Tuesday, August 15, 2006

يا حلو صبح

السابعة و النصف صباحا , أمارس هوايتى القديمة فى قفزالسلالم , بينما يصلنى صوت الشيخ محمد رفعت قادما من راديوهات قريبة ممتزجا برنين منبه ما من احدى الشقق القريبة , اخرج من باب العمارة , تستقبلنى نسمات صباح بورفؤادى طازج , لم تلوثه بعد ادخنة العوادم وسحب مصانع الأسمنت التى يتأمرون لأقامتها وحرماننا من تلك النسمات للأبد .....الشارع ما زال خاليا , الى من بواب احدى العمارات يمارس عمله اليومى فى غسيل السيارات .
تبدأ الوجوه المعتادة فى الظهور, وشوش أراها يوميا فى رحلتى للعمل , اراهم وقد بدأوا فى الظهور فى تتابع , يأتون من الشوارع القريبة , و النواحى المختلفة لبورفؤاد , لتجمعنا فى النهاية معدية واحدة , تعبر بنا الى بورسعيد حيث أعمالنا .
دقائق بسيطة هى التى نتشارك فيها معدية واحدة , تلك الدقائق البسيطة خلقت بينا علاقة ما , تقابل الوشوش يوميا فى نفس الميعاد أنشأ بيننا الفة غريبة , و الأغرب ...أننا لا نتبادل التحية أو السلام , لكن لو حدث وتقابلنا فى مكان اخر , ووقت اخر ..نتبادل فورا الأبتسامات والتحية ولو بهز الرأس من بعيد , دائما ذلك الشيخ المتدين , يقف ساكنا ووجه لمياه القناه بينما يقرأ فى المصحف الشريف , وذلك الشاب المتأنق الذى لا يكف عن العبث فى تيلفونه المحمول , دائما هم ...زملاء الصبا والدراسة فى مدارس بورفؤاد وجامعتها , اقابلهم تحت شمس الصباح الذهبية , لأكتشف صلعة تلمع فى الشمس أو عدة شعيرات بيضاء تقول فى شماته ان 25 عاما فى الدنيا ليست بالوقت الهين كما تظنون .
و هى ....دائما هى من تشاركنى الرحلة الى نهايتها , عملها يقع على بعد 10 امتار من مكان عملى , تعمل فى محل هدايا واكسسوار وكل ما هو ب 2.5 , أراها وقد وقفت على سور المعدية , تنظر ناحية البحر فى شرود , تتابع طيور النورس و هى تغطس فى مياه القناه , باحثة عن اسماك كانت كثيرة يوما , أراها من ذلك النوع من الفتيات واللاتى كأنما خلقوا للحزن , ورغم ذلك لا تسمح له بالسيطرة عليها , كلما أراها اتذكر تعبير الزهرة البرية , بسيطة وعنيدة , رقيقة ومثابرة , جمالها لا يندرج تحت بند الملابس و الشعر والعيون , و لكنه فعلا جمال يندرج تحت بند جمال الروح , والكاريزما الجميلة .
ينتشلنى من افكارى وصول المعدية لبورسعيد , تنطلق الأقدام والسيارات والدراجات منتشرة فى المدينة الصغيرة , بينما اتوازى انا وهى فى طريق واحد يخترق ميدان المنشية مرورا بالثلاثينى , اتابعها بعينى , تمر على احد الأكشاك , لتشترى كعادتها اليومية 4 بسكوتات فيرى , تكمل طريقها , ألى ان تصل لتلك المتسولة العجوز على ناصية الميدان , تميل عليها , تعطيها قطعة بسكوت مع ابتسامة رائعة ,
تكمل طريقها , وعندما تصل للمحل أكون قد وصلت لمكان عملى , أتابعها و هى تفتح المحل , تبدأ فى اخراج البضاعة ووضعها فى اماكنها المخصصة , بينما تتحاشى نظرات بعض المارين وكثير من اصحاب المحلات المجاورة , ومع حلول التاسعة يصل مسعود , ومسعود هو اخر المنضمين لقائمة المجاذيب فى بورسعيد , يقولون انه ظهر فجأة فى المدينة امام محطة القطار , جاء فى قطار ما , وتركه القطار ومضى , يخاف منه الجميع بسبب مظهره وتصرفاته , الا انه يكون فى قمة وداعته امامها , يمرعليها يوميا فى نفس الموعد , تعطيه هو الأخر قطعة بسكوت , وكوب بلاستيك من الشاى الذى تصنعه فى المحل , يأخذ الشاى والبسكوت وينتقل للجانب الأخر من الطريق يأكل فى صمت بينما تتابعه بابتسامة هادئة , تظبطنى متلبسا بالنظر لها , تلاحظ نظرات الدهشة فى عينى , تختفى الأبتسامة من على وجهها وهى تقول ((طيب قوى والله )) ثم تختفى داخل المحل

Wednesday, August 02, 2006

صفارة انذار

كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساء , عندما دخلت المنزل عائدا من العمل , تبادلت التحية مع امى , وبينما همت هى بتحضير الطعام ذهبت لأرتداء ملابسى , وشعرت برغبة فى الوقوف فى الشباك , الشارع كما هو , نفس النكهة الصيفية المعتادة والممتزجة بنسيم العصر ..أطفال يرتدون بدلة الكاراتيه فى طريقهم للنادى ..واخرون يحملون اجذاء من المصحف الشريف فى طريقهم للمسجد حيث دروس التحفيظ...بينما الجانب الأكبر من اطفال الشارع بدأوا فى التجمع لممارسة نشاطهم اليومى فى لعب الكرة فى الشارع..اتابع الجيران فى جلساتهم الصيفية داخل البلكونات , والتى ما تبدأ غالبا بعد العصر , دائما الحاج احمد فى بلكونته الأرضية , واضعا كوب الشاى على السور , وصوت ام كلثوم يأتيه من الراديو القريب بينما يتلذذ بالسيجارة الوحيدة المسموح له بتدخينها يوميا , وبينما ينشغل عم حسن برى الزرع فى البلكونه تمارس زوجته هوايتها اليومية فى الحديث مع جارتها فى البلكونه المجاورة....اتذكر مقولة كثيرا ما يرددها احد اصدقائى....لا جديد تحت الشمس
ينتشلنى نداء امى من بعض الأفكار الوجودية...أبدأ فى تناول طعامى بينما تجلس هى امامى نفس الجلسة اليومية , اصابعها تداعب يطريقة لا ارادية قطعة خبز على المنضدة , بينما تخبرنى كعادتها اخبار فاتتنى فترة وجودى فى العمل....(( خطوبة هبة بنت ام هبة بوم الجمعة الجاية , الست كلمتنى ومأكدة عليا...احمد لازم ييجى )) ...وكالعادة تخبرنى بحدوث عطل ما فى التلاجة يستلزم قيامى بما يلزم ...أسألها عن لبنان وهل هناك جديد...فتخبرنى ان سوريا حشدت قواتها على الحدود ثم تردف ...ربنا معاهم يا رب.


وفجأة انطلق صوت صفير عالى جدا , وقريب جدا , بل ومقبض جدا جدا , يختلف حتى عن صوت السفن الذى اعتدناه نت السفن المارة فى القناة , نسرع للبلكونة لأكتشاف سر ذلك الصوت , لنكتشف ان كل الجيران وسكان الشارع يشاركوننا نفس الفعل...تتضح الرؤية اكثر , هناك سيارة من المحافظة , واخرى من الدفاع المدنى ...قاموا بتثبيت صفارة انذار فوق سطح المدرسة المجاورة , بل وقاموا بعمل انذار تجريبى
لا أستطيع وصف حالة الناس فى ذلك الموقف , الرعب كسى الشارع و الأنقباض غطى البيوت ....الناس فى بورسعيد تختلف عن أى مكان اخر ...لقد ذاقوا طعم الحرب عدة مرات , عرفوا معنى الدمار , وجربوا طعم اقسى شئ فى الحرب...التهجير...ما زالت ذكريات التهجير ومرارته ماثلة امامهم
وبدأت حبال الحديث تتصل عن الحرب...رغم ضعف الأحتمال...بدأ الرجال والنساء فى استعادة ذكريات التهجير المريرة....تحكى امى حكايات اعرفها جيدا , سمعتها مرارا منها ومن جدى وجدتى , معنى التهجير وليس الهجرة , تفرق الأهل والأصدقاء , وقف الحال , رحلة عذاب من بورسعيد فدمياط ثم القاهرة وانتهاء بالدقهلية , تحكى عن الغربة و الألم , عن الشوق لبورسعيد والحنين لرائحة البحر
ومع غروب الشمس , كان موضوع الصفارة هو حديث المنطقة , الخوف مسيطر وشبح ذكريات الهجرة قائم , قال خالد ....فى أول الهجرة , كان الناس يسافرون لمعارفهم فى المدن المجاورة ...بجمعون اشيائهم ويصفون اعمالهم , ومع مرور أول شهر أصبحت الهجرة تتم بشكل اجبارى , اصبحنا تحت رحمة قوات الدفاع المدنى عديمة الخبرة و بقايا الجيش المنكسر ...يبتلع ريقه ثم يكمل قائلا ...تخيل ..( تجمعنا كلنا عند المحافظة , قالوا محدش يجيب شنط معاه , ركبونا عربيات نقل من بتاعت الجيش , محدش عارف رايحين فين ولا حتى العساكر , كنا فاكرين العربيات رايحة مكان واحد , عشان كده اتفرقت الأسر بين العربيات , وتعدى ساعات وتلاقى بيقولك انزل هنا فى المدرسة دى وتلاقى نفسك فى المنوفية واخوك فى عربية تانية كملت للمنيا , ومحدش بيجاوب) .....أصعد للمنزل من جديد , تنتابنى رغبات متعددة واحاسيس مختلفة , أشاهد التيلفزيون و لا أستقر على قناز واحدة , أشعر بحاجتى الملحة للنوم , اذهب لأغلق الشباك استعدادا للنوم , وبينما احكم اغلاق الشيش تصطدم عيناى بمشهد جديد فوق سطح المدرسة المجاورة .....صفارة انذار

Friday, July 14, 2006

فى القاهرة

و كمان فى القاهرة , يوم 21 يوليو الجاى هيغنى فى الساقية صوت من اجمل الأصوات اللى سمعتها وأثرت فيا , وهو صاحبى وصديقى وبلدياتى (على الألفى)..على الألفى بيغنى فى فرقة اسمها ستيب باى ستيب هتعمل حفلة فى الساقية يوم 21 يوليو , وهوكمان دلوقتى مستنى نتيجة الكلية عشان نقوله يا بشمهندس انشاء الله
ودى غنوة ثلات سلامات صوت وصورة
و دى غنوة خاصة بعلى اسمها وحشانى كتير

Tuesday, July 11, 2006

فى بورسعيد


" مهرجان بورسعيد الأول للتصوير الفوتوغرافى "
فى الفترة من 21/7/2006 حتى 5/8/2006 وذلك بقاعة المعارض بقر ثقافة بورسعيد وبالتعاون مع موقع بورسعيد أون لاين ، ويشارك فى المهرجان أكثر من 70 فنانا فوتوغرافيا مصريا يمثلون كل من : نادى الكاميرا أتيليه الأسكندرية ، صالون مصر للتصوير الضوئى ، نادى الصيد المصرى ، مجموعة Egypt photographers ، موقع بورسعيد أون لاين.والمهرجان هو الأول من نوعه فى مصر الذى يجمع هذا الكم من المصورين المصريين ، ويتضمن يوم الافتتاح جولات للمصورين فى بورسعيد لتصوير معالمها ، وجولة بحرية ، ليكون
المهرجان بمثلبة احتفالية فوتوغرافية وملتقى فنى تحت سماء بورسعيد يجمع المصورين من مختلف المحافظات .

Monday, June 26, 2006

ثلاثية الحلم والحزن

اهداء الى من اعطتنى معنى الحلم
المقطع الأول


لو هتحسى فى لحظة بوحشة
أوعى تقوللى..... فى يوم انا وحدى
لأ....مش وحدك
ياللى فى قلبك مالكيش زى
و أوعى تقولى انه مجاش
لأ......منساش
هيفضل فاكر
علشان بكره بتاعك جاى

لأ مش وحدك
والبنوتة الساكنة عيونك
لسه بتحلم
والفنان الساكن روحك
لسه بيرسم
لأ مش وحدك

و فرضا يعنى
مرة مشيتى فى سكة لوحدك
ولو لساعااااااات
صوتك فين......؟
دا الأحساس أندر م الماس
بيجمع ناس
ويعزف لمة
ويملى السكة الفاضية حااااااااجات
لأ.........مش وحدك
المقطع الثانى
مش لوحدك
انتى ليه
قلتهالك مرة وكان لسه مجاش
قلتهالك انتى حلم متنساش
و هتلاقيه
حلم طاير فوق يرفرف
شوق فى عينه كأنه يعرف
انه اللحظة دى هيخطف
احلى وردة تحس بيه

مش لوحدك
لسه فاكرة ؟
قلتهالك مرة من شهور
قلتهالك
شفت جوه عنيكى نور
جوه قلبك خير بحور
حلم عمره ما حاشه سور
شفت بكره
شفت غنوة تايهة منا من سنين
شفتها رجعت معاكى من يومين
عشتها
وعشنا حلمك
وانتى ليه
وانتى فيه
مش لوحدك
المقطع الثالث
شدى حيلك
واللى سافر راح يجيلك
ماشى يضحك
احلى ضحكة من عنيه
راح تقولك
انتى همسة فجر صاحى
شمس ساكنه نور براحى
انتى احلى وردة
خضرت بستان جراحى

احمد

Friday, June 02, 2006

مش دلوقت

بحبك
بس مش دلوقت
وبحلم
امتى يجى الوقت
وأقولهالك بعلو الصوت
بحبك موت
وليكى اشتقت
احمد

Sunday, May 21, 2006

مراكب الغروب

قال العجوز عندما لاحظ تأملى للشمس وهى فى رحلتها الأبدية نحو الغرب والأختفاء تدريجيا فى قلب البحر ,((, قبل ما تقف على الشط , , وتمد نظرك لبلاد الخواجات , لازم قبلا تمد نظرك لأهلك وأصلك )) , كان يكررها كل فى مرة أتى لزيارته , دائما كما هو , فى نفس المكان البعيد عن المدينة , ونفس الجلسة العتيقة , ((نهاية بورسعيد يا ياكلها البحر , يا تاكلها النار )) كان يرددها كلما سأل عن تفضيله الحياة فى (الجرابعة), كان قد ورث ذلك الخوف التقليدى من أهل المدينة القدامى , عندما كان البحر , جارهم القديم , , ومصدر رزقهم , يثور عليهم , فيهجم على المدينة ويغرقها , ويدمر البيوت الخشبية القديمة , التى وان نجت من ثورته , فان طبيعتها الخشبية تأبى الا ان يدمرها حريق من ان لأخر , لم اصدق او اتخيل موضوع الغرق , الا عندما ثار البحر منذ عدة سنوات , و اقتحم المدينة مغرقا الشوارع ويصل لعمق كيلو متر فى وسط المدينة . تعودت ان اذهب للعجوز مع جدى , أعرف انه قريب لنا بشكل ما , اراه كما تركته فى نفس الجلسة الأبدية امام البحر , او بجانب البحيرة , , يتركنى العب بجواره , اكنشف هذا العالم المثير , , وبين كل فترة واخرى يهتف باسمى , يسألنى عن اللغة الأنجليزية , , يبدأ فى كتابة حروفها على الرمال , و هو يحكى كيف كان يذهب ل (الأسكولة) التى انشاها الأنجليز لأبنائهم , ليتعلموا فيها مع المصريين نفس المناهج التى يتعلمها اقرانهم قى انجلترا , يتركنى انطلق لشاطىء البحيرة , , أصنع مراكب ورقية , واتركها للأمواج تعبث بها , تأخذها للمجهول , , اتابعها بعينى , , و , اتسائل هل من الممكن اناقابلها من جديد , , أعود للعجوز , أجده يصنع لى الطائرات الورقية , و السنانير البدائية , , يعلمنى كيف أطعم السنارة , متى اخطفها فى الوقت المناسب , تعلمت ان اتوقع نوع السمكة قبل ان تظهر فوق سطح الماء , سمكة السيجان عنيدة , , تحاول الهروب فى كافة الأتجاهات مخلفة دوامات مائية دائرية , الشبارة(البلطى) سمكة مسالمة وخنوعة تلتقط الطعم فى سكون , تحاول الغوص داخل جحورها ثم ما تلبث ان تستسلم للأمر الواقع , , يحكى لى عن الهدايا التى كان البحر يبعث بها فى ليالى القمر , عندما كان الماء ينحسر عن اغلب الشاطىء , فتظهر على رمال الشاطىء تستطع فى ضوء القمر , ,, ما زلت أذكر طقوس الصيد و المسماة ب (العس)حيث تنطلق عدة مراكب صغيرةفى ظلام البحيرة, وعلى مقدمة كل فلوكة شعلة صغيرة , وتتقدم المراكب بهدوء نحو أماكن نصب الغزل والتحاويط فى المراحات, وتبدأ فى المرور على كل موقع لجمع الأسماك منه ,أو من الجوابى المتناثرة , , لا أزال اذكره وهو يتحدث عنى الى جدى , ما زالت نبرات صوته المميزة تصيبنى بالشجن عندما اتذكره و هو يقول لجدى ((الواد مندوه يا حاج, , باين فى عنيه مندوه من البحر )) كان يثق فى البحر وقدراته , , , , تعودت ان اذهب معه لذلك الشاطىء الغربى البعيد , حيث الضريح المقام لأحد اولياء الله الصالحين و الذى يدعى (المغربى), أتذكر عندما مرض احد احفاده , أصر لأخذه بعد الفجر للشاطىء , , , ما ذلت أذكر ذلك اليوم , ما زلت أسمع صوت تهشم القواقع البحرية تحت اقدامى ممتزج مع رائحة البحر اليودية وقت الفجر تصلنى وانا أتابع بعينى أثار الكابوريا الوليدة على الرمال صانعة فى رحلتها الفطرية نحو البحر خيوط رملية تورثنى شجنا ما , ذاد منه صوت السيارات القادم من الطريق القريب , أتذكره و هو يجلس على ركبيته , يهمهم بأدعية ما , يضع الصغير على يديه المعروقتان , يجعل موج الفجر يداعب جسد الصغير , بينما عيناه تتابعان أسراب السمان القادمة من الشمال , , يعود بنظره للصغير , يضمه فى بطانية اعددها مقدما , يعطيه لأمه , يعدها بأنه مع شروق يوم جديد سيكون بخير , يعشق البحر , , عمله فى البحر , حتى الذنوب التى اقترفها فى حياته يعتقد أن سببها البحر , يحكى عن رحلاته فى العالم أثناء عمله فى البحر ,, يحكى كيف أدمن الخمر ليقام برودة الجو , يحكى عن توبته , والتى جائت عن طريق البحر أيضا , حيث موانىء الحجاز, حيث أول مرة يحج ويعتمر, أول مرة يزور قبر الرسول عليه الصلاة والسلام , ما زالت نبرات صوته المختلطة بصوت امواج البحر و هى تضرب الشاطىء تملىء كيانى, وعندما يرهقه الحديث , فيمصمص شفتاه قائلا .....البحر دنيا كبيرة

Monday, May 15, 2006

أحزان ليلية

وحيدا فى طرقات ليلية , لا يشاركنى فيها الا ضلى , وقمر ضاحك , أعود لمنزلى مستسلما لجنون الطقس الربيعى , تارة يداعبنى برياحه الساخنة , وتارة يجعلنى أنكمش من صفعات الهواء البارد , أهرب بعينى للقمر المكتمل مثل الرغيف , القريب جدا من مياه القناة الهادئة , لم أكن رومانسيا يوما , لم أكن خيالى , لكنى دائما أرى فى ملامحه المكتملة رسالة ما , من بعيد تصلنى تلك الحشرجة المعدنية المألوفة , فأعرف أن أحد المساجد القريبة يستعد لأطلاق أذان الفجر , ما زالت الشوارع خاوية رغم انطلاق صوت الأذان ممتزجا بصوت خطواتى العبثية , صانعا معنى ما للشجن , أقترب من ناصية الشارع الأخير , يلفت نظرى خروج رجل عجوز , ضخم ,من أحد البيوت القديمة , يستند على يدى فتاة نحيفة , ضعيفة , رقيقة و حزينة جدا , ترتدى الأسود , من النظرة الأولى عرفت أن حزنا ما يسيطر على هذه الأسرة , أقترب أكثر , , الرجل يهمهم بأدعية ما , والفتاة تكتم أهات المعاناة , أقترب أكثر وأكثر , أصبح فى مواجهتهما , أكتشف أن قدم الرجل اليمنى مقطوعة , ربما حديثا جدا, الرجل ضخم والفتاة ضعيفة , والمسجد بعيد , أترك ابتسامة باهتة تتسرب على ملامحى المرهقة وأنا أعرض على الرجل مرافقته للمسجد , معللا ذلك بذهابى للمسجد انا الأخر , يقف الرجل ,ينظرلى نظرة زائغة , ترتعش شفتاه فى عصبية , يشكرنى بصوت مرتجف يعلو تدريجيا ليقول ما معناه انه ما زال يستطيع مساعدتى ومساعدة عشرة من امثالى , ينفعل أكثر , ينهرنى , يطردنى , أبتعد بسرعة , بينما الفتاة تحاول تهدئته و هى تشيعنى بنظرة أخيرة ,معبرة , تحمل بمعانى متباينة ما بين الأعتذار , والرجاء , والخوف , ....و الحزن

Sunday, May 07, 2006

انت فاهمنى كويس

فى يوم من الأيام
راح اكتب قصيدة
وان مكتبتهاش انا حر
الطير ماهوش ملزوم بالزقزقة
صلاح جاهين

Tuesday, April 25, 2006

ماشى يا عم جاسر

بناء على طلب المدون الجميل جاسر شمس

افتح أقرب كتاب اليك على الصفحة 18 سطر 4
للأسف مفيش كتاب عشان انا فى سيبر
مد ذراعك اليسرى قدر ما تسطيع
ماشى
ما أخر ما شاهدته على التلفزيون
برنامج العاشرة مساء عن اللى حصل فى دهب
بدون أن تسترق النظر تكهن كم الساعة
الساعة 2 بالليل
و الأن كام الساعة فعلا
الا ربع
بأستثناء صوت الكمبيوتر أى صوت تسمع
كالعادة فى السيبر
واحد على يمينى بيظبط واحدة من القاهرة ومفهمها انه من الهرم
وواحد على شمالى بيحاول يقنع واحد فى البالتوك بوجهة نظر ما دينية
متى خرجت من المنزل للمرة الأخيرة وماذا كنت تفعل
من شوية
قلت اطل على الأميل والمدونة واتمتع بأخر شوية شتا فى بورفؤاد
أى موقع كنت تتصفح قبل مباشرتك لهذه الأسئلة
موقع بورسعيد أون لاين
ماذا ترتدى الأن
جينز وسويت شيرت اسود...بس شيك جدا
هل حلمت ليلة أمس
مش حلم بس صورة حد معين بتزورنى كتير اليومين دول
متى أخر مرة ضحكت
من شوية اول ما قريت اسمى عند جاسر شمس
ماذا فوق جدران الغرفة حيث تجلس
ورقة بتقول ممنوع فتح مواقع مخلة بالأداب
هل رأيت شىء غريبا مؤخرا
بدأت أشوف ناس كويسين ومحترمين كتير جدا
ما رأيك فى هذا الأختبار
لزوم ما يلزم
ما اخر فيلم شاهدته
امى كانت بتتفرج على فيلم صغيرة على الحب , ولما سمعت صوت سعاد حسنى مقدرتش اقاوم
وقعدت اتفرج , وضحكت وهى بتقول للدمرداش عندك عقدة الطبيييييخ
اذا اصبحت فاحش الثراء فماذا تشترى
قرية سياحية فى مرسى علم (حلم قديم جدا), وبعد كده عندى حاجات كتير قوى نفسى اعملها
اخبرنى شيئا اجهله عنك
حاجات كتير يمكن انا لغاية دلوقتى معرفتهاش
اذا كان بامكانك تغير شىء واحد فى العالم بغض النظر عن المعاصى والسياسة فماذا تختار
مش عارف
جورج بوش
ترس فى عجلة
لو كان وليدك الأول فتاة فماذا تسميها
مريم , سلمى
لو كان وليدك الأول صبيا ماذا تسميه
يوسف , عمر
قد تفكر يوما فى العيش بالخارج
لغاية دلوقتى لسه
ماذا تتصور ان يقول لك الله عندما تقف بين يديه
مقدرش اجاوب لأن رحمة ربنا فوق تصورى
اربع اشخاص تمرر لهم الدور
جيرونيمو , دعاء كراون , ابو شنب , الغائب الحاضر عمر مصطفى
و الف شكر يا عم جاسر

Thursday, April 13, 2006

ملامح





أشعر بالحنين لشىء ما , لا أدرى ما هو , حتى الحنين نفسه لا أدرى أهو الحنين لشىء ما , أم خوف و انتظار من المستقبل والمجهول , بشكل ما أشعر بالحنين لشىء معين , وبشكل اخر اشعر انى سأعرفه عندما أقابله

أحاول أن أكتب , وعندما لا أستطيع أحاول الحفاظ على تفاصيل معينة , اتمنى وضعها فى برواز الذاكرة

عندما داعبت انفى رائحة الذرة المشوية , تذكرت الصيف , وتذكرت ذلك الصيف البعيد فى الأسكندرية عام 1989وتلك النسمات الليلية المحملة بالعرق والعطور , أكاد أرى نفسى جالسا فى الشرفة , أتابع تدريبات خالد ابن الجيران على الدرامز , حيث يتدرب مع فرقته فوق سطح منزلهم الصغير , اكاد اسمع من جديد أغنية ضمينى والتى غالبا ما كان يعقبها أغنية غربية عرفت فيما بعد أنها لكينى روجر

أشعر بالحنين لبحر الشتاء , ومفردات الوحدة والسكون , الا اننى ما البث احن لرائحة الشوارع والناس

اتذكر أبيات لصلاح جاهين لاعرف اين قرأتها...فى يوم من الأيام راح اكتب قصيدة....وان مكتبتهاش انا حر ...الطير ماهوش ملزوم بالزقزقة

الصورة من عدسة الفنان وليد منتصر

Monday, March 20, 2006

سفارى

المشهد الأول
الزمان: نوفمبر2001 الساعة الثانية عشر ليلا
المكان : ساحل البحر الأحمر بالغردقة امام فندق الشيراتون القديم , فى احد القوارب المطاطية ..ذوديك
القارب المطاطى يشق مياه البحر الأحمر وانا بداخله متجها من اليخت الذى اعمل به والقابع على مسافة عشرين مترا من الشيراتون القديم فى طريقى لأحد اليخوت القابعة فى الميرديان على بعد مائة متر
عند وصول القارب لليخت وعلى أثر صوت المحرك يظهر من اليخت احد الشباب مستفسرا
يقول :خير .....أقول خير ان شاء الله ....انا من يخت البرنس ماندو من طرف الريس حسن سفاجا , وكنا عايزين شيف من عندكو عشان عارفين انكو مريحين الأسبوع ده
الشاب متسائلا عن نوع الرحلة ...ديلى و لا سفارى .....قلت سفارى ان شاء الله
الشاب ..اتفضل ..الشيف فى البر بيجيب الزوادة وجاى على طول
ثم مد يده ليأخذ حبل القارب منى ليربطه فى مؤخرة اليخت
عند دخولى اليخت لم يلفت نظرى فيه شىء مختلف عن اغلب يخوت المنطقة ...نفس الديكور ونفس علب البيرة الفارغة المتناثرة هنا و هناك , بعض زجاجات الخمور ما ذالت موضوعة على الأركان , وكثير من المجلات الأجنبية ملقاة باهمال فوق الأرفف وعلى الأرضيات , ومن فوق السن ديك شابان يلعبان الطاولة ينظر لى احدهما بلا مبالاة
ثمة شاب يجلس على حافة اليخت مقطعا الكلمارى لأجذاء صغيرة استعدادا للصيد
جلست بجوار الشاب الذى بدأ فعلا فى الصيد
قلت ..كعادة اهل المنطقة من العاملين فى البحر..السلام عليكم يا ولد عمى
قال .. وعليكم السلام , ثم تأملنى للحظة ثم قال....شكلك مش من الغردقة ولا القصير لحقوا يبهتو عليك بلغوتهم
قلت ..عادى يعنى , انت لهجتك مش غريبة عليا...انت منين؟
قال..مش تسألنى الأول اسمك ايه
قلت .. معلش , انا احمد من بورسعيد
قال .. سيد من بورفؤاد
قلت بدهشة .. معقولة يعنى جيران ...بس اززاى مااقبلتكش فى بورفؤاد
قال ..عشان تقابلنى فى وسط البحر الاحمر الساعة 12 بالليل
قلت .. دا انت فيلسوف يا ريس سيد
قال .. اه الريس سيد ليسانس اداب علم نفس
قلت .. واكيد مستنى الحتة الخواجاية وتسافر زى كل الحلوين اللى هنا
قال .. عندك كام سنة
قلت.. 19
قال .. ومتجوزتش انت ليه الحتة وسافرت
قلت.. مش عارف , يمكن عشان الكلية , ويمكن عشان أهلى ويمكن عشان مش عايز
قال..اهو انا بقى مش عايز , رغم ان كل الظروف عايزة....ثم قال..مش عارف هتفهمنى و لا لأ....عندى امى وحبيبتى , وعندى ذكرياتى اللى ماليها حلم قديم حلمت فيه انى اعمل نفسى هنا , حلمت اشتغل فى السياحة ..و زى ما انت شايف و حلمت اشتغل فى التجارة ..مفيش شغلانة فى بورسعيد معرفتنيش , بحب الرسم وحلمت اكون رسام ...رسمت وعرضت فى بورسعيد ومصر والمحافظ جه والتيلفزيون صور ..وفى الأخر اللى جاى زى اللى راح
قلت وقد لاحظت وصول الشيف..عامة ربنا يوفقك ويا ريت اشوفك قريب
قال..سجل نمرتى ورنلى عشان معنديش رصيد , وانا م الأسبوع الجاى هشتغل سفارى جنوب واكيد هنتقابل
المشهد الثانى
الزمان : نوفمبر 2001الساعة التاسعة مساء
المكان : احد الجزر الصغيرة فى البحر الحمر تسمى وادى جمال , بالقرب من مدينة مرسى علم وبالقرب من الجزيرة يقف لنشان سياحيان
على شاطىء الجزيرة يلتف عدد من السائحين حول النار اثناء اقامة حفل شواء , وكل فرد يضع امامه زجاجة البيرة المدفون نصفها فى رمال الشاطىء الناعمة ,احد السائحين يغنى وهو يعزف على الجيتار اغنية هوتل كاليفورنيا
وعلى بعد عدة امتار يجلس شابان مصريان احدهما سيد والأخر العبد لله
قلت..كويس انى قابلتك عشان انا ماشى بعد اسبوع
السيد .. خير
قلت..امتحان التخلفات بعد اسبوعين
السيد .
.عامة انا راجع بورسعيد بعد شهرين واكيد اقابلك هناك , وهحاول اسلم عليك قبل ما تسافر
المشهد الثالث
الزمان : نوفمبر 2001 التاسعة مساء
المكان: الغردقة ..مقهى السكرية
اجلس وحيدا فى انتظار قدوم سيد ,متأملا صورة نجيب محفوظ الموضوعة اعلى واجهة المقهى , واسفل قدمى شنطة السفر , على الجانب الأخر من الطريق يقف احد الميكروباصات وينزل منه سيد ويتجه ناحية المقهى
يقول.. على فكرة احتمال لما ارجع بورسعيد مرجعش الغردقة تانى
قلت ..خير
قال.. قدامى كذا فكرة , لما اقعد معاك فى البلد هحكيلك...ثم قال
عارف..ممكن اكون فى فرنسا خلال شهر بس مش قادر اعملها ..رغم كل المشاكل الا ان فى حاجة بتشدنى لهنا , حتى الغردقة اللى مجيتهاش الا السنة اللى فاتت حبيتها وعشقت الشوارع والجبال وحفظت البحر شبر شبر
المشهد الرابع
الزمان : يناير 2002 الساعة التاسعة مساء
المكان : بورسعيد , مقهى امواج بشارع طرح البحر
السيد ..مش راجع تانى يا ابو حميد...تربست خلاص
قلت..طب ناوى على ايه
قال .. اول حاجة اخطب , البنت تعبت قوى معايا , والشغل يتدبر ..مش اول مرة يعنى
المشهد الخامس
الزمان :مارس 2002
المكان : بورسعيد
قلت :ايه يا سيد , فينك دلوقتى؟
سيد : أهو يا احمد , خطبت وشغال على فرش فى الحميدى
المشهد السادس
الزمان : مارس 2004
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك
سيد : اهو يا احمد , شغال على تاكسى بتاع واحد صاحبى
المشهد السابع
الزمان :يناير 2005
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك دلوقتى
سيد : فى مصر يا احمد , شغال فى اركيديا مول
المشهد الثامن
الزمان : ديسمبر 2005
المكان : بورسعيد
قلت : ازيك يا سيد , فينك دلوقتى
سيد : اهو يا احمد مريح شوية
المشهد التاسع
الزمان : فبراير 2006 ليلا
المكان :شاطىء بورفؤاد بداخل احد السيارات
رنين متواصل من تيليفونى المحمول , يأتينى صوت سيد
سيد : ازيك يا احمد , عايز اشوفك بكره عشان مسافر المانيا بعد يومين , قابلنى بكره الساعة 9فى قهوة عبد الواحد
قلت : تمام , بالتوفيق يا سيد
المشهد العاشر
المكان : بورسعيد , ميدان المنشية , قهوة عبد الواحد
الزمان : فبراير 2006 التاسعة مساء
سيد يجلس مع 12 شخص من اصدقائه
سيد : انا مسافر بكره الفجر مصر , هبات عند واحد صاحبى وتانى يوم هكون فى المانيا, احتمال كبير انى مجيش تانى يا ابوحميد ,رجعت الغردقة من شهر واتجوزت واحدة المانية ....ومش جاى تانى
قلت : وخطيبتك
سيد : راحت
قلت : وامك
سيد :ماتت
قلت : لا حول ولا قوة الا بالله...وانا معرفش
سيد : الدنيا تلاهى يا ابو حميد , وبعدين انت كنت فى الجيش.........ثم قال
شوف يا احمد , هو غالبا انا مش جاى تانى , عقلى بيقوللى كده , لكن قلبى بيقوللى انى اكيد راجع , انا لميت اصحابى كلهم , الناس دى خلاصة العشرة يا احمد , عشرة الشارع والمدرسة والكلية , كل واحد منهم حكاية ....عايز اتصور معاكو يا احمد , عند البحر ,عند ديليسيبس , عند المينا و فى التجارى وبورفؤاد , عايز اصور بيتنا القديم فى العرب وسور المدرسة الثانوى .....فاهمنى
اليوم التالى
اقف فى موقف بورسعيد الجديد المقام فى اطراف المدينة
اتبادل النظرات مع سيد قبل رحيله للقاهرة , التظرات الصامتة تحمل الكثير
سيد :انت بالذات مكتش صاحبى قوى , مش اللى عيشنا مع بعض , أو اتربينا مع بعض , بس بجد انت من اكتر الناس اللى فهمتنى وفهمتها
أنا :..................صمت
سيد :افتكرنى بالخير يا ابو حميد , وادعيلى , يمكن منتقابلش تانى , ويمكن نتقابل بعد يومين
وعندما استقل سيد السيارة , وعندما كانت السيارة البيجو تجتاز جمرك بورسعيد ,كان أذان الفجر قد بدأ فى الأنطلاق من مأذن المدينة , حاملا معه نسمات الفجر الباردة التى اجبرتنى على احكام ربط الكوفية الصوف وانا ارفع عنقى عاليا لتصطدم عيناى بأنوار المدينة البعيدة الممتزجة بأبواق السفن المارة بالقناة وهدير القطارات المارة من بعيد راسمة فى شجن مشهد النهاية
سيد صاحبى....واحد عادى
زيى و زيك
نفس الضحكة
ونفس الحلم
ونفس النظرة فى العينتين
بتشر شقاوة
خضرة وطيبة جوه القلب
ماشافتش عداوة
سيد صاحبى ....ليسانس اداب
وحلم بسيط
مالى عيون قروا الف كتاب
ومش غايب
ودايما دايب فى ملامحنا
بيعرفها ويعرفنا
ومهما الدنيا ما تعمل فينا
وبتفرق وبتباعد
بنتواعد
وشبابيكنا بتفضل مفتوحة
على بكره
لا تخاف من ريح ولا شتا بارد
ولما الدنيا كانت بتخبط
عمره ما يهبط
أو بيهاجر
وفيها يعافر
ودايما قادر يثبت ليها
انه الأبسط
وكان فنان
اجدع واحد يرسم
شط وبحر ومركب
ويصور ناس
وكان انسان
قلبه برىء مليان احساس
زى عنيه
واحلى هدايا فى عيد الحب
من صنع ايديه
سيد صاحبى قاللى مسافر
لم الناس وهات الشلة
انا مش راجع
قلت يا سيد انا مش سامع
قال مش راجع
اخر ليلة يا اعز الناس
وكانت ليلة بطعم الذكرى
وهو يصور شط البحر
وركن القهوة
وسور مدرسته وارض الساحة
وكل خطاوى مشيتها حبيبته
وقاللى يا واد لم الناس
وقولوا تشيز
دى اخر صورة بلون ايامنا
وقفوا الناس
وقالوا تشيز
وقلت فسيخ بطعم فراقنا
سيد صاحبى طار مش راجع
وحط هناك
و انا مستنى
فجرى الطالع
يمكن ييجى
و يمكن مرة السيد يرجع
ويمكن اطيره انا م الشباك
احمد

Monday, March 13, 2006

قمر وناس

قمر وناس
مدونة جديدة للشاعر الجميل خالد توفيق
خالد توفيق شاعر جميل و أنسان أجمل جمعتنا الظروف للعمل فى أحد المخازن الكائنة بأحد أقدم مناطق بورسعيد
عندما امتدت جسور الكلام بيننا اكتشفت اننى امام شاعر ومؤلف ومخرج مسرحى من الصف الأول

Sunday, March 12, 2006

قطرات خريفية

لا أدرى لماذا شعرت بذلك الأنقباض عندما وصلتنى نغمة الرسالة فى تيلفونى المحمول , لا أدرى كيف شعرت أنها منكى , رغم مرور أكثر من 3 سنوات على لقائنا الأخير , و رغم مرور الأعوام التى تخللتها اتصالاتك المتباعدة , الا اننى شعرت بطريقة ما أنه انتى
رسالة حزينة من رقم مجهول تدعيين أنه رقم أختك تهنيئينى فيها بأنهائى فترة الجيش , رسالة أكدت لى أننى ما ذلت اشعرك وأذكرك
و كأن صلاح جاهين يتكلم عنى عندما يقول....ليه يا حبيبتى ما بينا دايما سفر
أتذكر الأن رائحة ذلك الشتاء البعيد فى الأسكندرية , رائحة الشتاء تملأ كيانى وتجتاح روحى كلما أتذكر سيرنا لساعات بلا هدف أمام البحر , وكأننا نقتنص كل ثانية من الساعات القليلة السريعة التى نقضيها سويا كل عدة أسابيع

ما ذالت رائحة عطرك الممتزجة برائحة البن البرازيلى و رائحة الكتب القديمة التى ابتعناها سويا من شارع النبى دانيال تذكرنى بمشروعاتنا الكثيرة وأحلامنا المشتركة وقصائد بدر شاكر السياب التى تحبينها

أتذكرين ذلك الخريف البعيد...حينما شهدت شوارع القاهرة أخر لقاء بيننا , أتذكرين أخر تبادل للهمسات بيننا فوق كوبرى أكتوبر , و نحن نستمتع بالنيل الذى ما ذال يجرى خاطفا معه لحظاتنا الهاربة من بين أيادينا المتشابكة , أتذكرين سؤالك يومها
هل تعرف ماذا أتمنى الأن؟
قلت ..أعرف ..تتمنين أن تجود علينا السماء بحبات المطر الخريفى الذى نعشقه
أتذكرين كيف قبل أن أكمل ردى رأيت حبة المطر الرقيقة المتجمعة فى أناقة فوق زجاج عويناتك البسيطة ......أتذكرين شعورنا وقتها و نحن نهبط من أعلى الكوبرى تحت مظلة من قطرات المطر الخريفى الحنونة فى بداية رحلتنا المعهودة و الأخيرة مرورا بميدان التحرير حيث مترو الأنفاق سبيلنا لمحطة رمسيس حيث النهاية المتوقعة والمرسومة لطريقنا الملىء بالسفر والفراق
ما ذلت أشتاق لذلك الشعور حين كنتى تتقمصى شخصية الأم و أنتى تضعى يدك على شعرى لأعادة خصلة منه لمكانها , أو تهندمى من وضع ملابسى وأنت تتأكدين فى نفس الوقت من أرتدائى ملابس ثقيلة
بعد تلك الأعوام....ما ذلت أشتاق اليك

لما يرجع الخريف
والمطر بيكون خفيف
بفتكر أنا كل يوم
والعواطف والغيوم
وارجع أشتاق
للحنين
للطريق وللدروب
وريحة البالطو العتيق
والأيدين جوه الجيوب
مدفيين
وأفتكر عمر وسنين
فى الشتا بتاع زمان
لما كنا هناك زمان
متجمعين
وكنا نشتاق للحاجات
ولسهرنا بالساعات
ولبحرنا تحت المطر
أبو لون غريب
لون عيونك
لما كنا جنب بعض
لحزن صوتك
لما قلتى ليا وعد
متنسانيش

كنتى عارفة
ان اللى بنا ما أنتهاش
وميبتديش
بس ما رضيتى أقول بلاش
وقلتى عيش

وكنت عارف
ان بكره مش بتاعنا
ولو جمعنا هتبقى لحظة
وتبقى ذكرى
فى ذكرياتنا

كنا عارفين
أن لحظتنا محطة
وان السكة سكتين
أنا رايح
وانتى جاية
ومستحيل بين البنين

Thursday, March 09, 2006

كالعادة

كالعادة انتهت الرحلة , رغم طولها ومفرداتها المختلفة , واحاسيسها المتناقضة الا انها انتهت مثل كل شىء فى رحلتى, وجاء اليوم الذى لم يبقى لى منها الا الذكريات , عندما بدأت فى اعداد حقيبتى -للمرة الأخيرة-اكتشفت عمق هذا الشعور أدركت ذلك الحنين النامى لتلك الذكريات المبعثرة و الوجوه المتناثرة هنا وهناك , أدركت انى -ورغم انتظارى ذلك اليوم-انى افارق جذىء عزيز من ذكرياتى التى تكونت هنا يوما بعد يوم والتى ارتبطت بشكل ما بمفردات الحياة اليومية هنا , تجربة غريبة مرت فى حياتى ترتب عليها أشياء كثيرة , قد اكون أعدت أكتشاف نفسى بشكل ما , قد أكون قد اكتشفت أخرين أو أكتشفونى هم , رغم مرور عام كامل الا اننى لم أنسى ذلك الشعور بالضياع الذى اجتاحنى فى فجر أول يوم من تلك التجربة , عندما تزامن شروق الشمس مع مرور القطار الحربى فوق كوبرى امبابة بادئا رحلته للغرب حيث صحراء دهشور , انعكاس ضوء الشمس المولود فوق مياه النيل وامتزاجه ببقايا الضوء القادم من البنايات الكبيرة المحيطة بالنيل صنعا داخلى معنى ما للمدينة والمدنية والمستقبل والمجهول , اورثنى كل هذا شعورا بالضياع لازمنى طيلة ذلك اليوم الطويل وما لبث ان ذاد حينما رأيت من جديد تلك الشمس المسائية الغاربة والتى تنعكس أشعتها تلك المرة على رمال الصحراء الصفراء
الأن أنا فى أخر يوم من تلك التجربة , و لا أدرى لماذا اجتاحنى نفس الشعور من جديد
ودعت العام بالكامل , ودعت أصدقائى وفى عيوننا دموع الفراق , تبادلنا العناوين والتيلفونات و الأمنيات , ودعنا المكان الذى عشنا فيه يوما , ودعنا أياما تركنا فيها مشاكلنا التى تحتوينا فى زحمة المدينة لتحتوينا الصحراء بكل مفرداتها
ودعنا وجوه الفناها وكانت جذىء من حياتنا فترة ما , ودعت نور ذلك الشاب الأسوانى البسيط , والذى لم يحصل على قدر كافى من التعليم الا انه لا ينطق الا ليعلمنا شىء جديد أو حكمة ما أو موال من مواويله الجميلة , ودعت عبد العزيز عمدة القاهرة والذى لم يمل من دعوتى لزيارته فى منطقته التى يعشقها والتى تسمى حكر أبودومة لكى يرينى -على طريقة بلال فضل- مصر التى لم يعرفها أحد , ودعت الصحراء المجاورة والحقول القريبة وأصوات السيارات المارة على الطريق السريع المقابل , ودعت سهرات الصيف وتزويغات اسماعيلية والقاهرة ليلا
كالعادة انتهت مرحلة وبدأت مرحلة وها أنا أحجز مقعدى بجدارة فى الطابور

Monday, February 27, 2006

ابقى قابلنى

ما أن انتهى الأستاذ صابر من عمله فى تلك المصلحة الحكومية , وبمجرد خروجه
من بوابة المصلحة , قرر القيام بذلك المشوار المؤجل أكثر من ثلاثة شهور

سوف يذهب لتلك المكتبة فى وسط البلد ليشترى الرواية الأخيرة لكاتبه المفضل

منذ ثلاثة اشهر وهو يتوق لذلك اليوم , بمجرد معرفته بنزول الرواية اتجه فورا لشرائها , كان يظن أنها مثل سابقتها من روايات الكاتب فى السعر , الا انه اكتشف ان سعرها تضاعف خمسة مرات بسبب خلافات بين الكاتب والناشر جعلته يتجه لدار نشر جديدة

أجل أمر الرواية للشهر التالى , الا ان ظروف دخول المدارس وابنائه جعلته يؤجل موضوع الرواية للشهر التالى , فأبت ظروف رمضان و العيد الا ان يؤجل شرائها للشهر الثالث , لذلك اليوم بالتحديد

الأن استطاع تدبير الخمسين جنيه ثمن الرواية , ويستطيع الحصول على الرواية وقرائتها , اخرج الخمسون جنيه من جيبه ونظر لهم فخور بنفسه ثم قال
(فعلا زى ما نانسى عجرم قالت...مفيش حاجة تيجى كده)

عندما وصل للمكتبة وأثناء عبوره الشارع الفاصل عنها لفت نظره عدد من الشباب داخل احدى سيارات الأجرة , وكان واضح من احمرار عيونهم المصاحب للدخان الصادر من نوافذ السيارة حالة السكر و الونونة التى هم فيها , خصوصا مع ارتفاع عقيرتهم بغناء اغنية ابقى قابلنى نفس الأغنية السخيفة الصادرة من مسجل
السيارة المشبوهة
قال لنفسه ساخرا وهو يعبر الطريق
(ابقوا قابلونى لو نفعتوا)

كم كانت سعادته عندما وصل للمكتبة ووجد أخر نسخة من الرواية ما ذالت على الرف , اخذها وفى عقله يدور السؤال التقليدى , ماذا لو بعد كل هذا لم يجدها؟

خرج من المكتبة حاملا غنيمته , وهو يمنى نفسه بأمسية من تلك الأمسيات التى يعشقها منذ الأيام الخوالى , خصوصا أن اليوم هو الخميس , وزوجته و أبنائه يقضون أجازة نصف العام فى منزل جدتهم

القراءة عنده متعة لا تدانيها متعة , ما أجمل الجلوس تحت الأغطية خصوصا فى ذلك الجو البارد يقرأ الرواية ويستمع للموسيقى الكلاسيكية الصادرة من الراديو المشوش الموجود جانب سريره

حدث نفسه بأن علبة سجائر مستوردة من النوع الذى يفضله لن تضر , وعلى الفور اشترى علبة سجائره المفضلة , وأبى الا يفتحها الا مع اول سطور الرواية

ثم اتجه ناحية الموقف متلهفا للحصول على أى شىء يقله للمنزل

أثناء سيره , ناحية الموقف سمع من جديد صوت نفس السيارة الأجرة اياها
وبنفس الأغنية السخيفة , اقترب اكثر من الرصيف طلبا للأمان

وعندما أصبحت السيارة فى محازاته تماما
قام الشاب الجالس فى المقعد الأمامى بخطف الرواية من يده , ثم انطلقت السيارة مخلفة ورائها صوت الضحكات الماجنة ممتزجا بمقاطع من نفس الأغنية السخيفة يتردد فى اذنه
وقف مكانه...لم يصرخ...لم يستغيث...لم يحاول حتى الحصول على رقم السيارة

وبكل حنق الدنيا......وبرائتها....قال
(ابقى قابلنى لو فهمتها)
احمد

Sunday, February 19, 2006

الساعة ستة

الساعة ستة
والجو عيد
ولازمنى حاجة
أى حاجة
ومبقاش وحيد
وأنا ماشى عادى
والقلب فاضى
بنوتة قمر
والسن خطر
فتحت لى نفسى
لمشوار جديد
وفضلت أقول
شكلها بيقول
وعايزة تقول
وقلبى يقول
اجمد يا واد
خليك حديد
فى قلبى رهبة
وفى عنيها رغبة
واللحظة عمر
والشوق يذيد
ضحكت شوية
هدت شوية
ما البنت بنت
والتقل غية
خطوة ورا
وخطوة قدام
محتار انا
مين هيبدأ
ويرمى السلام
لما فجأة
بدأ الكلام
كانت مفجأة
لما قالت
والنبى يا عمو الساعة كام...؟
وأنا قلت ستة
عمو أحمد

Saturday, February 11, 2006

افرح

افرح
انسى....ولو شوية
امحى حروف الخوف
الحزن عمره
ما طرح
افرح
انسى الظروف
تلضم حروف
كلمة فرح

افرح
يا اللى الفرح ليك
بقى بتمن
والضحك سابك
وهاجر
من زمن
افرح

احمد

Tuesday, February 07, 2006

ضباب

كثيرا ما رأيت نفسى
فى نفس الحلم
أقف وحيد
مع اختلاف الأماكن
ومن حولى فراغ
وفى الأفق
ضباب بعيد
و اجواء خريفية
انتظر شىء ما
لعله قطار أو حلم
وتتجسد الأمانى
والأحاسيس الشتوية
و لا أمل الأنتظار
و لا يأتى
ولا أمشى
و لايبدأ الواقع
أو ينتهى الحلم
أو يأتى بجديد
وما ذلت انتظر
وما ذلت وحيد
فى الضباب

احمد

Thursday, February 02, 2006

بجملة

(( بكره تستانى الساعة 9 عند المدرسة اللى فى أول الشارع))
كان من الطبيعى ان اشعر بالقلق بعد تلك العبارة التى القاها لى والدى بصيغة اشبه بصيغة الأمر , الذى ذاد من قلقى هو رغبته فى عدم معرفة أمى و أخوتى بطبيعة هذا المشوار الذى اجهل عنه كل شىء انا الأخر
كان يتوقع فضولى الذى سيدفعنى للأستفسار عن طبيعة ذلك المشوار لذلك أعرض عن اسئلتى , وعليه فقد كنت فى الميعاد الذى حدده اقف على ناصية الشارع مثيرا دهشة بعض ابناء المنطقة تحت عنوان ( بيظبط على كبر) , لم يطل انتظارى حيث جاء أبى راسما علامات السعادة على وجهه كأنما يحاول أن يخفف عنى ذلك القلق الواضح على ملامحى
تأبط ذراعى ومشينا بمحازاة سور القناة و كأننا فى نزهة , ثم بدأ الكلام
قال.. انت عارف يا أحمد ان الأعمار بيد الله
قلت وقد بدأ القلق يستحوز على مساحة كبيرة فى قلبى..ونعم بالله
قال..انت عارف ان لينا ((تربة ))فى تربة جدك .........لم أرد
قال.. بس انا اشتريت ((تربة))خاصة لينا هنا فى مقابر بورفؤاد , محدش عارف بكره فيه ايه
قال.. عاوزك تيجى معايا عشان تعرف مكانها ورقمها وتعرف المسؤل عن التربة
قلت بعد فترة سكون..بعد الشر عليك يا حاج
قال وكأنه متوقعا الرد التقليدى ...((عشان تبقى عارف بس))قالها بصوت عالى ثم أردف
لو حصل أى حاجة لازم تبقى عارف تعمل ايه و تروح لمين ......قلت ماشى يا بابا
قال...هعرفك على أستاذ ......هو اللى بيكمل ورق التمليك , هو ساكن فى مساكن اللنش الجديدة هنروح نقابله فى محل أخوه , وذهبنا للرجل , وكانت أول مرة اذهب فيها لتلك المنطقة الجديدة من بورسعيد , الذى كنت اعرفه عنها انها منطقة مردومة من بحيرة المنزلة , تم بناء مساكن ايواء لسكان العشش القديمة , وعندما وصلنا لم يكن الرجل قد جاء فجلسنا فى محل اخيه حتى يحضر
بدأت اتأمل المنطقة , لم تكن بالسؤ الذى توقعته , باستثناء الأرض الغارقة تحت فيضان الصرف الصحى والتى وضع السكان قطع البلاط والحجارة صانعين طريقا ما للعبور , كما لفت نظرى كمية الشباب العاطل المتواجد فى شارعه فى هذا الوقت من اليوم , رأيتهم و ما ذالت اثار النوم واضحة على وجوههم وكانوا يرتدون الجلابيب المغربى رافعين ديل الجلباب فى محاولة لحمايته من أرض الشارع , ثمة سيدة ترضع ابنها فى مدخل احد البيوت , واخرى فى جلستها الأزلية لتنقية الأرز وثالثة قد تدلى اغلب جسدها خارج الشباك فى محاولة لنشر الغسيل
كانت تأتينى رائحة الطعمية من المحل القريب حاملة نشيد الصباح اليومى الذى هو مزيج من من الأغانى الصباحية المألوفة الصادرة من الراديوهات المشوشة و ممتزجة مع صوت اذاعة القرأن الكريم , و جرس الفسحة القادم من المدارس القريبة , لفت نظرى مواكب العشاق المكونة من طلاب ثانوى فى رحلتهم العتيقة مع التزويغ والجديدة مع الحب و السجائر , وطالبات ثانوى فى رحلتهن الجديدة مع الحب والمكياج , ثمة أب يحضر ابنه من الحضانة واضعا اياه على الدراجة , وثمة أم فى فصالها الدائم مع بائع الطماطم
انتشلنى وصول الرجل من غرقى فى تفاصيل المكان , وكان واضح من معالم وجهه قيامه باتمام مهمته على اتم وجه, وفعلا عرفنا مكان التربة و رقمها و رقم البلوك , بل لقد قام بالأتفاق على لوحة رخامية باسم العائلة
كانت حدة توترى قد خفت بالتدريج , محاولا اقناع نفسى بأنه ((عادى)) يعنى
قام الرجل بترك دراجته عند محل أخيه , ثم اخذنا كلنا سيارة اجرى متجهين للمقابر , جلس ابى بجانب السائق بينما جلست أنا و الرجل فى الخلف , بينما بدأ الرجل (ويا للطرافة) يعدد مزايا المقبرة وقربها من بوابة المقابر ومن السور
لم ينسى أبى عند دخولنا من بوابة المقابر ان يذكرنى بسنة النبى عليه الصلاة والسلام
قلت.. السلام عليكم امة الأسلام انتم السابقون ونحن اللاحقون
ما ادهشنى هو ان المقبرة فعلا كما قال الرجل قريبة جدا من البوابة
(( لا أستطيع وصف شعورى بأول مرة ارى فيها المكان الذى سأدفن فيه))
و عرفت سر رغبة ابى فى اخفاء الأمر ولو مؤقتا عن أمى
كم كانت دهشتى عندما وقعت عينى على المقبرة المجاورة لمقبرتنا ((باعتبار ما سيكون)) حيث وجدت الأسم الذى عليها هو اسم والد واحد من اعز واقرب اصدقائى وجيرانى , دهشت من الصدفة التى جمعتنا احياء فى شارع واحد وستجمعنا أموات فى مقبرة فى صف واحد ايضا
كم كانت دهشتى أيضا عند خروجى مع والدى من البوابة سائرين بجوار سور المقابر فاذا بنا نقابل واحد من اعز اصدقائى خارجا من بوابة مقابر المسيحيين مع والده , وبعد السلام وبعض عبارات من عينة خير وفى ايه , اكتشفت انه كان مع والده فى نفس المشوار الذى اخذنى له الوالد , بعد ان قمت باتمام التعارف بين ابى وبين صديقى ووالده قام والد صديقى بدعوتنا لسيارته كى يوصلنا للمنزل , فى السيارة تكلم والد صديقى بلهجته الموحية بخفة دمه واصله الريفى مواجها كلامه لوالدى قائلا.. عارف يا حاج انا عندى تربة ابويا واخواتى فى البلد وحاجة كده اخر عظمة , على ناصية وفى ريح الرياح جنب مرادة حكم انا احب اتابع اللى رايح واللى جاى
بعد ذلك عرفت ان المرادة هى تلك المنطقة الضحلة من الترعة والتى يتجمع حولها النساء اثناء غسيلهن لملابسهن وحللهن واطباقهن , قلت لنفسى لا ونس والله
عند وصولنا المنزل وبعد قيام ابى بالتصرف المصرى العتيد فى مثل هذه المواقف من عينة اتفضلوا معانا والغدا بيجهز والخير كتير وما شابه انصرف الصديق ووالده , وكانت الصحبة قد اذالت حدة القلق والأنقباض لدى
الا ان ابى ابى الا ان يذيد القلق الذى ما لبث ان خفت من جديد , حيث رفض صعود المنزل قائلا ..تعالى نتمشى شوية
ثم قال ...اهم حاجة بقى يا احمد...................الوصية
ثم أردف.. انا كتبت الوصية الأسبوع اللى فات , وسايبها عند عمك الكبير , واللواء على ..رفيق عمره فى الجيش
فى حالة الوفاة هو عارف هيعمل ايه وهيقولك تعمل ايه , بالنسبة لأجراءات الوفاة واعلان الوراثة الخاص بالشغل
اللواء على عارف هيعمل ايه , الموضوع مش هياخد الا مشوار واحد لمصر تروح لعمك على وهو هيخدك شئون الظباط فى كوبرى القبة , والمعاشات فى شارع الطيران , كنت فى تلك اللحظة اشعر بما يسمونه فى الروايات القديمة غصة فى الحلق , لم اجد ما اقوله الا ان اقول من جديد ..بعد الشر