرت موقفين بقى فطسونى من الضحك
الأول بتاع عادل امام فى شاهد ماشفش حاجة.....قاللى يا خرونج
والتانى بتاع صلاح السعدنى وكرم مطاوع فى الرائعة ارابيسك...انت خرونش
بس اللى هزنى مش الكلمة ...عشان هى هايفة على حاجة هايفة ومن واحد .....همم
مش عارف
ومش عارف رد فعلى اللى كان نظرة معبرة جدا بالسخرية ( و لا احمد ذكى والله)بجد
بس حمدت ربنا على الرد اللى كان على لسلنى ومطلعش واالى كان مليان بمركبات النقص اياها واللى الحمد لله انها جوايا ومحدش سمعها
يعنى كنت اقوله دا انا اعرف بنات عمرهم ما دخلواالقرية بتاعتك
و لا استشهد بمجموعة القاهرة اللى لما كنت فى ضيافتهم ورحت اقابل واحدة من شلة الجامعة فضلوا يحكوابينا وبين بعض عن الصاروخ اللى عرفتهم عليه
و لا احكى ليه عن بورسعيد و شقاوة بورسعيد
مش عاوز اعمل متواضع واحط ايدى تحت دقنى واتقمص دور بطل من ابطال عاطف الطيب واقول انا غلبان والله
بس فعلا انا فى حالى وماليش فى التظبيط والحوارات...بس اللى واثق فيه تماما انى
مش قفل ومش خرونج


Friday, December 16, 2005

كلاكيت........صباح جديد

صباح جديد
استيقظ من نومى العاشرة صباحا
احساس بالملل
والفراغ
الحنين لشىء ما لا ادرى كنهه
لكنى اعرفه واشعر به
متأكد
انى سأعرفه من وجهه
الذى لم اراه
من صوته
الذى لم اسمعه
اذهب للمطبخ
مرتديا بيجامتى الأذلية
ذات الخطوط الزرقاء
اتناول بيضة من الثلاجة
اتأكد من خلوها من الشروخ
-التى اصابت حياتى مؤخرا-
اتاكد من قابليتها للسلق
-حتى السلق اصبح مشكلة-
قلتها لنفسى
انتهيت من عملية السلق
جاء دور الخبزالأن
النار ما ذالت موقدة
تنادى الرغيف
-من الثلاجة للبوتجاز يا قلبى لا تحزن-
جرس انتهاء الفسحة
من المدرسة القريبة يأتينى
مع هدير التلاميذ
صوت الأكورديون الكئيب
يعزف احد الأغانى الوطنية
العقيمة
الكئيبة كالعادة
انتهى من عمل الشاى
احمل كل غنائمى من المطبخ
اجلس على مقعدى المفضل
امام التيلفيزيون
برامج الأطفال السخيفة
اغانيها العقيمة ايضا
-اطفال الدنيا الأيد فى الأيد-
المذيعة البلهاء
البرنامج الدينى فى القناة الأخرى
نفس الحلقة منذ عشر سنوات
نفس الشيخ
نفس الكلام
نفس الوقت من اليوم
أه
البيضة لم تستوى جيدا
الشاى يحتاج لسكر
السكر عند البائع
البائع فى الخارج
كل ما فى الداخل يطردنى للخارج
وكل ما فى الخارج يجبرنى التقوقع
فى الداخل من جديد
لصباح جديد

زيفاجو

Monday, December 12, 2005

صباح الخير يا بورسعيد...............للشاعر البورسعيدى محمد عبد القادر

صباح الخير يا بورسعيد

صباح الخير.. يا مملكتى

يا تاج راسى..وكراسى

ونبراسى..فى معركتى

يا أول ارض قابلتنى

و انا مولود

مكنتش أخر العنقود

لكين محسود

على حنيتك ليا

شربت العشق بعنيا

و انا بحبى

و كان سحبى لحبل الصيد

مخلى الرزق يفرحبى

و كان البحر سلطانى

و خلانى

أسيرك حتى فى الغربة

و لما بتبقى متحاربة

باسرسب روحى وادخلك

ما انا ضلك وانا خلك

وانا الماضى اللى فاضلك

وانا اللى طلعت من بطنك

شبه وطنك

اموت لو حد متقصد

يدوس فوق شبر من شطك

بدون اذنى

و بيخلصنى من حزنى

صفا ريحك

وتسعدنى تفاريحك

و اعيادك و بولادك

يدوم اسمك

وعمر الحب ما يخاصمك

مادام حافظة وداد ناسك

ولادك هما حراسك

وانا منهم

لو انت فى يوم ندهتيهم

فى وسط النار حدفتيهم

محدش يخلفك وعده

وبالختمة على عينيهم

لا بيقولك لسان قولك

وعين خوفك على حمولك

ويحمولك تراب لقدام

سنين قدام

صباح الخير يا بلطية

يا اول صورة مصرية

على بطاقتى

واول عشق فوق طاقتى

واول ام نطقتى

عيالك مالطى وجريكى

وعرفوا يعاملوا نرويجى

وهندى وروسى و ايطالى

طالعلك و لا طالعالى

يا صوت حالى و راسمالى

ومهما اتعب ويجرالى

مابستغناش فى يوم عنك

ما انا منك انا ننك

وانا اللى فى غربته سمعلك

ولما تعوزى يتبعلك

و يرجعلك

صباح الخير








Saturday, December 10, 2005

ليه الغربة

شعور غريب وانا وياكى

لسه معاكى

ليه الغربة وانا جواكى

وانا اللى كنت عاشق للحاجات

طالما فيها اسمك

انا اللى كنت بلضم الحكايات

فى فلك عشقك

ليه اتغرب

وانا لسه من النيل بشرب

واتوضى منه

وادعى

حلمنا يقرب

اول مرة اشوفك قاسية

على حكاياتى

على احلامى

اول مرة اشوفك قاسية عليا

اول مرة

اسمك يهرب من غناويا

رغمن انى

اول مرة كتبت قصيدة كانت عنك

واخر مرة كانت ليكى

واول غنوة واول لحن

كانوا لعينيكى

يعنى معاكى

وانا جواكى

يمكن مرة بعدت شوية

مرة قسيت

قولى نسيت

بس الحاصل انى رجعت

حتما جيت

راجع شايل الحكايات و الحواديت

حافظ غنوة و لا نشيد

وعمر بعيد بيقول الأه

اهه وطالعة من جوه الضلوع

أه يا زفرة دافية

تقدر تنشف بحر الدموع

أه يا زفرة قوية تقدر تحرك كل القلوع

دا مركبى فى بحرك

عشقان انا شطك

موعود انا بارضك

مشتاق انا لحضنك


زيفاجو

Tuesday, December 06, 2005

اخر الليل

((المعدية))
قلتها للسائق الوحيد الذى عثرت عليه فى شوارع بورفؤاد فى ذلك الوقت المتأخر قبل الفجر
الشوارع فارغة وحيدة ساكنة كقبر خوفو لا تسمع الا نباح كلب من بعيد او سيارة مارقة فى الشارع المجاور,الشوارع لا يوجد عليها الا اثار الماء الناتج عن غسيل البواب للسيارات مخلفا بحيرات صغيرة من الماء عند كل اطار من اطارات السيارات ولم ينسى البواب رفع قضيب المساحة كدليل على الهمة فى العمل
رد السائق الذى لم تذل عيناه حمراء من اثر النوم او قلة النوم لا ادرى بالتحديد (( اركب)) قالها باقتضاب
ركبت بجوار السائق بعد ان وضعت شنطة السفر فى الخلف
عندما انطلق السائق نظرت فى الساعة , فى تلك اللحظة نسيت انى نسيت الساعة فى المنزل
لم يعد هناك وقت كى استعيدها اذن على الذهاب للجيش بدون ساعة لمدة اسبوعان
(ما علينا الموبايل معايا)
قلتها لنفسى وانا استعيد تلك الحالة التى تصيبنى ليلة السفر طيلة عمرى
اكاد اكون واثق انى نسيت شىء رغم المراجعة و رغم كتابة كل شىء فى ورقة
فى تابلوه السيارة عرفت ان الساعة الرابعة والنصف تماما
(زى كل مرة)
قلتها لنفسى وانا اعيد حساب المدة من منزلى فى حى بورفؤاد مرورا بالمعدية حتى اعبر للضفة الغربية ..بورسعيد..او افريقيا كما يحلو لأبى ان يقولها باعتبار ان بورفؤاد تقع فى اسيا
على قدر عشقى للمعدية واعتبارها فسحة فى حد ذاتها الا انها نوعا ما تشكل عطلة لمن يعمل فى بورسعيد خصوصا فى حالة مرور قافلة سفن فى القناة او حالة الشبورة المتكررة
عندما وصلت السيارة للمعدية وجدت السائق مكملا طريقه للمعدية قائلا بتلقائية
(( الموقف ان شاء الله صح))
قلت باذن الله
لم اكن اريد تبادل الكلام فى ذللك الوقت بالذات
الا ان السائق ابى الا ان يوضح لى سبب دخوله المعدية فى ذلك الوقت
(( بالك حضرتك يا باش مهندس))
نعم
(( انا بقالى عشر سنين شغال سواق عمرى ما اشتغلت فى بورفؤاد))
لا والله
(( اه اما ايه بالك حضرتك بورفؤاد تسكن فيها و بورسعيد تشتغل فيها))
طبعا طبعا
((بالك حضرتك النظرية ان شغل البلد لوز ))
كان السائق كعادة اغلب لبناء بورفؤاد يطلق على بورسعيد البلد
عندما تحركت المعدية متجهة لبورسعيد جذبتنى اضواء بورسعيد القادمة من الضفة الأخرى
انوار المنازل مع الأضواء الصادرة من السفن الراسية فى الميناء شكلت مع اضواء عواميد الأضاءة الخاصة بالقناة و الشمندورات بانوراما رائعة , خصوصا عندما تداخلها الخلفية الصوتية لتواشيح الفجر القادمة من مسجد المجمع والمساجد القريبة والمختلطة بأبواق السفن المارة فى القناة
كل ذلك شكل حالة نفسية لدى لا استطيع ان اصفها الا بالشجن
تذكرت كلمة قرأتها منذ سنين لمحمودالسعدنى عن حالة اصابته من كثرة الترحال قال فيها
(( لا يبعث الأسى فى نفسى مثل صفير باخرة تغادر الميناء ليلا و لا تمتلىء نفسى كامتلائها بالشجن كامتلائها لصوت قطار ينهب المدن ليلا قبل لحظات من طلوع الفجر فى اللحظات التى اتاهب فيها للنوم))
(( بالك حضرتك انت تحمد ربنا انك ركبت معايا..أه.. حكم مفيش عجل الحنب التانى خالص))
انتزعتنى تلك العبارة من الجو السريالى الذى كنت قد اندمجت فيه
نظرت امامى لبورسعيد , فعلا لا يوجد و لا سيارة اجرة
حمدت الله فى سرى قائلا
(( مش ناقصة عطلة))
استعد السائق لأستفتاح يومه اخرج من جيبه علبة السجائر الكليوباترا او الكولوباترا كما يقول واخرج من السيارة شريط لجورج و سوف وضعه فى الكاسيت مشوش الصوت ليذيده تشويشا ثم قام باعطائى سيجارة فرفضت السيجارة قائلا
(( مبشربش والله))
فرد السائق
(( بالك حضرتك العبد لله ميعرفش يشتغل ويتعامل مع الناس و يفك التشفيرة الا بالسوجارة الأولانية دى))
ثم ضحك قائلا
(( اصطباحة لا مؤخذة))
بمجرد نزول السيارة من المعدية وانطلاقها فى شوارع بورسعيد الخالية الا من بضع اشخاص نصفهم من مسافرى الليل مثلى او عمال السفن الذين حان موعد وردياتهم
قال السائق
(( شكلك كده و لامؤخذة مش مكيف من جورج اغيرو))
قلت
(( يا عم براحتك دا مزاجك انت))
قال
(( قللى بس انا عندى كل الشرايط و لامؤخذة))
قلت
(( بس اللى انا بسمعه مش عندك))
قال
(( اه شكلك كده من الجماعة المثقفين بس طلبك عندى معايا البوم هتنى شاكر الجديد))
قلت
(( لأ مبحبوش بلاش ))
ثم قلت و قد قررت ان انهى الموضوع بشكل تعجيزى
(( شوف سيب جورج او حط حاجة لمنير او فيروز))
نظر لى ببلاهة ثم قال
(( اه انت منهم دا عندى الأستاذة والسلطنة كلها ...ميادة الحناوى))
قلت
(( لأ سيب جورج))
عند دوران ميدان المنشية وجدنا سيدة ارستقراطية الملامح اوروبية المظهر تقف عند ناصية شارع الثلاثينى و امامها قصيص زرع وتدخن فى انتظار سيارة اجرة
السائق
(( رايحة فين يا مدام))
فى لهجة غريبة ردت قائلة الموقف
(( اركبى يا مدام))
عندما ركبت القت السلام بلغة عربية مكسرة
ايقنت كما توقعت انها اوربية تعيش فى بورسعيد ولكنى لم ارها سابقا
اخرجت السيدة علبة سجائرها المستوردة وقامت باعطائى واحدة بدون كلام
(( شكرا مبشربش))
وعندما اعطت السائق قال
(( لسى طفيها ومبغيرش))
قالت مستغربة
(( ايه اللى غيرك))
قال
(( مبغيرش عشان صدرى))
ثم ضحك على هذة المرأة التى لا تفهم كلامه
سألتنى بعربية مكسرة
(( هو بيقول ايه واضحك ليه))
قلت
(( بيهذر))
وعندم رايت علامات عدم الفهم قلت
(( just funny))
ثم سالتها اذا كانت مصرية وكنت متوقعا النفى الا انها اخبرتنى انها صحفية مصرية من اصل بورسعيدى و تعمل فى فرنسا منذ عام 75 وانها عندما ترجع مصر تعيش فى القاهرة مع بعض الزيارات المتقطعة لبورسعيدا
السائق
(( بالك حضرتك كان عندى فى العربية شريط بتاع محمد منير بس بديلى على العربية بتاع وردية الصبح سجل عليه شريط مصطفى كامل الجديد حكم الشريط كان قديم شوية , كان اسمه اتكلمى باين))
السيدة متدخلة فى الحوار
(( بس منير افضل))
قلت طبعا ثم قلت موجها كلامى لها
(( انا مش بسمع الا هو وشوية ناس تانية مش معروفين))
السيدة
(( منير بس عشان مفيش حاجة اسمها موسيقى عربية وربع تون ده مش موسيقى اساسا))
قلت لنفسى
(( اهلا انتى منهم))
ثم سألت السيدة
(( بتسمعى اى نوع من المزيكا؟))
قالت
(( مش تعرفه))
وجدت نفس الحوار الذى دار بينى وبين السائق تكرر ولكنى الأن فى موقف السائق
السيدة
(( فى انواع مش معروفة هنا زى الجاز والروك والبلوز والريجى))
قلت
(( بينك فلويد مثلا))
السيدة فى دهشة
(( انتوا تعرفوا بينك ))
ثم قالت
(( المزيكا حالة اندماج العازف مع اللحن و الألة و ده مش هنا ))
قلت
(( روجر وتر مثلا, لوى ارم سترونج مثلا))
قالت
(( بس مش تقنعنى ان فى مزيكا هنا))
قلت
(( اززاى حضرتك صحفية وبتقولى كده فى مزيكا و شعر وناس بتكتب وناس بتتأثر باللى بيحصل فى الخارج وفى ناس فى حالات جميلة جدا عندنا))
السائق
(( انت نسيت كاظم يا استاذ))
؟؟؟

Saturday, December 03, 2005

بورسعيد فى عيون وليد منتصر

كم كانت سعادتى عندما عدت من الجيش ووجدت تلك المدونة الرائعة للصديق الفنان المصور وليد منتصر http://waleedmontasser.blogspot.com/
ووليد واحد من اجمل المصوريين المصريين وعضو جمعية المصوريين واقيم له عدة معارض ما بين بورسعيد والقاهرة
علاوة على ذلك وليد منتصر من كتاب القصة المعدودين فى بورسعيد
مدونة وليد منتصر مدونة مصورة ترى فيها كثير من ملامح بورسعيد التى لا يعرفها احد
او بورسعيد التى يعرفها كل من يشعر بها كحالة او تجربة
اتمنى من وليد ان يوالى نشر ابداعاته الأدبية والتى نالت اعجاب كثير من كبار الكتاب والنقاد رغم قلتها و رغم انه يكتبها لمجرد الكتابة
واخيرا اهلا برابع مدون بورسعيدى بعد ماريو واحمد فوزى والعبد لله

دنيا

المكان.....احد الوحدات العسكرية فى صحراء الأسماعيلية
الزمان..... الثانية بعد منتصف الليل

اجلس مع عدد من اصدقاء تجربة الجيش فى المكتب الذى يجمعنا فى فترة الخدمة العسكرية والذى يعتبر بشكل ما عمل ادارى اكثر منه ميرى
الأن فى حوزتنا تيلفون ملكى اى تيليفون غير عسكرى نستطيع عن طريقه التحدث الى اهالينا و اصدقائنا وحبيباتنا اذا وجدوا
بعد فاصل من الضحك وبعض المكالمات الغرامية طلبت من اصدقائى الهدوء(عشان هكلم البيت) وبعد عدة محاولات ادركت ان البيت خالى
وعندما حاولت على موبايل اختى وجدته مغلق
اخر محاولة كانت مع موبايل ابى وعندها جاء الرد بسيط ومفاجىء
(ازيك يا احمد متقلقش ماما و اخواتك فى بيت جدك عشان جدك تعيش انت)
يا حول و لا قوة الا بالله .........محدش قاللى ليه
عشان متقلقش انت وولاد خالاتك اللى فى كليات بره بورسعيد ميعرفوش
من امتى................من يومين
وانتهت المكالمة

لم ابكى رغم جبل الحزن الذى شعرت به كل ما فعلته هو صلاة ركعتين والدعاء له والدعاء لنفسى اذا ما صرت الى ما صار اليه وقراءة سورة ياسين
حاولت اكتب عنه معرفتش .......مش عارف اكتب عن ايه
عن جدى الراجل البسيط الصياد اللى متعلمش فى مدارس رغم ان محدش يتكلم معاه ويصدق ان الراجل ده راجل مش متعلم
جدى الراجل اللى كان عنده 3 مراكب صيد كبيرة ضربها اليهود فى 67واللى كان من الناس اللى دخلت الفدائيين بورسعيد فى 56 عن طريق بحيرة المنزلة
جدى اللى عمره ما فاتته صلاة الفجر واللى علمنى حب ربنا وحب البلد وكان بيقولى بتلقائية ابسط من البساطة بلدك يا احمد حتة من لحمك لازم تخاف عليها
جدى اللى علمنى حب النادى المصرى وصيد السمك وشجعنى على قيادة السيارات
عمرى ما هنسى السهرو الصيد من على فلوكة فى بحيرة المنزلة و لا دروس تعليم السباحة الأولى واززاى مخفش من البحر واحبه عشان يحبنى
مش هنسى السنة اللى فاتت لما كنا بنصلى المغرب مع بعض ولقيته زعلان وبيقوللى كل يوم واحد من شلة الجامع بيسافر ومفهمتش الا لما عرفت ان قصده بالسفر الموت
مش عارف اقول ايه ولا ايه نفسى اتكلم بس مش عارف
ان لله وان اليه راجعون

Monday, November 21, 2005

اليها فى عيد ميلادها................الى فيروز

فيروز........البنت اللى عند البير جارة القمر
فيروز 15 عام من عمرى واول من عشقت وانا لم اذل طفل صغير
تجربة ثرية فى حياتى وحياتنا
فيروز اللى بيحبها كل الناس اللى بتحس وبتفهم ( من وجهة نظرى المتواضعة) يعنى


فى و سط التوهة

و الكليبات

بنات الأعلانات

عيد ميلاد فيروز

انا قلت باردو يجوز

الاغيها بكلمتين

ما انا اصلى ليها عاشق

فيروزى لكين متين

فيروز يا حلم عمرى

كان نفسى اكون حبييك

وحلمى كان برىء

اشوفك كاتبة اسمى

على الحور العتيق

كان نفسى اكون شادى

ونغنى سوا

ولما تندهيلى

ينسم الهوا

فيروز يا احلى بنت

عند البير العتيق

اخر الصيفية

مستنية الصديق

زى الملاك فى الدندنة

صوتك دفا

تحت المطر

صوتك عفا

يا جارة القمر

ورجعت الشتوية

وانا لسه معاكى بعيش

شط اسكندرية

و اغانى سيد درويش

صوتك مليان حنية

واصلنى من زمان

وشقاوة طالعة ليا

ويا حنا السكران

وحياة كل الأغانى

وحياة صفاء الروح

جوايا كتير كلام

لسانى نفسه يبوح

الكلمة متشوقة

فى لسانى متعلقة

حبيتك بالصيف

والشتا

والخريف

و المطر و اخر الصيفية

ولما رجعت الشتوية

وعلى جسر الجوزية


وكل سنة وانتى فيروز
زيفاجو

Tuesday, November 15, 2005

الشوارع فى المدينة

الشوارع فى المدينة

المدينة فى الشوارع

بيعرفونا من عينينا

اللى رايح واللى راجع

اللى رايح من بلدنا

اللى راجع لون ولادنا

فجرها بمعنى الدروب

صبحها فرق قلوب

الشوارع ذودتها

ذكرى حلوه من ريحتها

صوت وزحمة

وشوش حزينة

غنوة بلدى

لحن يوصف المدينة

قصة تحكى عن بلادنا

لما تعشق من ولادنا

وولادنا عاشقين صبابة

ايديهم حاضنة الربابة

وتترسم حاجات فى حياتى

بلون حاراتى

معانى بشوفها فى كل الناس

اسامى تغيب و لاتنداس

ويحلالى

تزورنى تملى فى خيالى

امسكها

احبسها

احاول المس اللحظة

اخزن عمرى بكلامى

اكتبها

بجنونى

بعيونى

تتشاف فى الشوارع

ولا اشوفهاش

تصرخلى الساعات

و لا اسمعهاش

فى المدينة

والمدينة فى عينيا

اتوبيسات عربيات

قلب حاير

عجوز يعافر ويا تاكسى

ريحة سجاير

شباب يعاكس

مرايل كحلى فى المدارس

أم تايهة على المفارق

عيون تدور على الصحاب

صحاب تدور على العيون

عصير قصب فى الكوبايات

بنت فرشة تبيع لمون

علب سجاير فى الجيوب

مقبوضة ليه القلوب

طريق سراب

احلام ضباب

نظرة تايهة فى العينين

سطور كتاب

ريحة دولاب

برواز بيحكى عن سنين

مطر خفيف

ليلة صيف

تملى نحلم بالرجوع

كلام لجدى

طرحى لستى

فرحة شارعنا بالسبوع

سكة سفر

اول طريق

نسيت اسلم على الصديق

فرحة ابويا يوم النجاح

اول ميدالية للمفتاح

كشك قديم على الكوريش

صور قديمة

صندوق كزوزة

اخر سهرة قبل الجيش


زيفاجو

مصطفى شردى.............يا عينى على الولد

كم كانت دهشتى عند دخولى بورسعيد من يومان عائدا من الجيش
ذهلت من كمية اللوح واللافتات الأنتخابية التى اراها لول مرة بهذه الكثافة فى شوارع بورسعيد . ما هالنى اكثر هو ما شاهدته بعينى من اتباع احد المرشحين واعضاء المجلس القدامى و المشهود لهم بسعة الزمة و النهب و كل ما يندى له الجبين
رأيتهم يقطعون صور و لافتات احد اشرف المرشحين وتحت حماية بعض المخبرين الذين تعرفهم العين من اول لمسة على رأى عمنا مجدى نجيب
هذا المشهد اكد لى الرعب الذى يعيشه هذا الملياردير والذى قد لا يصبح ملياردير اذا لم يدخل المجلس الموقر بسبب كمية الكراهية التى زرعها بنفسه فى شعب بورسعيد عن طريق التجاهل و العنجهية وعدم ظهوره فى البلد الا مرة واحدة كل عام
المرشح المظلوم الذى قطعت لافتاته و سرقت صناديقه فى الدورة السابقة هو محمد مصطفى شردى نائب رئيس تحرير جريدة الوفد و ابن فارس الصحافة المعارضة المصرية مصطفى شردى اول رئيس تحرير لجريدة الوفد
انا لست وفدى و لا امللك بطاقة انتخابية وبعيد عن الساحة الأنتخابية هذه الدورة بسبب ظروف الجيش ولكن هذا الرجل اعرفه عن طريق احد الصدقاء المشتركين
وبعيدا عن الدعاية الأنتخابية هو الوحيد الذى رأيت بعينى معنى نموذج المعارض الشريف الخدوم ابن البلد فيه ولمست بنفسى كم المساعدات التى يقوم بها لناس من خارج مدينتنا لسبب واحد فقط انهم مواطنين مصريين وهو صحفى يستطيع بشكل ما مساعدة هؤلاء الناس
ولذلك من اول يوم رجوعى بورسعيد قررت النزول للشارع الأنتخابى لكى اشاهد الأحداث عن قرب و كم كانت الفجيعة
اولا- من اول لحظة عرفت ان مش المرشحين من اصحاب المال و النفوذ هم السبب الوحيد لا لقد وجدت الشباب و الرجال وحتى ابناء 14 عام يبحثون عمن يدفع اكثر وبدأت اسمع تعبيرات مثل الحج فلان بيوزع كذا و الحج ابو فلان دابح وبيوزع كذا
والناس نفسها هى اللى عاوزة اللى يدفع اكتر
ثانيا - اختراع حاجة اسمها بيزنس الأنتخابات تربيطات من كل عشرة خمستاشر تاجر ونزول احد التجار بأسمهم من اجل المصالح المشتركة و خلافه
ثالثا- استيراد شباب من خارج بورسعيد لقيادة الحملات الأنتخابية و تجميع البطاقات وخوض المعارك وتقطيع الصور و اللافتات حيث ان احد الا يعرفهم ولا يستطيع معاقبتهم حيث يغادرون بورسعيد ويستبدلوا بطريقة تبادلية مافيا يعنى

حاولت ان اتلمس نبض الناس العاديين فى الشوارع والمحلات و البيوت واقاربى البسطاء
وجدت ان اول مرشح تريده الناس هو وكالعادة البدرى فرغلى مرشح التجمع
ببساطة هو الوجه الوحيد المعروف والذى يثق به الناس والذى يرون جولاته وصولاته فى التيلفيزيون وحاليا فى الفضائيات
الثانى هو اكرم الشاعر مرشح الأخوان والذى يشهد له الكل باعماله الخيرية وصوته القوى فى البرلمان و لأن الناس تضع الأخوان مع السلفيين فى سلة المتدينين وبتوع ربنا ولذلك اغلب الأهالى نفسها الراجل ده يكسب عشان ( راجل طيب)وكده
الثالث هو محمد مصطفى شردى والذى يوجد ناس كثيرون يريدون ترشيحه من اجل والده الراحل الذى تعشقه كل بورسعيد بصرف النظر عن كفائته ونزاهته و تاريخه
شردى يقف امامه بالمرصاد اثنان من حيتان بورسعيد و مصر كلها وهما سيد متولى رئيس النادى المصرى واحد اكبر رجال الأعمال واول من اخترع كلمة بتاع كله من التجارة للمقاولات للأنتاج السينمائى للأستيراد و التصدير لسمسرة لاعبى الكرة
والثانى هو عبدالوهاب قوطة رجل المال و الأعمال والتزوير والقروض والذى رفعت الحصانة عنه منذ سنتين والذى ينزل بكل ثقله من اجل الحصانة فقط
رأيت بنفسى كمية الرشاوى الذى يدفعها هؤلاء المرشحين بل و رأيت من هم مديروا الحملات الأنتخابية لهم انهم البلطجية والمخبرين وناس قد يكونوا اول مرة يدخلوا بورسعيد

الذى اعجبنى فى شردى انه اثناء جولته الأنتخابية لم يقوم بتوزيع رشاوى او وجبات كما فعل الأخرون وهو قادر ان يفعل مثلهم بل كان يقوم بتوزيع ادوات مدرسية اقلام وكراريس وكل ما يساعد اطفال بورسعيد الذى وضعهم فى اولويات برنامجه الأنتخابى

الشىء الذى اصابنى بالغثيان والذى اود ان اتحدث عنه هو احد جيرانى من اعضاء مجلس الشعب وهو عضو الهيئة البرلمانية لحزب الغد وهو نموذج المعارض غير النظيف كما يجب ان يكون , هذا الرجل الأمى والذى حصل على الأعدادية هذا العام رغم انه تعدى الثامنة و الخمسين مر على جميع الأحزاب وطرد من بعضها و هو نموذج المعارض ابو ورقة وطريقته المعروفة فى مهاجمة فلان ثم الأعتذار له ثم الخدمات المتبادلة بعد ذلك
رأيته بعينى قبل دخوله حزب الغد و هو يدعو للحزب الوطنى بالحرف الواحد( يا جماعة الناس دى احنا فاهمينها غلط لازم نديهم فرصة )
وبعد كده اصبح المعارض الأول فى بورسعيد والمعارضة منه بريئة

بدون تحيز متأكد من وجود نماذج شريفة فى الساحة ولكن صدمنى ما رأيت من الناخبين قبل المرشحين ومن الشباب قبل الكبار وفى انتظار النتيجة

Tuesday, November 01, 2005

يعنى ايه ربنا؟................ياه يا عم جاهين

قصيدة جميلة جدا واعتقد انها نادرة جدا باردو خبطت فيها و انا بدور على حاجات لعمنا صلاح جاهين
مش عارف ليه حاسس انى عاوز ادونها فى الوقت ده بالذات بس القصيدة فعلا جميلة ومعبرة
من النوع اللى بيقولوا عليه السهل الممتنع بتاع صلاح جاهين
صلاح جاهين كان بيجاوب عن السؤال التقليدى اللى بيساله اى طفل لأهله
السؤال اللى سألته بنت صلاح جاهين لأبوها هو يعنى ايه ربنا؟
وبعيدا عن اسئلة العقيدة والتوحيد والتى اؤمن تماما بأهميتها الا اننى وكبنى ادم كبير الأن لا امتلك الا ان ارفع القبعة تحية لصلاح جاهين , لا ادرى سبب اعجابى الكبير لهذة القصيدة رغم عشقى القديم لصلاح جاهين و قرائتى لأغلب اعماله الا ان هذه القصيدة وصلت قوى و رشقت فى قلبى ودماغى

يعنى ايه ربنا

ربنا

مين اللى نور الكرة الأرضية

مين اللى دورها كده بحنية

مين اللى فى الفضا الكبير علقها

متقعش منها اى نقطة مية

مين اللى عمل البنى ادمين

مفكرين و مبدعين

مين اللى ادانا عقول و قلوب

و شفايف تسال هو مين

مين اللى دايما صاحى واخد باله

و كلنا بنحبه جل جلاله

ربنا

احنا بنحب ربنا

و ربنا بيحبنا

و يحبنا اكتر كمان

لما نحب بعضنا

عمل الفراشة بأجنحة و ذوقها

و كل فكرة مدهشة حققها

البحر حطله ملح لجل يعوم

و مسابش حاجة الا لما خلقها

مين اللى لما بنطلبه يسمعنا

و فى وقت الحزن يشجعنا

و لما نفرح نشكر مين

على انه بسطنا و متعنا

مين اللى قلبه علينا واحد واحد

ربنا

سألتنى طفلة قلت هو ما بيننا

موجود فى كل مكان وبيبص لنا

بيشوف بنسعد بعض ولا لأ

و مالخطر يحرسنا و يحوش عنا

فى كل مكان ربنا موجود

جنب الضعف و جنب المجهود

يا ربنا انت جميل

ومفيش كمثلك فى الوجود

مين الصديق اللى مفيش غنى عنه

و كلنا بنحبه و نخاف منه

ربنا





Friday, October 28, 2005

عم العربى

عم العربى........شخصية منتشرة جدا فى الشارع البورسعيدى ,ممكن ان تراها فى السوق فى الشارع
وغالبا ما تصادفها على مقاهى بورسعيد الشهيرة, دائما ما تجد هذه الشخصية تعرف اغلب ابناء بورسعيد و انسابها
ودائما ما تجده مهموم بمشاكل بورسعيد واوضاع النادى المصرى ولا يخلو كلامه دوما من خفة دم مشهورة
عم العربى الذى ساتحدث عنه كان يختلف عن كل هذه النسخ
يختلف بظروفه الصحيةوحالته وعمله
منذ ان عرفت كلمة كشك كان الكشك هو كشك عم العربى
منذ ان عرفت معنى الأعاقة وكلمة معوق كان هو عم العربى
وعم العربى كان الكشك الوحيد فى شارعنا القديم الذى هو شارع جدى فى الأساس فى منطقة من اقدم مناطق بورسعيد
كان الرجل يجلس على كرسى متحرك طوال اليوم فى الكشك و لايذهب لمنزله الملاصق للكشك الا وقت نوم الظهيرة ولمدة ساعتان فقط وليلا كان ينام ساعة واحدة فقط و لذلك تعودنا ان نراه طيلة اليوم
الذى ادهشنى و اود الحديث عنه هو عبقرية التواؤم والتكيف التى اكتسبها الرجل بعبقرية يحسد عليها
حيث كان المرجع الرئيسى لكل ابناء الشارع عن افضل المحلات التى يتعاملون معها وعن افضل الأماكن لصيد السمك
وكان يعرف مواعيد سفر القطارات و الأتوبيسات واسعارالأشياءفى السوق وافضل ورش اصلاح السيارات
واسماء الموظفين المرتشين فى المصالح الحكوميةواسماء افضل مدرسين الدروس الخصوصية واسعار لاعبى النادى المصري علاوة على انه كان مرجع يرجعون له للسؤال عن اخطاء الحكام فى ماتشات الكرة و كان يعرف انسب موعد للخروج من جمرك بورسعيد و فى اى وردية و كيفية التعامل مع موظفى الجمرك
جلوس الرجل الدائم فى كشكه جعل الكشك محطة لكل ابناء الشارع حيث عند نزول اى فرد لقضاء مصلحة ما يجب ان يمر على الكشك لشراء اى شىء و لو للحصول على فكة وفى تلك الأحيان يبدا الحديث عن المشوار
و عن طريق تلك المواقف جمع عم العربى معلوماته ونصائحه التى لا يضاهيه فيها احد عن المجتمع البورسعيدى
المدهش انه لا يعرف فقط بل اصبح مرجع لأهل الشارع فى اى معضلة تقف امامهم
لا انسى يوما منذ ما يقرب من 15 عام و كنت ما زلت طفلا وكنت اقف عند عم العربى فى الكشك كعادتنا اهل الشارع فى ذلك الوقت و حضرت احدى سيدات الشارع مع ابنتها ليسالوه عن انسب المحلات التى يشترون منها ملابس العيد للأبنة وحينها دهشت حيث لم ارى عم العربى فى حياتى خارج نطاق الكشك و المنزل اى الشارع عامة
و لكن الرجل باعتباره المحطة الولى لأى مشوار و بحكم فترة العيد وقتها كان يعرف عن طريق كلام نساء الشارع عدة عبارات لا يعرفها رجل اساسا من قبيل مين بيفصل احسن ومن سعره حراء و مين بينهى الشغل بسرعة ومين عنده حاجات مش حراءة واشياء من هذا القبيل
مرة اخرى لم استطع ان اخفى ذهولى امامه لدرجة جعلتنى القى عليه سؤال لا ينبغى لواحد متربى يقولوا
كنت اشترى شىء ما من عنده ثم جاء احد الجيران من هواة صيد الأسماك و نزل من سيارته خصيصا ليساله عدة اسئلة لا اعرف كيف يتوقع الأجابة عنها من امثلة افضل الأماكن التى يذهب للصيد عندها وافضل انواع الطعم المستخدم فى تلك الأماكن ونوع السنارة بل وكيفية وميعاد الذهاب لهذا المكان
المدهش كان رد عم العربى حيث اجابه عن كل اسئلته مضافا لها بعض النصائح من عينة يستحسن تروح قبل الفجر و اخبره كيفية التعامل مع جنود حرس الحدود وافضل محلات بيع ادوات الصيد بل اخبره باسم الصيادين الذين سيقابلهم فى تلك المنطقة والذين ممكن ان يساعدوه
وعندما انصرف الرجل وبكل بجاحة سألته كيف تعرف كل هذا وانت لم تغادر الشارع؟
اجاب ببساطة انه باعتباره الكشك الوحيد فى المنطقة الذى يسهر طوال الليل فان هواة الصيد يتجمعون عنده قبل الفجر وقبل الذهاب لرحلات الصيد حتى يحصلوا على احتياجات الرحلة من جائر وعصائر و ما شابه
وانه من خلال حديثهم قد جمع كل تلك المعلومات
اليوم الذى كنت ارى فيه عم العربى محور الشارع و يصبح كشكه محط انظار المنطقة كلها هو اى يوم تكون فيه مباراة لفريق المصرى حيث كان يتجمع عنده اغلب ابناء الشارع لمعرفه رايه فى المباراة و تحليل اخطاء الحكام و ما شابه
اخر مرة رايت فيها عم العربى كان من 5 سنوات قبل وفاته المفائجة
وحتى الأن كلما امر امام كشكه والذى تحول لكشك العاب الفيديو جيم اتذكر ذلك الرجل الذى جائته المدينة لعنده
فى حين لم يغادر شارعه الا للقبر