احيانا اشعر انى من هؤلاء الذين اختصهم القدر بمعايشة لحظات من تلك الفاصلة فى حياة البشر , وكأن سينما الحياة تأبى الا ان تجعلنى ارى لقطات الماستر سين فى شريط حياة مجموعة متنوعة من ابطالها , مشاهد تولد فيها اشياء وترحل اشياء , ثمة مؤامرة بين سينما الحياة ووسائل المواصلات أجد نفسى بسببها فى مكان ما ولحظة ما اشاهد حدث قد لا يستغرق ثانية ولكنه ينهى سنوات قبله او يكون بداية لمشهد جديد من مشاهدها , اكم من مرات يقف فيها لقطار لحظات او يهدئ سائق السيارة من سرعته ليهدينى زوم كاميرا الحياة مشهدا او لقطة مسروقة من احد ايام البشر , مرة ارى اثناء وقوف تاكسى استقله فى احد الأشارات لثوانى كانت كفيلة تلك الثوانى لأرى فتاة تخلع دبلتها وتعطيها لشاب يواجهها وتنطلق وينطلق وانطلق فى مشهد كلاسيكى , مرة اخرى اثناء بطولة افريقيا بينما استقل اتوبيس بورسعيد القادم من رمسيس واثناء مروره فوق احد الكبارى بالعباسية امام احد شبابيك المنازل لثانية واحدة رأيت فيها من الشباك هدف مصر ثم اكمل الأتوبيس رحلته فى هدوء , لحظات اخرى عاصرتها من تلك التى يميل القدر على اذنى ليخبرنى ان ثمة شئ بين هذا وتلك , اكم من مرات رأيت فيها شاب وفتاة يلتقون لأول مرة وكأن الحب اراد ان يشاركنى ولادة قصة جديدة من قصصه لأسمع بعد فترة خبر زواج وخطوبة وما شابه , منذ ايام واثناء ركوبى اتوبيس القاهرة من بورسعيد , جلست جانبى فتاة فى عقدها الثانى يقف بجانبها والدها حاملا زجاجات المياه والعصائر والمجلات وقلق كبير فى عينيه , يشرح لها للمرة الخامسة كيف تنزل فى محطة الماظة وتركب تاكسى الى ميدان الحجاز , وهى تطمئنه مرة بابتسامة واخرى بضغطة على يديه , قبل تحرك الأتوبيس قبلها الرجل وذهب , عندما تحرك الأتوبيس واثناء دورانه من احد الشوارع رأيت بطرف عينى الرجل مسجى على الأرض فى اغماءة بينما عدد من المارة ملتفين حوله