Monday, May 15, 2006

أحزان ليلية

وحيدا فى طرقات ليلية , لا يشاركنى فيها الا ضلى , وقمر ضاحك , أعود لمنزلى مستسلما لجنون الطقس الربيعى , تارة يداعبنى برياحه الساخنة , وتارة يجعلنى أنكمش من صفعات الهواء البارد , أهرب بعينى للقمر المكتمل مثل الرغيف , القريب جدا من مياه القناة الهادئة , لم أكن رومانسيا يوما , لم أكن خيالى , لكنى دائما أرى فى ملامحه المكتملة رسالة ما , من بعيد تصلنى تلك الحشرجة المعدنية المألوفة , فأعرف أن أحد المساجد القريبة يستعد لأطلاق أذان الفجر , ما زالت الشوارع خاوية رغم انطلاق صوت الأذان ممتزجا بصوت خطواتى العبثية , صانعا معنى ما للشجن , أقترب من ناصية الشارع الأخير , يلفت نظرى خروج رجل عجوز , ضخم ,من أحد البيوت القديمة , يستند على يدى فتاة نحيفة , ضعيفة , رقيقة و حزينة جدا , ترتدى الأسود , من النظرة الأولى عرفت أن حزنا ما يسيطر على هذه الأسرة , أقترب أكثر , , الرجل يهمهم بأدعية ما , والفتاة تكتم أهات المعاناة , أقترب أكثر وأكثر , أصبح فى مواجهتهما , أكتشف أن قدم الرجل اليمنى مقطوعة , ربما حديثا جدا, الرجل ضخم والفتاة ضعيفة , والمسجد بعيد , أترك ابتسامة باهتة تتسرب على ملامحى المرهقة وأنا أعرض على الرجل مرافقته للمسجد , معللا ذلك بذهابى للمسجد انا الأخر , يقف الرجل ,ينظرلى نظرة زائغة , ترتعش شفتاه فى عصبية , يشكرنى بصوت مرتجف يعلو تدريجيا ليقول ما معناه انه ما زال يستطيع مساعدتى ومساعدة عشرة من امثالى , ينفعل أكثر , ينهرنى , يطردنى , أبتعد بسرعة , بينما الفتاة تحاول تهدئته و هى تشيعنى بنظرة أخيرة ,معبرة , تحمل بمعانى متباينة ما بين الأعتذار , والرجاء , والخوف , ....و الحزن

6 comments:

Alexandra said...

الجرح حديث جدا والرجل مصدوم لا يزال بوضوح. عرض المساعدة مأزق وعدم عرضها مأزق

Unknown said...

قبل وفاة جدي قعد حوالي ثلاث سنين كفيف
وكان بيرفض ددايما توصيله للجامع او مساعدته الا لو جدتي بس اللي بتساعده
ليه بنرفض احساس الشفقة
ياترى عشان هو مش حلو
ولا عشان بنفضل عليه الحب المجرد
وليه بنحب نكون اقوياء قدام اللي بنحبهم
ومنحبش نكون ضعاف
ياترى عشان بنخاف نصغر بعيونهم ويبطلوا يحبونا وبس يشفقوا علينا
مش عارفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Unknown said...

موضوع
تشبيه القمر بالرغيف
مشكوك في صدقه الفني يا إما تحدد على ألا يكون رغيفاً من انتاج مخابز وزارة التموين المصرية سابقاً فيكون رغيفاً صعيدياً من بتوعنا

hesterua said...

الكسندرا
فعلا ده كان شعورى وقتها , بس مقدرتش اوصف شعورى بعد الومقف ده ., كان مزيج من حاجات كتير
تامر
واحشنى جدا يا ابنى والله , عامل ايه فى الغربة ,سلامك وصل لبورسعيد والبحر وللناس بتوعنا كلهم , ترجع بالسلامة انشاء الله, و سلامى للفنان بتاعنا
جيرو
اكيد كل واحد ليه سبب يا جيرو
فى حد بيخاف , وحد بتصعب عليه نفسه , وحد بيفكر كتير , وواحد بيحب يكون قوى زى ما انتى قلتى
أبو امل
بتاو قصدك
منورنى يا جميل

أبوشنب said...

تحسبهم أقوياء أيضاً من التعفف

hesterua said...

ابو شنب
الله عليك ومنورنى دايما