Tuesday, April 25, 2006

ماشى يا عم جاسر

بناء على طلب المدون الجميل جاسر شمس

افتح أقرب كتاب اليك على الصفحة 18 سطر 4
للأسف مفيش كتاب عشان انا فى سيبر
مد ذراعك اليسرى قدر ما تسطيع
ماشى
ما أخر ما شاهدته على التلفزيون
برنامج العاشرة مساء عن اللى حصل فى دهب
بدون أن تسترق النظر تكهن كم الساعة
الساعة 2 بالليل
و الأن كام الساعة فعلا
الا ربع
بأستثناء صوت الكمبيوتر أى صوت تسمع
كالعادة فى السيبر
واحد على يمينى بيظبط واحدة من القاهرة ومفهمها انه من الهرم
وواحد على شمالى بيحاول يقنع واحد فى البالتوك بوجهة نظر ما دينية
متى خرجت من المنزل للمرة الأخيرة وماذا كنت تفعل
من شوية
قلت اطل على الأميل والمدونة واتمتع بأخر شوية شتا فى بورفؤاد
أى موقع كنت تتصفح قبل مباشرتك لهذه الأسئلة
موقع بورسعيد أون لاين
ماذا ترتدى الأن
جينز وسويت شيرت اسود...بس شيك جدا
هل حلمت ليلة أمس
مش حلم بس صورة حد معين بتزورنى كتير اليومين دول
متى أخر مرة ضحكت
من شوية اول ما قريت اسمى عند جاسر شمس
ماذا فوق جدران الغرفة حيث تجلس
ورقة بتقول ممنوع فتح مواقع مخلة بالأداب
هل رأيت شىء غريبا مؤخرا
بدأت أشوف ناس كويسين ومحترمين كتير جدا
ما رأيك فى هذا الأختبار
لزوم ما يلزم
ما اخر فيلم شاهدته
امى كانت بتتفرج على فيلم صغيرة على الحب , ولما سمعت صوت سعاد حسنى مقدرتش اقاوم
وقعدت اتفرج , وضحكت وهى بتقول للدمرداش عندك عقدة الطبيييييخ
اذا اصبحت فاحش الثراء فماذا تشترى
قرية سياحية فى مرسى علم (حلم قديم جدا), وبعد كده عندى حاجات كتير قوى نفسى اعملها
اخبرنى شيئا اجهله عنك
حاجات كتير يمكن انا لغاية دلوقتى معرفتهاش
اذا كان بامكانك تغير شىء واحد فى العالم بغض النظر عن المعاصى والسياسة فماذا تختار
مش عارف
جورج بوش
ترس فى عجلة
لو كان وليدك الأول فتاة فماذا تسميها
مريم , سلمى
لو كان وليدك الأول صبيا ماذا تسميه
يوسف , عمر
قد تفكر يوما فى العيش بالخارج
لغاية دلوقتى لسه
ماذا تتصور ان يقول لك الله عندما تقف بين يديه
مقدرش اجاوب لأن رحمة ربنا فوق تصورى
اربع اشخاص تمرر لهم الدور
جيرونيمو , دعاء كراون , ابو شنب , الغائب الحاضر عمر مصطفى
و الف شكر يا عم جاسر

Thursday, April 13, 2006

ملامح





أشعر بالحنين لشىء ما , لا أدرى ما هو , حتى الحنين نفسه لا أدرى أهو الحنين لشىء ما , أم خوف و انتظار من المستقبل والمجهول , بشكل ما أشعر بالحنين لشىء معين , وبشكل اخر اشعر انى سأعرفه عندما أقابله

أحاول أن أكتب , وعندما لا أستطيع أحاول الحفاظ على تفاصيل معينة , اتمنى وضعها فى برواز الذاكرة

عندما داعبت انفى رائحة الذرة المشوية , تذكرت الصيف , وتذكرت ذلك الصيف البعيد فى الأسكندرية عام 1989وتلك النسمات الليلية المحملة بالعرق والعطور , أكاد أرى نفسى جالسا فى الشرفة , أتابع تدريبات خالد ابن الجيران على الدرامز , حيث يتدرب مع فرقته فوق سطح منزلهم الصغير , اكاد اسمع من جديد أغنية ضمينى والتى غالبا ما كان يعقبها أغنية غربية عرفت فيما بعد أنها لكينى روجر

أشعر بالحنين لبحر الشتاء , ومفردات الوحدة والسكون , الا اننى ما البث احن لرائحة الشوارع والناس

اتذكر أبيات لصلاح جاهين لاعرف اين قرأتها...فى يوم من الأيام راح اكتب قصيدة....وان مكتبتهاش انا حر ...الطير ماهوش ملزوم بالزقزقة

الصورة من عدسة الفنان وليد منتصر

Monday, March 20, 2006

سفارى

المشهد الأول
الزمان: نوفمبر2001 الساعة الثانية عشر ليلا
المكان : ساحل البحر الأحمر بالغردقة امام فندق الشيراتون القديم , فى احد القوارب المطاطية ..ذوديك
القارب المطاطى يشق مياه البحر الأحمر وانا بداخله متجها من اليخت الذى اعمل به والقابع على مسافة عشرين مترا من الشيراتون القديم فى طريقى لأحد اليخوت القابعة فى الميرديان على بعد مائة متر
عند وصول القارب لليخت وعلى أثر صوت المحرك يظهر من اليخت احد الشباب مستفسرا
يقول :خير .....أقول خير ان شاء الله ....انا من يخت البرنس ماندو من طرف الريس حسن سفاجا , وكنا عايزين شيف من عندكو عشان عارفين انكو مريحين الأسبوع ده
الشاب متسائلا عن نوع الرحلة ...ديلى و لا سفارى .....قلت سفارى ان شاء الله
الشاب ..اتفضل ..الشيف فى البر بيجيب الزوادة وجاى على طول
ثم مد يده ليأخذ حبل القارب منى ليربطه فى مؤخرة اليخت
عند دخولى اليخت لم يلفت نظرى فيه شىء مختلف عن اغلب يخوت المنطقة ...نفس الديكور ونفس علب البيرة الفارغة المتناثرة هنا و هناك , بعض زجاجات الخمور ما ذالت موضوعة على الأركان , وكثير من المجلات الأجنبية ملقاة باهمال فوق الأرفف وعلى الأرضيات , ومن فوق السن ديك شابان يلعبان الطاولة ينظر لى احدهما بلا مبالاة
ثمة شاب يجلس على حافة اليخت مقطعا الكلمارى لأجذاء صغيرة استعدادا للصيد
جلست بجوار الشاب الذى بدأ فعلا فى الصيد
قلت ..كعادة اهل المنطقة من العاملين فى البحر..السلام عليكم يا ولد عمى
قال .. وعليكم السلام , ثم تأملنى للحظة ثم قال....شكلك مش من الغردقة ولا القصير لحقوا يبهتو عليك بلغوتهم
قلت ..عادى يعنى , انت لهجتك مش غريبة عليا...انت منين؟
قال..مش تسألنى الأول اسمك ايه
قلت .. معلش , انا احمد من بورسعيد
قال .. سيد من بورفؤاد
قلت بدهشة .. معقولة يعنى جيران ...بس اززاى مااقبلتكش فى بورفؤاد
قال ..عشان تقابلنى فى وسط البحر الاحمر الساعة 12 بالليل
قلت .. دا انت فيلسوف يا ريس سيد
قال .. اه الريس سيد ليسانس اداب علم نفس
قلت .. واكيد مستنى الحتة الخواجاية وتسافر زى كل الحلوين اللى هنا
قال .. عندك كام سنة
قلت.. 19
قال .. ومتجوزتش انت ليه الحتة وسافرت
قلت.. مش عارف , يمكن عشان الكلية , ويمكن عشان أهلى ويمكن عشان مش عايز
قال..اهو انا بقى مش عايز , رغم ان كل الظروف عايزة....ثم قال..مش عارف هتفهمنى و لا لأ....عندى امى وحبيبتى , وعندى ذكرياتى اللى ماليها حلم قديم حلمت فيه انى اعمل نفسى هنا , حلمت اشتغل فى السياحة ..و زى ما انت شايف و حلمت اشتغل فى التجارة ..مفيش شغلانة فى بورسعيد معرفتنيش , بحب الرسم وحلمت اكون رسام ...رسمت وعرضت فى بورسعيد ومصر والمحافظ جه والتيلفزيون صور ..وفى الأخر اللى جاى زى اللى راح
قلت وقد لاحظت وصول الشيف..عامة ربنا يوفقك ويا ريت اشوفك قريب
قال..سجل نمرتى ورنلى عشان معنديش رصيد , وانا م الأسبوع الجاى هشتغل سفارى جنوب واكيد هنتقابل
المشهد الثانى
الزمان : نوفمبر 2001الساعة التاسعة مساء
المكان : احد الجزر الصغيرة فى البحر الحمر تسمى وادى جمال , بالقرب من مدينة مرسى علم وبالقرب من الجزيرة يقف لنشان سياحيان
على شاطىء الجزيرة يلتف عدد من السائحين حول النار اثناء اقامة حفل شواء , وكل فرد يضع امامه زجاجة البيرة المدفون نصفها فى رمال الشاطىء الناعمة ,احد السائحين يغنى وهو يعزف على الجيتار اغنية هوتل كاليفورنيا
وعلى بعد عدة امتار يجلس شابان مصريان احدهما سيد والأخر العبد لله
قلت..كويس انى قابلتك عشان انا ماشى بعد اسبوع
السيد .. خير
قلت..امتحان التخلفات بعد اسبوعين
السيد .
.عامة انا راجع بورسعيد بعد شهرين واكيد اقابلك هناك , وهحاول اسلم عليك قبل ما تسافر
المشهد الثالث
الزمان : نوفمبر 2001 التاسعة مساء
المكان: الغردقة ..مقهى السكرية
اجلس وحيدا فى انتظار قدوم سيد ,متأملا صورة نجيب محفوظ الموضوعة اعلى واجهة المقهى , واسفل قدمى شنطة السفر , على الجانب الأخر من الطريق يقف احد الميكروباصات وينزل منه سيد ويتجه ناحية المقهى
يقول.. على فكرة احتمال لما ارجع بورسعيد مرجعش الغردقة تانى
قلت ..خير
قال.. قدامى كذا فكرة , لما اقعد معاك فى البلد هحكيلك...ثم قال
عارف..ممكن اكون فى فرنسا خلال شهر بس مش قادر اعملها ..رغم كل المشاكل الا ان فى حاجة بتشدنى لهنا , حتى الغردقة اللى مجيتهاش الا السنة اللى فاتت حبيتها وعشقت الشوارع والجبال وحفظت البحر شبر شبر
المشهد الرابع
الزمان : يناير 2002 الساعة التاسعة مساء
المكان : بورسعيد , مقهى امواج بشارع طرح البحر
السيد ..مش راجع تانى يا ابو حميد...تربست خلاص
قلت..طب ناوى على ايه
قال .. اول حاجة اخطب , البنت تعبت قوى معايا , والشغل يتدبر ..مش اول مرة يعنى
المشهد الخامس
الزمان :مارس 2002
المكان : بورسعيد
قلت :ايه يا سيد , فينك دلوقتى؟
سيد : أهو يا احمد , خطبت وشغال على فرش فى الحميدى
المشهد السادس
الزمان : مارس 2004
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك
سيد : اهو يا احمد , شغال على تاكسى بتاع واحد صاحبى
المشهد السابع
الزمان :يناير 2005
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك دلوقتى
سيد : فى مصر يا احمد , شغال فى اركيديا مول
المشهد الثامن
الزمان : ديسمبر 2005
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك دلوقتى
سيد : اهو يا احمد مريح شوية
المشهد التاسع
الزمان : فبراير 2006 ليلا
المكان :شاطىء بورفؤاد بداخل احد السيارات
رنين متواصل من تيليفونى المحمول , يأتينى صوت سيد
سيد : ازيك يا احمد , عايز اشوفك بكره عشان مسافر المانيا بعد يومين , قابلنى بكره الساعة 9فى قهوة عبد الواحد
قلت : تمام , بالتوفيق يا سيد
المشهد العاشر
المكان : بورسعيد , ميدان المنشية , قهوة عبد الواحد
الزمان : فبراير 2006 التاسعة مساء
سيد يجلس مع 12 شخص من اصدقائه
سيد : انا مسافر بكره الفجر مصر , هبات عند واحد صاحبى وتانى يوم هكون فى المانيا, احتمال كبير انى مجيش تانى يا ابوحميد ,رجعت الغردقة من شهر واتجوزت واحدة المانية ....ومش جاى تانى
قلت : وخطيبتك
سيد : راحت
قلت : وامك
سيد :ماتت
قلت : لا حول ولا قوة الا بالله...وانا معرفش
سيد : الدنيا تلاهى يا ابو حميد , وبعدين انت كنت فى الجيش.........ثم قال
شوف يا احمد , هو غالبا انا مش جاى تانى , عقلى بيقوللى كده , لكن قلبى بيقوللى انى اكيد راجع , انا لميت اصحابى كلهم , الناس دى خلاصة العشرة يا احمد , عشرة الشارع والمدرسة والكلية , كل واحد منهم حكاية ....عايز اتصور معاكو يا احمد , عند البحر ,عند ديليسيبس , عند المينا و فى التجارى وبورفؤاد , عايز اصور بيتنا القديم فى العرب وسور المدرسة الثانوى .....فاهمنى
اليوم التالى
اقف فى موقف بورسعيد الجديد المقام فى اطراف المدينة
اتبادل النظرات مع سيد قبل رحيله للقاهرة , التظرات الصامتة تحمل الكثير
سيد :انت بالذات مكتش صاحبى قوى , مش اللى عيشنا مع بعض , أو اتربينا مع بعض , بس بجد انت من اكتر الناس اللى فهمتنى وفهمتها
أنا :..................صمت
سيد :افتكرنى بالخير يا ابو حميد , وادعيلى , يمكن منتقابلش تانى , ويمكن نتقابل بعد يومين
وعندما استقل سيد السيارة , وعندما كانت السيارة البيجو تجتاز جمرك بورسعيد ,كان أذان الفجر قد بدأ فى الأنطلاق من مأذن المدينة , حاملا معه نسمات الفجر الباردة التى اجبرتنى على احكام ربط الكوفية الصوف وانا ارفع عنقى عاليا لتصطدم عيناى بأنوار المدينة البعيدة الممتزجة بأبواق السفن المارة بالقناة وهدير القطارات المارة من بعيد راسمة فى شجن مشهد النهاية
سيد صاحبى....واحد عادى
زيى و زيك
نفس الضحكة
ونفس الحلم
ونفس النظرة فى العينتين
بتشر شقاوة
خضرة وطيبة جوه القلب
ماشافتش عداوة
سيد صاحبى ....ليسانس اداب
وحلم بسيط
مالى عيون قروا الف كتاب
ومش غايب
ودايما دايب فى ملامحنا
بيعرفها ويعرفنا
ومهما الدنيا ما تعمل فينا
وبتفرق وبتباعد
بنتواعد
وشبابيكنا بتفضل مفتوحة
على بكره
لا تخاف من ريح ولا شتا بارد
ولما الدنيا كانت بتخبط
عمره ما يهبط
أو بيهاجر
وفيها يعافر
ودايما قادر يثبت ليها
انه الأبسط
وكان فنان
اجدع واحد يرسم
شط وبحر ومركب
ويصور ناس
وكان انسان
قلبه برىء مليان احساس
زى عنيه
واحلى هدايا فى عيد الحب
من صنع ايديه
سيد صاحبى قاللى مسافر
لم الناس وهات الشلة
انا مش راجع
قلت يا سيد انا مش سامع
قال مش راجع
اخر ليلة يا اعز الناس
وكانت ليلة بطعم الذكرى
وهو يصور شط البحر
وركن القهوة
وسور مدرسته وارض الساحة
وكل خطاوى مشيتها حبيبته
وقاللى يا واد لم الناس
وقولوا تشيز
دى اخر صورة بلون ايامنا
وقفوا الناس
وقالوا تشيز
وقلت فسيخ بطعم فراقنا
سيد صاحبى طار مش راجع
وحط هناك
و انا مستنى
فجرى الطالع
يمكن ييجى
و يمكن مرة السيد يرجع
ويمكن اطيره انا م الشباك
احمد

Monday, March 13, 2006

قمر وناس

قمر وناس
مدونة جديدة للشاعر الجميل خالد توفيق
خالد توفيق شاعر جميل و أنسان أجمل جمعتنا الظروف للعمل فى أحد المخازن الكائنة بأحد أقدم مناطق بورسعيد
عندما امتدت جسور الكلام بيننا اكتشفت اننى امام شاعر ومؤلف ومخرج مسرحى من الصف الأول

Sunday, March 12, 2006

قطرات خريفية

لا أدرى لماذا شعرت بذلك الأنقباض عندما وصلتنى نغمة الرسالة فى تيلفونى المحمول , لا أدرى كيف شعرت أنها منكى , رغم مرور أكثر من 3 سنوات على لقائنا الأخير , و رغم مرور الأعوام التى تخللتها اتصالاتك المتباعدة , الا اننى شعرت بطريقة ما أنه انتى
رسالة حزينة من رقم مجهول تدعيين أنه رقم أختك تهنيئينى فيها بأنهائى فترة الجيش , رسالة أكدت لى أننى ما ذلت اشعرك وأذكرك
و كأن صلاح جاهين يتكلم عنى عندما يقول....ليه يا حبيبتى ما بينا دايما سفر
أتذكر الأن رائحة ذلك الشتاء البعيد فى الأسكندرية , رائحة الشتاء تملأ كيانى وتجتاح روحى كلما أتذكر سيرنا لساعات بلا هدف أمام البحر , وكأننا نقتنص كل ثانية من الساعات القليلة السريعة التى نقضيها سويا كل عدة أسابيع

ما ذالت رائحة عطرك الممتزجة برائحة البن البرازيلى و رائحة الكتب القديمة التى ابتعناها سويا من شارع النبى دانيال تذكرنى بمشروعاتنا الكثيرة وأحلامنا المشتركة وقصائد بدر شاكر السياب التى تحبينها

أتذكرين ذلك الخريف البعيد...حينما شهدت شوارع القاهرة أخر لقاء بيننا , أتذكرين أخر تبادل للهمسات بيننا فوق كوبرى أكتوبر , و نحن نستمتع بالنيل الذى ما ذال يجرى خاطفا معه لحظاتنا الهاربة من بين أيادينا المتشابكة , أتذكرين سؤالك يومها
هل تعرف ماذا أتمنى الأن؟
قلت ..أعرف ..تتمنين أن تجود علينا السماء بحبات المطر الخريفى الذى نعشقه
أتذكرين كيف قبل أن أكمل ردى رأيت حبة المطر الرقيقة المتجمعة فى أناقة فوق زجاج عويناتك البسيطة ......أتذكرين شعورنا وقتها و نحن نهبط من أعلى الكوبرى تحت مظلة من قطرات المطر الخريفى الحنونة فى بداية رحلتنا المعهودة و الأخيرة مرورا بميدان التحرير حيث مترو الأنفاق سبيلنا لمحطة رمسيس حيث النهاية المتوقعة والمرسومة لطريقنا الملىء بالسفر والفراق
ما ذلت أشتاق لذلك الشعور حين كنتى تتقمصى شخصية الأم و أنتى تضعى يدك على شعرى لأعادة خصلة منه لمكانها , أو تهندمى من وضع ملابسى وأنت تتأكدين فى نفس الوقت من أرتدائى ملابس ثقيلة
بعد تلك الأعوام....ما ذلت أشتاق اليك

لما يرجع الخريف
والمطر بيكون خفيف
بفتكر أنا كل يوم
والعواطف والغيوم
وارجع أشتاق
للحنين
للطريق وللدروب
وريحة البالطو العتيق
والأيدين جوه الجيوب
مدفيين
وأفتكر عمر وسنين
فى الشتا بتاع زمان
لما كنا هناك زمان
متجمعين
وكنا نشتاق للحاجات
ولسهرنا بالساعات
ولبحرنا تحت المطر
أبو لون غريب
لون عيونك
لما كنا جنب بعض
لحزن صوتك
لما قلتى ليا وعد
متنسانيش

كنتى عارفة
ان اللى بنا ما أنتهاش
وميبتديش
بس ما رضيتى أقول بلاش
وقلتى عيش

وكنت عارف
ان بكره مش بتاعنا
ولو جمعنا هتبقى لحظة
وتبقى ذكرى
فى ذكرياتنا

كنا عارفين
أن لحظتنا محطة
وان السكة سكتين
أنا رايح
وانتى جاية
ومستحيل بين البنين

Thursday, March 09, 2006

كالعادة

كالعادة انتهت الرحلة , رغم طولها ومفرداتها المختلفة , واحاسيسها المتناقضة الا انها انتهت مثل كل شىء فى رحلتى, وجاء اليوم الذى لم يبقى لى منها الا الذكريات , عندما بدأت فى اعداد حقيبتى -للمرة الأخيرة-اكتشفت عمق هذا الشعور أدركت ذلك الحنين النامى لتلك الذكريات المبعثرة و الوجوه المتناثرة هنا وهناك , أدركت انى -ورغم انتظارى ذلك اليوم-انى افارق جذىء عزيز من ذكرياتى التى تكونت هنا يوما بعد يوم والتى ارتبطت بشكل ما بمفردات الحياة اليومية هنا , تجربة غريبة مرت فى حياتى ترتب عليها أشياء كثيرة , قد اكون أعدت أكتشاف نفسى بشكل ما , قد أكون قد اكتشفت أخرين أو أكتشفونى هم , رغم مرور عام كامل الا اننى لم أنسى ذلك الشعور بالضياع الذى اجتاحنى فى فجر أول يوم من تلك التجربة , عندما تزامن شروق الشمس مع مرور القطار الحربى فوق كوبرى امبابة بادئا رحلته للغرب حيث صحراء دهشور , انعكاس ضوء الشمس المولود فوق مياه النيل وامتزاجه ببقايا الضوء القادم من البنايات الكبيرة المحيطة بالنيل صنعا داخلى معنى ما للمدينة والمدنية والمستقبل والمجهول , اورثنى كل هذا شعورا بالضياع لازمنى طيلة ذلك اليوم الطويل وما لبث ان ذاد حينما رأيت من جديد تلك الشمس المسائية الغاربة والتى تنعكس أشعتها تلك المرة على رمال الصحراء الصفراء
الأن أنا فى أخر يوم من تلك التجربة , و لا أدرى لماذا اجتاحنى نفس الشعور من جديد
ودعت العام بالكامل , ودعت أصدقائى وفى عيوننا دموع الفراق , تبادلنا العناوين والتيلفونات و الأمنيات , ودعنا المكان الذى عشنا فيه يوما , ودعنا أياما تركنا فيها مشاكلنا التى تحتوينا فى زحمة المدينة لتحتوينا الصحراء بكل مفرداتها
ودعنا وجوه الفناها وكانت جذىء من حياتنا فترة ما , ودعت نور ذلك الشاب الأسوانى البسيط , والذى لم يحصل على قدر كافى من التعليم الا انه لا ينطق الا ليعلمنا شىء جديد أو حكمة ما أو موال من مواويله الجميلة , ودعت عبد العزيز عمدة القاهرة والذى لم يمل من دعوتى لزيارته فى منطقته التى يعشقها والتى تسمى حكر أبودومة لكى يرينى -على طريقة بلال فضل- مصر التى لم يعرفها أحد , ودعت الصحراء المجاورة والحقول القريبة وأصوات السيارات المارة على الطريق السريع المقابل , ودعت سهرات الصيف وتزويغات اسماعيلية والقاهرة ليلا
كالعادة انتهت مرحلة وبدأت مرحلة وها أنا أحجز مقعدى بجدارة فى الطابور

Monday, February 27, 2006

ابقى قابلنى

ما أن انتهى الأستاذ صابر من عمله فى تلك المصلحة الحكومية , وبمجرد خروجه
من بوابة المصلحة , قرر القيام بذلك المشوار المؤجل أكثر من ثلاثة شهور

سوف يذهب لتلك المكتبة فى وسط البلد ليشترى الرواية الأخيرة لكاتبه المفضل

منذ ثلاثة اشهر وهو يتوق لذلك اليوم , بمجرد معرفته بنزول الرواية اتجه فورا لشرائها , كان يظن أنها مثل سابقتها من روايات الكاتب فى السعر , الا انه اكتشف ان سعرها تضاعف خمسة مرات بسبب خلافات بين الكاتب والناشر جعلته يتجه لدار نشر جديدة

أجل أمر الرواية للشهر التالى , الا ان ظروف دخول المدارس وابنائه جعلته يؤجل موضوع الرواية للشهر التالى , فأبت ظروف رمضان و العيد الا ان يؤجل شرائها للشهر الثالث , لذلك اليوم بالتحديد

الأن استطاع تدبير الخمسين جنيه ثمن الرواية , ويستطيع الحصول على الرواية وقرائتها , اخرج الخمسون جنيه من جيبه ونظر لهم فخور بنفسه ثم قال
(فعلا زى ما نانسى عجرم قالت...مفيش حاجة تيجى كده)

عندما وصل للمكتبة وأثناء عبوره الشارع الفاصل عنها لفت نظره عدد من الشباب داخل احدى سيارات الأجرة , وكان واضح من احمرار عيونهم المصاحب للدخان الصادر من نوافذ السيارة حالة السكر و الونونة التى هم فيها , خصوصا مع ارتفاع عقيرتهم بغناء اغنية ابقى قابلنى نفس الأغنية السخيفة الصادرة من مسجل
السيارة المشبوهة
قال لنفسه ساخرا وهو يعبر الطريق
(ابقوا قابلونى لو نفعتوا)

كم كانت سعادته عندما وصل للمكتبة ووجد أخر نسخة من الرواية ما ذالت على الرف , اخذها وفى عقله يدور السؤال التقليدى , ماذا لو بعد كل هذا لم يجدها؟

خرج من المكتبة حاملا غنيمته , وهو يمنى نفسه بأمسية من تلك الأمسيات التى يعشقها منذ الأيام الخوالى , خصوصا أن اليوم هو الخميس , وزوجته و أبنائه يقضون أجازة نصف العام فى منزل جدتهم

القراءة عنده متعة لا تدانيها متعة , ما أجمل الجلوس تحت الأغطية خصوصا فى ذلك الجو البارد يقرأ الرواية ويستمع للموسيقى الكلاسيكية الصادرة من الراديو المشوش الموجود جانب سريره

حدث نفسه بأن علبة سجائر مستوردة من النوع الذى يفضله لن تضر , وعلى الفور اشترى علبة سجائره المفضلة , وأبى الا يفتحها الا مع اول سطور الرواية

ثم اتجه ناحية الموقف متلهفا للحصول على أى شىء يقله للمنزل

أثناء سيره , ناحية الموقف سمع من جديد صوت نفس السيارة الأجرة اياها
وبنفس الأغنية السخيفة , اقترب اكثر من الرصيف طلبا للأمان

وعندما أصبحت السيارة فى محازاته تماما
قام الشاب الجالس فى المقعد الأمامى بخطف الرواية من يده , ثم انطلقت السيارة مخلفة ورائها صوت الضحكات الماجنة ممتزجا بمقاطع من نفس الأغنية السخيفة يتردد فى اذنه
وقف مكانه...لم يصرخ...لم يستغيث...لم يحاول حتى الحصول على رقم السيارة

وبكل حنق الدنيا......وبرائتها....قال
(ابقى قابلنى لو فهمتها)
احمد

Sunday, February 19, 2006

الساعة ستة

الساعة ستة
والجو عيد
ولازمنى حاجة
أى حاجة
ومبقاش وحيد
وأنا ماشى عادى
والقلب فاضى
بنوتة قمر
والسن خطر
فتحت لى نفسى
لمشوار جديد
وفضلت أقول
شكلها بيقول
وعايزة تقول
وقلبى يقول
اجمد يا واد
خليك حديد
فى قلبى رهبة
وفى عنيها رغبة
واللحظة عمر
والشوق يذيد
ضحكت شوية
هدت شوية
ما البنت بنت
والتقل غية
خطوة ورا
وخطوة قدام
محتار انا
مين هيبدأ
ويرمى السلام
لما فجأة
بدأ الكلام
كانت مفجأة
لما قالت
والنبى يا عمو الساعة كام...؟
وأنا قلت ستة
عمو أحمد

Saturday, February 11, 2006

افرح

افرح
انسى....ولو شوية
امحى حروف الخوف
الحزن عمره
ما طرح
افرح
انسى الظروف
تلضم حروف
كلمة فرح

افرح
يا اللى الفرح ليك
بقى بتمن
والضحك سابك
وهاجر
من زمن
افرح

احمد

Tuesday, February 07, 2006

ضباب

كثيرا ما رأيت نفسى
فى نفس الحلم
أقف وحيد
مع اختلاف الأماكن
ومن حولى فراغ
وفى الأفق
ضباب بعيد
و اجواء خريفية
انتظر شىء ما
لعله قطار أو حلم
وتتجسد الأمانى
والأحاسيس الشتوية
و لا أمل الأنتظار
و لا يأتى
ولا أمشى
و لايبدأ الواقع
أو ينتهى الحلم
أو يأتى بجديد
وما ذلت انتظر
وما ذلت وحيد
فى الضباب

احمد

Thursday, February 02, 2006

بجملة

(( بكره تستانى الساعة 9 عند المدرسة اللى فى أول الشارع))
كان من الطبيعى ان اشعر بالقلق بعد تلك العبارة التى القاها لى والدى بصيغة اشبه بصيغة الأمر , الذى ذاد من قلقى هو رغبته فى عدم معرفة أمى و أخوتى بطبيعة هذا المشوار الذى اجهل عنه كل شىء انا الأخر
كان يتوقع فضولى الذى سيدفعنى للأستفسار عن طبيعة ذلك المشوار لذلك أعرض عن اسئلتى , وعليه فقد كنت فى الميعاد الذى حدده اقف على ناصية الشارع مثيرا دهشة بعض ابناء المنطقة تحت عنوان ( بيظبط على كبر) , لم يطل انتظارى حيث جاء أبى راسما علامات السعادة على وجهه كأنما يحاول أن يخفف عنى ذلك القلق الواضح على ملامحى
تأبط ذراعى ومشينا بمحازاة سور القناة و كأننا فى نزهة , ثم بدأ الكلام
قال.. انت عارف يا أحمد ان الأعمار بيد الله
قلت وقد بدأ القلق يستحوز على مساحة كبيرة فى قلبى..ونعم بالله
قال..انت عارف ان لينا ((تربة ))فى تربة جدك .........لم أرد
قال.. بس انا اشتريت ((تربة))خاصة لينا هنا فى مقابر بورفؤاد , محدش عارف بكره فيه ايه
قال.. عاوزك تيجى معايا عشان تعرف مكانها ورقمها وتعرف المسؤل عن التربة
قلت بعد فترة سكون..بعد الشر عليك يا حاج
قال وكأنه متوقعا الرد التقليدى ...((عشان تبقى عارف بس))قالها بصوت عالى ثم أردف
لو حصل أى حاجة لازم تبقى عارف تعمل ايه و تروح لمين ......قلت ماشى يا بابا
قال...هعرفك على أستاذ ......هو اللى بيكمل ورق التمليك , هو ساكن فى مساكن اللنش الجديدة هنروح نقابله فى محل أخوه , وذهبنا للرجل , وكانت أول مرة اذهب فيها لتلك المنطقة الجديدة من بورسعيد , الذى كنت اعرفه عنها انها منطقة مردومة من بحيرة المنزلة , تم بناء مساكن ايواء لسكان العشش القديمة , وعندما وصلنا لم يكن الرجل قد جاء فجلسنا فى محل اخيه حتى يحضر
بدأت اتأمل المنطقة , لم تكن بالسؤ الذى توقعته , باستثناء الأرض الغارقة تحت فيضان الصرف الصحى والتى وضع السكان قطع البلاط والحجارة صانعين طريقا ما للعبور , كما لفت نظرى كمية الشباب العاطل المتواجد فى شارعه فى هذا الوقت من اليوم , رأيتهم و ما ذالت اثار النوم واضحة على وجوههم وكانوا يرتدون الجلابيب المغربى رافعين ديل الجلباب فى محاولة لحمايته من أرض الشارع , ثمة سيدة ترضع ابنها فى مدخل احد البيوت , واخرى فى جلستها الأزلية لتنقية الأرز وثالثة قد تدلى اغلب جسدها خارج الشباك فى محاولة لنشر الغسيل
كانت تأتينى رائحة الطعمية من المحل القريب حاملة نشيد الصباح اليومى الذى هو مزيج من من الأغانى الصباحية المألوفة الصادرة من الراديوهات المشوشة و ممتزجة مع صوت اذاعة القرأن الكريم , و جرس الفسحة القادم من المدارس القريبة , لفت نظرى مواكب العشاق المكونة من طلاب ثانوى فى رحلتهم العتيقة مع التزويغ والجديدة مع الحب و السجائر , وطالبات ثانوى فى رحلتهن الجديدة مع الحب والمكياج , ثمة أب يحضر ابنه من الحضانة واضعا اياه على الدراجة , وثمة أم فى فصالها الدائم مع بائع الطماطم
انتشلنى وصول الرجل من غرقى فى تفاصيل المكان , وكان واضح من معالم وجهه قيامه باتمام مهمته على اتم وجه, وفعلا عرفنا مكان التربة و رقمها و رقم البلوك , بل لقد قام بالأتفاق على لوحة رخامية باسم العائلة
كانت حدة توترى قد خفت بالتدريج , محاولا اقناع نفسى بأنه ((عادى)) يعنى
قام الرجل بترك دراجته عند محل أخيه , ثم اخذنا كلنا سيارة اجرى متجهين للمقابر , جلس ابى بجانب السائق بينما جلست أنا و الرجل فى الخلف , بينما بدأ الرجل (ويا للطرافة) يعدد مزايا المقبرة وقربها من بوابة المقابر ومن السور
لم ينسى أبى عند دخولنا من بوابة المقابر ان يذكرنى بسنة النبى عليه الصلاة والسلام
قلت.. السلام عليكم امة الأسلام انتم السابقون ونحن اللاحقون
ما ادهشنى هو ان المقبرة فعلا كما قال الرجل قريبة جدا من البوابة
(( لا أستطيع وصف شعورى بأول مرة ارى فيها المكان الذى سأدفن فيه))
و عرفت سر رغبة ابى فى اخفاء الأمر ولو مؤقتا عن أمى
كم كانت دهشتى عندما وقعت عينى على المقبرة المجاورة لمقبرتنا ((باعتبار ما سيكون)) حيث وجدت الأسم الذى عليها هو اسم والد واحد من اعز واقرب اصدقائى وجيرانى , دهشت من الصدفة التى جمعتنا احياء فى شارع واحد وستجمعنا أموات فى مقبرة فى صف واحد ايضا
كم كانت دهشتى أيضا عند خروجى مع والدى من البوابة سائرين بجوار سور المقابر فاذا بنا نقابل واحد من اعز اصدقائى خارجا من بوابة مقابر المسيحيين مع والده , وبعد السلام وبعض عبارات من عينة خير وفى ايه , اكتشفت انه كان مع والده فى نفس المشوار الذى اخذنى له الوالد , بعد ان قمت باتمام التعارف بين ابى وبين صديقى ووالده قام والد صديقى بدعوتنا لسيارته كى يوصلنا للمنزل , فى السيارة تكلم والد صديقى بلهجته الموحية بخفة دمه واصله الريفى مواجها كلامه لوالدى قائلا.. عارف يا حاج انا عندى تربة ابويا واخواتى فى البلد وحاجة كده اخر عظمة , على ناصية وفى ريح الرياح جنب مرادة حكم انا احب اتابع اللى رايح واللى جاى
بعد ذلك عرفت ان المرادة هى تلك المنطقة الضحلة من الترعة والتى يتجمع حولها النساء اثناء غسيلهن لملابسهن وحللهن واطباقهن , قلت لنفسى لا ونس والله
عند وصولنا المنزل وبعد قيام ابى بالتصرف المصرى العتيد فى مثل هذه المواقف من عينة اتفضلوا معانا والغدا بيجهز والخير كتير وما شابه انصرف الصديق ووالده , وكانت الصحبة قد اذالت حدة القلق والأنقباض لدى
الا ان ابى ابى الا ان يذيد القلق الذى ما لبث ان خفت من جديد , حيث رفض صعود المنزل قائلا ..تعالى نتمشى شوية
ثم قال ...اهم حاجة بقى يا احمد...................الوصية
ثم أردف.. انا كتبت الوصية الأسبوع اللى فات , وسايبها عند عمك الكبير , واللواء على ..رفيق عمره فى الجيش
فى حالة الوفاة هو عارف هيعمل ايه وهيقولك تعمل ايه , بالنسبة لأجراءات الوفاة واعلان الوراثة الخاص بالشغل
اللواء على عارف هيعمل ايه , الموضوع مش هياخد الا مشوار واحد لمصر تروح لعمك على وهو هيخدك شئون الظباط فى كوبرى القبة , والمعاشات فى شارع الطيران , كنت فى تلك اللحظة اشعر بما يسمونه فى الروايات القديمة غصة فى الحلق , لم اجد ما اقوله الا ان اقول من جديد ..بعد الشر

Tuesday, January 31, 2006

عصفورة

يوما ما كنت اقضى الليل نائما فوق سطوح احد المكاتب العسكرية فى الصحراء الشرقية , لم يكن يشاركنى فيه الا قمة شجرة مانجة بها عش لعصفورة صغيرة , كان يومى يبدأ فى السادسة صباحا , وكانت تبدأ فى الزقزقة فى السادسة الا ربع , ولذلك كانت اجمل نغمة منبه طبيعى فى حياتى
يوما ما سأتذكر تلك العصفورة التى فارقتها نسبيا منذ شهران , وسأفارقها نهائيا بعد شهر

صباح الخير يا عصفورة

يا أول لقطة فى الصورة

وأقرب نغمة فى براحى

بأجمل لحن فى صباحى

من عشك

فوق شجر المانجة

واصلنى غناكى يا كمنجة

يا أول غنوة فى طريقى

وراحة نفسى من ضيقى

صباح الخير

صباح الخير يا مزيكتى

ودندتى هنا

صباح الخير يا عصفورتى

يا جارة الهنا

و احلى غنا

لأول حد بشوف

وأقرب حياة جنبى

يا أجمل نهار معزوف

بزقزقتك على قلبى

دا ضحك الفجر علشانك

بقصيدة فرح محتارة

وقصيدة عشق من كفى

و لاتكفى

وصفى حتى لجمالك

ورفرفتك على جيرانك

وأنا منهم

و أولهم ..وأخرهم

مفيش غيرى

يقدر يوصفك قدى

ومن بعدى كلام فى كلام

ومن بعدك مفيش احلام

يا عصفورتى

ألف سلام


احمد

Friday, January 20, 2006

ايه العمل

ايه العمل

لو كل مرة هنتفق

راح نفترق

لو كل معنى بيتولد

لحظة سلام

هيتوئد قبل الكلام

ايه العمل

فين الأمل

لو كل مرة اكلمك

ملاقيكيش

لما الكلام

كل الكلام

يروح ميجيش

فين الأمل

و فى كل مرة بيتخلق

معنى جديد

بيتخنق

ويروح بعيد

فين الأمل

لما الوطن مبقاش وطن

مبقاش سكن

ومعدش اى شىء فيه

يتحضن


فين الأمل

ورغم الحاجات

والمسافات

خلاص وصل



احمد

Tuesday, January 17, 2006

اختار نهايتى.......للشاعر يسرى حسان

عندى رغبة

أمشى كده

مطرح ما رجلى تودينى

البس جلابية قديمة

واشيل فوق ضهرى شوال

مليان بقزايز فاضية

ولمبات محروقة

وكازوز

وجرايد صفرة

وفردة جزمة قديمة

الف على القهاوى اشحت سجاير

وارفض اقرب م المية

او اغير جلابيتى

أدى لجسمى الحرية يسيبنى

على أى رصيف يختاره

و أعيش على كيفى طليق

من غير بيت

وصحاب

وزوجة

وقرايب

واماكن اشتاق ليها

و توحشنى

Saturday, January 14, 2006

فلاش باك

عرفته من أول نظرة , مثل الشهاب أضاء فجأة فى ظلمات ذاكرتى , ما ذلت اذكره , رغم الدقن والجلباب وعلامة الصلاة التى غطت جبهته العريضة , رغم الزيادة الواضحة فى وزنه عرفته , رغم كل ذلك ما ذال يحتفظ بتلك الأبتسامة الملائكية التى طالما أحببتها , والتى طالما أسرت قلوب كل من تعامل معه من مجموعتنا الصغيرة والتى ظهر وأختفى فى حياتها فجأة مثل كل ما هو جميل
لا أستطيع وصفه الا بكلمة واحدة...انسااااااان
ابتسامته التى طالما أسرتنى بصفائها أكدت لى انه ما زال يذكرنى بعد أكثر من سبع سنوات مضت على فراقنا , انه عرفنى مثلما عرفته
انه يريد قول ما اريده , الأبتسامة التى تبادلناها فى تلك اللحظة أكدت ذلك
كم هى طويلة تلك اللحظة القصيرة التى تلاقت عينانا فيها
كنت أقف فى المعدية الذاهبة لبورفؤاد , وكان يقف فى المعدية الذاهبة لبورسعيد , انفراجة فمه التى لم تكتمل لحظة تجاور المعديتان فى وسط القناة قابلتها ابتسامة مماثلة من فمى نالت نفس المصير من عدم الأكتمال , لكنى اعتقد انى سمعت صوته جيدا
تذكرت المدة القصيرة التى قضيناها سويا
تذكرت أول لقاء بيننا فى ذلك الصيف البعيد من عام 98 , كان درسا من تلك الدروس الصيفية التى راجت ايام ما كان يدعى بالتحسين
تلك الدروس الصيفية المليئة بالأحلام والحر والقلق والعرق , كان من ذلك النوع الذى احب ان افتح قلبى له من أول لحظة
كان يمتلك تلك العينان الطيبتان الضاحكتان واللتان اذا قلت انى كنت اغرق في بحر طيبتهم ونقائهم
لم يكن من بورسعيد , كان قاهريا وكان يكبرنى فى السن , جاء الى بورسعيد كى يستطيع المذاكرة بهدوء بعيدا عن توتر الأسرة وازعاج الأصدقاء على حد قوله ....كنت أعرف ان هناك سبب اخر ولم اسأل
تكلمنا كثيرا , على ضفاف القناة وأمام شاطىء البحر , حيث كانت هناك هواياتنا متقاربة ومتشابهة نوعا ما
حكى لى عن والده الصحفى , ووالدته المخرجة بالأذاعة , حكى عن أخيه الكبير الذى يعيش فى فرنسا , حكى عن هوايته فى الرسم والتى يعشقها بجنون , حدثنى عن محمود سعيد , وحامد ندا
كان يعشق الموسيقى الغربية ومحمد منير , وكان محمد منير فى تلك الفترة كان استطاع مع فيروز انتشالى من الموسيقى الغربية
حدثته عن صلاح جاهين وحدثنى عن مظفر النواب وبدر شاكر السياب , حدثته عن الشيخ أمام فحدثنى عن مارسيل خليفة ووجيه عزيز و الهام مدفعى وجوليا بطرس و زياد رحبانى , حدثته عن محمود السعدنى فحدثنى عن ابراهيم اصلان وبهاء طاهر
كان موسوعة بالنسبة لى فى ذلك الوقت , رغم عقلانيته واتزانه عن اقرانه فى تلك المرحلة الا ان نقطة واحدة كانت سبب دهشتى منه بل وذهولى بعد التأكد من صدق كلامه , وهذا عندما حدثنى عن حبيبته , من الطبيعى ان يكون على علاقة عاطفية
الغير طبيعى عندما صارحنى بمن يحب , ومن هى التى ينتظرها عند شاطىء البحر
انه كان يعشق ممثلة امريكية كانت بطلة مسلسل يعرض فى تلك الفترة اسمه (( فتاة المحيط)) كان يعشقها بجنون
كان يذهب ليذاكر امام البحر لعلها تظهر أمامه , كان مريض نفسيا , وهذا ما تأكدت منه منه شخصيا , وكان يعرف انه مريض
كنا متفقين على لقاء قبل عودته للقاهرة كى يعيد لى ملزمة خاصة بالمستوى الرفيع كان يقوم بتصويرها , الا انه تركها عند احد جيرانه فى الشقة التى كان يستأجرها فترة اقامته فى بورسعيد , والتى انظر لها و اذكره كلما مررت من تحتها
اختفى من حياتى فجأة كما ظهر فجأة , الا انه ترك ذكريات وانطباعات لاتنسى , رغم يقينى من مرضه النفسى , الا انى احببته جدا
اليوم وبعد ان شاهدته ذهبت للشقة ولكنى وجدت طلبة مغتربين عائدين من اجازة العيد فى استعدادهم للأمتحان
فعلا اتمنى مقابلته فى الأيام القادمة

Wednesday, January 11, 2006

لحظة

كنا ملتفين حول التيلفزيون نشاهد فيلم عبود على الحدود المعروض بمناسبة أول أيام عيد الأضحى عندما قررت ان اجهز شنطة السفر والعودة لبورسعيد بدلا من الأنتظار للصباح , قال حسن رفيق رحلة الجيش منذ ايام مركز تدريب و حتى الأن (( بلاش سفر الليل يا احمد , خليها الصبح نسافر كلنا مع بعض)) قلت
(( سيبها لله يا عم حسن , هى طلبت أمشى دلوقتى وبعدين انا غيركوا , ساعة بكون فى بورسعيد))
لا ادرى لماذا قررت هذا القرار , كان ميعاد نزولنا ثانى ايام العيد وكنا متفقين على النزول جميعا للموقف ثم التفرق بعد ذلك , كنا نقضى الوقت الفاضل وكعادة الجنود فى الصحراء وكعادة اى تجمع فى الخلاء عامة فى الكلام عن الجن والعفاريت , تكتسب هذه الأحاديث مذاق خاص خصوصا عندما تكون ليلا والصحراء سوداء فى الخارج . مذاق خاص يعرفه كل من مر بهذه التجربة
قال مصطفى..عارفين الواد على بتاع مكتب المتابعة
قلنا ..ماله؟
قال.. بيحلف انه وهو جاى من عند الغرفة ( الغرفة مكان منعزل فى الوحدة) قابل عسكرى بيسأله انت منين يا دفعة , و لما قاله من اسكندرية قاله وحشتنى اوى اسكندرية اصل انا منزلتش اجازة من سنة 1967
طبعا الواد كان هيغمى ومبطلش جرى لحد الكتيبة
ثم حكى أمجد عن الأشياء الغريبة التى تحدث فى عنبر 8 والذى يقال ان جنديا كان يغازل احدى البدويات فقتله اهلها وهو نائم فى عنبر 8 ومن يومها ولا يجرؤ احد على المبيت فيه وحده
ثم كانت الحكايات الخالدة فى الجيش المصرى عن ذلك العجوز الذى يمر فى الصحارى ليلا عارضا خدماته لمن يصادفه من الجنود وكالعادة من ينجو من تلك المساعدات هو من يحكى لنا عن هذا العجوز الذى اصطلح على تسميته بنداهة الصحراء , طبعا صوت العاصفة بالخارج والأحاديث بالخارج كان كفيلا بجعلى اعيد النظر فى السفر وحيدا ليلا

الا اننى كنت اعمل فى البحر فترة ما , وعشت فى الصحراء فترة اخرى
ومن يعمل بالبحر والصحراء يسمع كمية خرافات بحجم البحر والصحراء زيادة ان العبد لله......قلبه جامد
وعليه , وبعد طقوس السفر المعتادة وتحضير الشنطة واكتشاف شىء منسى كل نصف دقيقة , ثم السلام على الشباب وكل سنة وانتوا طيبين وخللوا بالكوا من نفسكوا و وخلال 5 دقائق كنت اقف فى الطريق الصحراوى انتظر اى مواصلة اذهب عن طريقها للأسماعيلية , الذى لم يخطر على بالى هو عدم وجود مواصلات فى هذا الوقت , ليس لأنه متأخر ولكن لأنه اول ايام العيد و الكل ( مأجز) وكده
ولكن بعد نصف ساعة وجدت سيارة نصف نقل ذاهبة للأسماعيلية ووافق السائق الملثم من البرد توصيلى
بمجرد ركوبى و رؤية ملامح السائق اصبت بالقلق
رجل عجوز جدا يمتلك عينان واسعتان من التى يطلق عليهما ثعلبيتان , غريب النظرات وغير مريح على الأطلاق
ينظر لى بنظرات متشككة , الرجل غير قبيح ولكنه غير مريح بالمرة
قلت لنفسى ..((استغفر الله العظيم , خلقة ربنا يا احمد )) جرالك ايه

حاولت ناسيا او متناسيا الأنطباع الرهيب عن الرجل المخيف متشاغلا بعد اعمدة الأنارة او رؤية القمر الذى قارب ان يكون بدرا , الا اننى لاحظت شىء غريب
الرجل ينظر لى بزاوية تسعين درجة اثناء قيادته , رغم ان سرعته لا تقل عن 80 كيلو الا انه ينظر لى بثبات
فى تلك اللحظة بالذات اصبت بالرعب , فعلا الرجل غريب
حاولت اقناع نفسى ان الرجل ينظر فى المرأة اليمنى للسيارة , عادى يعنى
حاولت ان انظر له وهو فى هذا الوضع الا اننى كنت اخاف من لحظة التقاء عينانا
كنت قد قرأت كل ما احفظ من القرأن الكريم وظللت اردد اية الكرسى بأستمرار , محاولا تشجيع نفسى عن طريق
(( اجمد يا واد , ده حتى لو عفريت هيخاف منك , يا ابنى ده شكله غلبان))

ثم قررت ان افتح موضوعا مع هذا الرجل او الشىء ..اى كان سأتكلم معه
قلت.. الا يا حاج هلاقى حاجة رايحة بورسعيد دلوقتى فى الموقف؟
قال .. هتوصل , مهما بعدت أو قربت بدرت أو اتأخرت هتوصل اللى اتكتب ليك اتكتبلك خلاص
قلت محاولا تجاهل عبارته التى بدت لى ذات ايحاءات وقتها
فى دلوقتى كمين شرطة عسكرية وتحريات عند الموقف , اصل مش ناقصة غلاسة ؟
قال .. محدش يقدر ياخدك منى ...مش تخاف
فى هذا الموقف وهذه اللحظة تيقنت من غموض الرجل ورسائله الغامضة
قلت بصوت عالى .. فى واحد يا حج كان بيقول ايه
وعندما لم يبدى اى علامة تجاوب اكملت بمنطق عليا وعلى اعدائى .. قلت
ولدى نصحتك لما صوتى اتنبح
متخفش من عفريت ولا من شبح
وان هب فيك عفريت قتيل اسأله
مدافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح

فضلت الصمت فى المسافة القليلة الباقية على الموقف , الا انه عاد فى النظر لى بزاوية 90 درجة وبثبات
هنا قررت ان انظر له وببرود بما اننا داخل المدينة الأن الا انه قال فجأة
(( عارف اللى بتفكر فيه))
قلت لنفسى ..يا نهار اسود
ثم اردف .. لا مؤاخذة يا ابنى
قال .. عارف انك بتقول الراجل بيبص عليا كتير ليه
يا ابنى انا راجل كبير و صحتى على ادى , والطريق خطر وولاد الحرام كتير وياما شفنا
ودى يا ابنى مش عربيتى وبشتغل عليها باليل بس كده
معلش يا ابنى بيقولوا .. حرص و لاتخونش
كنت خايف منك .. بس انت شكلك طيب وابن حلال ... كل سنة وانت طيب
انا .. عاوز كام يا حاج
قال .. اللى تجيبو
اعطيته ثمن المواصلة وقلت له كل سنة وانت طيب يا حاج

سهير ليالى ياما لفيت وطفت
وفى ليلة راجع فى الضلام قمت شفت
الخوف كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز اقتله بس خفت
وعجبى

Thursday, January 05, 2006

عن اللى جرا واللى مستنينا

صوت ارتطام شيش الشباك وارتداده جعلنى القى نظرة سريعة من الشباك احاول من خلالها التنبؤ بحالة الجو فى الساعات القادمة, الجو الرمادى الأليف بالخارج انبأنى بقرب قيامى بجولة شتوية من التى افضلها فى تلك الأجواء
قليلون هم من يستطيعون امتلاك تلك اللحظات من المشى تحت المطر متمتعين برؤية اجواء لن يستطيع الكثير رؤيتها فضلا عن معايشتها من رؤية البحر وهو يستقبل الأمطار فى شجن او التوتر الملحوظ فى على سطح القناة
قليلون هم من يتذكرون ( اول شتاوية )فى العام
ارتديت ملابسى المفضلة فى مثل تلك الجولات والتى تعتبر الأولى فى هذا العام, فى الغالب هو نفس الطقم اياه والذى عندما ادخل فيه اتقمص لا اراديا دور عادل ادهم ومحمود عبد العزيز واحمد ذكى وكل من اشتهر بالبالطو والكوفية
((ناقصنى سيجارة بقى))
قلتها لنفسى على الرغم من انى غير مدخن اساسا
قديما كنت اتحمس امثل هذه الجولات الشتوية, كنت اعشق المدينة فى تلك اللحظات, احاول التعرف على الوجه الأخر للمدينة , وجها اخر غير الذى الفته وعرفته, كنت احاول اكتشاف الناس والأماكن , اذهب للبحر وامر على الشواطىء , امشى بمحازاة ضفة القناة, كنت انتقل ما بين شواطىء بورسعيد وبورفؤاد عاشقا لرائحة التراب المبلل بالمطر.
الأن اصابنى الركود مثلما اصاب اشياء كثيرة وجميلة فى حياتنا , ولكنى لا استطيع التخلى عن تلك الجولات الشتوية
لذلك عندما قررت ان تكون جولتى قريبة قررت ان تكون جولتى قرب معدية الرسوة , فى ذلك المكان المنعزل والذى يبعد عن منزلى 20 دقيقة سيرا على الأقدام
فى مدخل العمارة قابلت عم مصطفى
وعم مصطفى هذ نموزج الجار التقليدى فى الشارع المصرى , اعتقد ان كل منا يمتلك عم مصطفى فى منزله او شارعه
اعتقد ان كل منا يمتلك ذلك الرجل الطيب ذو العجلة الأذلية والجريدة وعلامة الصلاة وملامح الطيبة واهم شىء هو ذلك السؤال الدائم عن الحال والأحوال وصحة الأهل ثم الكلمة المشهورة((السلام امانة))انه عبق الشارع
عم مصطفى-اهلا اهلا اهلا ازيك يا ابو حميد
انا- الحمد لله ازيك يا عم مصطفى باعتلك السلام مع عمرو والله
عم مصطفى-وصل يا ابو حميد كل عام وانت بخير اخبار الجيش ايه معاك
انا - هانت يا عم مصطفى دعواتك
عم مصطفى-ربنا يكرمك ونسمع عنك كل خير يا ابوحميد قولى مش عاوز اى حاجة انا زى ابوك
انا -الف شكر يا عم مصطفى
عم مصطفى-خلى بالك من نفسك والسلام امانة للحاج والحاجة وربنا يديم المحبة
اكمل طريقى قائلا لنفسى ((الدنيا لسه بخير والله))واكمل جولتى الشتوية الولى هذا العام
كالعادة وزى ما عم جاهين بيقول , ضربت ايديا فى جيوبى وهات يا مشى لغاية الرسوة, فعلا قلبى كان طرب ابتداء من منير وفيروز انتهاء بدندنة موسيقى جورج زمفير ((الراعى الوحيد)),دائما ومنذ زمن وكان لدى اعتقاد بوجود ما يسمى بالأغانى الشتوية والموسيقى الشتوية , كنت اشعر وانا اسمعها فعلا بالبرودة , اكاد ارى الأمطار امامى
اذكر اول مرة سمعت فيها فريق كرنبررز تأكدت من وجود ما يسمى موسيقة شتوية, من يومها وانا فى تلك الجولات استعيد رصيدى من تلك الأغانى الشتوية والتى حظى الرحبانية منها بالرصيد الأكبر
عندما وصلت للرسوة استقبلنى شاطىء القناة بمائه وتوتره وهوائه وعم فاروق
لم اكن اعرف اسمه وقتها....عم فاروق ذلك الصياد البسيط والذى تقابله فى البحر والبحيرة وعلى سطح القناة او فى نيل القاهرة ...هو تلك الحالة الفريدة بتجاعيد الزمن على وجهه وفلوكته البسيطة ومعافرته مع المجداف ومعافرة الأثنان مع الأمواج.....فى هذا الجو اثر عم فاروق الأحتماء بشاطىء القناة لحين انتهاء المطر واضعا قطعة من المشمع القديم والمتهالك على ظهر الفلوكة حتى يحميها من غضب الطبيعة
قام الرجل بربط الفلوكة فى ظهر رصيف المعدية عكس اتجاه الرياح بحيث اصبح فى مأمن من الرياح وامامى تماما
ثم قال موجها حديثه الى..مستنى حد؟..قلت لأ
قال.لوعاوز تروح البر التانى اوديك بس بعد المطرة
رغم اغراء الفكرة انى اعبر القناة فى فلوكة الا انى قلت له شكرا يا حجوج
قال ..متفكرش كتير يا ابنى ومطرح ما ترسى دقلها...واعمل زى ما كان الشعراوى بيقول..خليك مشعلق فى ربنا
قلت..الله عليك يا عم الحج
قال..بقالك كتير مجيتش (تنتش)تصطاد من هنا
قلت بدهشة انت تعرفنى يا حجوج
فعلا انا لم اصطاد من هذا المكان منذ اكثر من سبع سنوات
قال..فاكرك انت واصحابك وابوك وانت بتيجى تنتش هنا من على اللسان ده
ثم قال..يا ابنى انا بقالى 60 سنة شغال فى الناحية دى وعمرى ماسيبتها حتى للبحر وحتى ايام الحرب كنت مستبقى
انا..ربنا يديك الصحة يا حاج العتب على النظر بقى
قال..انا عمك فاروق من القابوطى وبنتى ساكنة هنا فى بورفؤاد
قلت..انا جدى كان صياد وجدودى كلهم كانو بتوع بحر
قال..اسمه ايه؟ وعندما قلت اسمه اكتشفت انه لا يعرفه
ثم قررت الأستفسار عن احد المواضيع والتى كانت محل نقاش فى بيتنا المتواضع ليلة امس, حيث كان يعرض برنامج من تلك البرامج السلبية والتى تناقش معركة 56 بمناسبة العيد القومى لمحافظتنا السعيدة 23 ديسمبر
وكان الرأى الغالب فى البرنامج ان مصر لم تحارب ولم يكن هناك مقاومة ولا يحزنون , وان الحاصل هو ان الأتحاد السوفيتى هو من ضغط على امريكا والدول الأوربية لكى تترك مصر , وعلى الجانب الأخر كانت الخلافات الجانبية المعتادة بيننا عن من قاوم هل الشيوعيين وخلايهم ام الأخوان وخلاياهم , ناسين او متناسين مئات الشهداء والفدائيين من بورسعيد ومن خارج بورسعيد والذين لم يكن يوجههم اى تنظيم الا حب هذا البلد وهذه الأرض و من اشهرهم جواد حسنى وكتائب فدائى جامعة القاهرة والأفراد من عمال المصانع
الشىء الوحيد الذى اثق فيه وسط كل هذا العبث هو انى ومنذ تفتحت عيناى على الدنيا وانا ارى فى دولاب جدى العتيق مسدس وبندقية الى من التى يطلق عليها حتى الأن فى الجيش وسوق السلاح ألى بورسعيدى
وكان جدى يدعنى العب بتلك الأشياء وهو يروى لي عن اصدقائه من الفدائيين والذين كان يحضرهم متخفيين فى ملابس الصيادين فى بحيرة المنزلة ومنهم من استشهد ومنهم من ظل على صداقة بجدى حتى لجظة وفاته منذ شهر وما يزالو يحضرون الى بورسعيد هم وابنائهم واحفادهم
قلت له..كنت فى البلد وقت حرب 56 يا عم فاروق؟
قال.. يا ابنى انا كنت (فداوى)وكنت اخوان مسلمين
قلت..الله انت اخوانجى يا عم فاروق
(واضح ان الرجل لايعرف الفرق بين الأخوان والشيوعيين)
قال..اه دا اول ماصاحبتهم كان سنة 51 لما كانوا بيحاربو الأنجليز وكانوا بيخبو السلاح والزخيرة عندى , بس ابويا لما عرف ضربنى وخلانى اديهم حاجتهم , بس لما رجعوا (الفداوية سنة 56)كنت معاهم وكنت اخوان برضو
وكانو بيحطوا البنادق فى مقاطف الصيادين وكنت بعينها فى مركبى القديم
استعدت حوارى مع احد اصدقائى والذى قام بعمل حوار مع احد الصيادين من امثال عم فاروق عن الفدائيين وكان ملاحظته هى دهشة الصياد البسيط من هؤلاء الفدائيين الى جاين يحاربوا ويستشهدوا ورغم كده كانوا بيشربوا خمرة
استعدت ذكرياتى من حكايات جدى وجدتى واقاربى عن سيارات الدولة وهى تقوم بتوزيع السلاح على اهالى بورسعيد فى شارع عبادى وشارع كسرى وتذكرت اسامى شهداء من المفترض انهم اقارب لى
تكلم عم فاروق وحكى ذكريات واحداث اضيفت الى دفتر ذكرياتى

وعند نهاية تلك الجولة الشتوية كانت بداية سؤال ازعجنى جدا
لمتى سنظل نتناحر ؟ ولماذا هذه السلبية؟
لماذا نجد منا من بجلس واضعا رجل على رجل متباهيا باكتشافه العظيم اننا لم نحارب ولم نقاوم
لماذ تكريس هذه الروح السلبية؟
هل كتب علينا ان نعرف ان الأخوان فقط أو الشيوعيين فقط هم من قاوموا وتكلموا؟
لم امتلك وانا فى معرض بورسعيد ابيض واسود للصديق وليد منتصر عندما رأيت صور الشهداء الا ان اقرأ الفاتحة لكل من دافع عن تلك الأرض سواء كان حزبيا او فردا عاديا

Sunday, January 01, 2006

على مشارف 2006 .......خواطر

ظريف انى احب الشمس
عشان دفاها
جميل انى احس...انهاعارفة انى بردان
ومحتاج ليها
بس المش ظريف
انى -افتكرها-ليا لوحدى
وانها بتدفينى لوحدى
وعارفانى لوحدى
مش ظريف
عشان الشمس
بتحبنا كلنا
وتدفينا كلنا
لذيذ انى احس ان البحر بتاعى
وبيفهمنى لما بحكيلو
لذيذ
لذيذ انى احس البحر جواه
اللى جوايا
بقلقه و توتره
بغموضه
بس المش لذيذ
انى افتكر ان البحر بتاعى لوحدى
بيحبنى لوحدى
عشان البحر بتاعنا كلنا
بيحبنا كلنا
مش عارف
فجرى طلع
ولا روح
لما عرفت الحقيقة
ويمكن معرفتهاش

زيفاجو
فى اغرب احواله

Tuesday, December 27, 2005

درج خشب

درج خشب جوه الدولاب
جراج قديم
لأمل مركون
فى جراج مسكون
بالمتكسر
والمتبعتر
لحاجاتى زمان
فى جراج مليان
بالمتعبى
والمتخبى
من سكة بكره وامبارح
درج خشب جوه الدولاب
نسيت وسيبته
رغم البعاد
عشقانى ريحته
درج خشب جوه الدولاب
شريط قديم
غلاف كتاب
وكام قصيدة من غير فلوس
ورق نتيجة
ورقم جلوس
درج خشب بطعم الساعات
بورق جرايد
يحكى اللى فات
وصورة ليسرا
فى التمانينات
درج خشب
وبرواز قديم فاضى
مستنى الرسوم
حصان خشب
لولد اسمر
وبنوتة
بحلم متحوش لبكره
منشال من سنين
والحلم متشوق
لضفيرتين
درج خشب وجراب نضارة
وطيارة ورق
خيط سنارة
نحلة تدور
ماتش بلى فى ارض بور
وراديو قديم
بخبر بايت
وكام خبر فايت على وداننا
صوت المزيع
حلوة المزيعة
مارش الختام
وتاه الكلام
دا درج خشب مبينساناش
بكاميرا قديمة
من غير فلاش
البوم صور
وفيلم فاضى
كاميرا قديمة يا بلاش
وياما شافت
والشعر شاهد
دا الشعرة شابت
كاميرا قديمة بحزام شاش

زيفاجو

Saturday, December 24, 2005

مصطفى قاللى..............انت قفل

البداية كانت مبشرة بليلة جميلة من اللى بتهون ليل الجيش الطويل زى ليل الشتا اللى احنا فعليا فيه , وكنت قد انتهيت من اعمال اليوم الطويل حيث كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة , وعليها غيرت افرول الجيش رغم انه ممنوع وضربت الترينينج سوت والشبشب الزحافى اللى صوتوا بيحسسنى بالحرية فى جو الجيش الملىء بالرتابة
ما ذلت احمد ربنا على الوحدة اللى بقضى فيها فترة الجيش وهى عبارة عن وحدة هادية على طريق اسماعيلية القاهرة وبينها وبين بورسعيد ساعة واحدة بس
واجمل حاجة فيها هى التجربة الأنسانية الجميلة والمتمثلة فى الصحبة والتناغم الجميل اللى بينا وبين بعض , حيث ان المكتب فيه 13 عسكرى منهم 8 من القاهرة و2من قنا و2 من احد محافظات الدلتا (اللى قالولى يا قفل) والعبد لله من بورسعيد
طبيعة شغلى جعلت كا تعاملى مع شلة القاهرة وواحد من قنا عشان شغلنا بالليل اساسا
العادى ان لما الشغل يخلص اغلب المكتب بيروح ينام الا شلة الأنس زى ما بيقولوا علينا هناك و احنا اللى بنشتغل باليل على التيلفونات وامن المكتب والطوارىء وكده
طبعا بنقضيها ضحك وتيلفونات وكمبيوتر ومحاولات فاشلة فى الطبيخ لغاية الساعة 7 صباحا بعدها نصحى باقى المكتب وننام لغاية العصر
قوم ايه
انا ماشى بالشبشب بطرقع على الأرض بانشكاح وماسك مج النسكافيه اياه فى ايدىورايح بقى لشلة الأنس عشان نبدأ الليلة - قصدى الشغل-قوم الاقى الجوز بتوع الدلتا ماسكين التيليفون ...قلت عادى سيبهم يكلموا البيت ...اصل الجوز دول ممنوع يردوا على المكالمات من اساسه , بس لما قربت لقيتهم بيكلموا واحدة قلت عادى يا واد سيبهم يحبوا
الظريف بقى انى لقيتهم بيضربوا اى نمرة فى بلدهم يعاكسوها...اه والله عشوائى
طبعا بكل ظرف قلت ليهم كده ممكن نروح فى داهية فا يا ريت تروحوا تناموا
مصطفى بقى يقوللى ايه...دا البت بتسحب كلام وتقوللى النمرة دى فين
قلتله خلاص لو اتصلت تانى سيبنى ارد
قاللى هتظبط ...قلت اه هظبط
لما البنت اللى عندها اظهار اتصلت رديت بكل رومانسية
ولما سألتنى النمرة دى فين قلت ليهابنفس الرومانسية دا سنترال طرح البحر بمدينة نصر
طبعا عنوان وهمى فى القاهرة رغم انه موجود فعلا فى بورسعيد
طبعا الجوز الحلوين اتجنوا وبكل عبقرية قالولى ...دى مش هتتصل هنا تانى
قلت عارف..قام مصطفى قاللى ايييييييييييييه
انت شكلك قفل متعرفش تكلم بنات , انت طلعت خرونج يا احمد
ما علينا..........وبتجاوز رد فعلى
الليلة عدت وسهرنا وضحكنا وسمعت شريط عمرو الجديد اصل مكنتش سمعته
وطبخنا حاجة غريبة بس جميلة فكرتنى بالبتاع اللى عمر عمله
واحنا بناكل افتكرت موقفين بقى فطسونى من الضحك
الأول بتاع عادل امام فى شاهد ماشفش حاجة.....قاللى يا خرونج
والتانى بتاع صلاح السعدنى وكرم مطاوع فى الرائعة ارابيسك...انت خرونش
بس اللى هزنى مش الكلمة ...عشان هى هايفة على حاجة هايفة ومن واحد .....همم
مش عارف
ومش عارف رد فعلى اللى كان نظرة معبرة جدا بالسخرية ( و لا احمد ذكى والله)بجد
بس حمدت ربنا على الرد اللى كان على لسلنى ومطلعش واالى كان مليان بمركبات النقص اياها واللى الحمد لله انها جوايا ومحدش سمعها
يعنى كنت اقوله دا انا اعرف بنات عمرهم ما دخلواالقرية بتاعتك
و لا استشهد بمجموعة القاهرة اللى لما كنت فى ضيافتهم ورحت اقابل واحدة من شلة الجامعة فضلوا يحكوابينا وبين بعض عن الصاروخ اللى عرفتهم عليه
و لا احكى ليه عن بورسعيد و شقاوة بورسعيد
مش عاوز اعمل متواضع واحط ايدى تحت دقنى واتقمص دور بطل من ابطال عاطف الطيب واقول انا غلبان والله
بس فعلا انا فى حالى وماليش فى التظبيط والحوارات...بس اللى واثق فيه تماما انى
مش قفل ومش خرونج