وسط طوفان الضياع والأستهلاك , وفى ظل انعدام الهوية وفقدان الهدف , وسط زحام الموضة وصعود ثقافة الأدعاء وسعار المادة , وفى الوقت الذى أصبح فيه الأنتماء بدعة عند البعض وعنصرية عند البعض الأخر , جائت مبارة المصرى والزمالك اليوم والتى الغاها الحكم قبل نهايتها احتجاجا منه على احتجاج جمهور بورسعيد عليه لعدم احتسابه ضربة جزاء للمصرى , بمثابة سحابة شتوية غسلت روحى من لزوجة الصيف وسماجة أشياء كثيرة مررت بها الفترة الماضية , ولتثبت أن جمهور بورسعيد العظيم ما زال هو الأول فى الأنتماء , عكس ما حاول البعض اشاعته عن ذلك الجمهور .. فذلك الجمهور لا يستمد عشقه للمصرى من كرة القدم فقط , بل أن عشقه للمصرى نابع من عشقه لبورسعيد أولا وأخيرا .....ذلك الجمهور الذى لا يملئ عينه فرق ضخمة مثل الأهلى والزمالك وما زال يعشق ناديه رغم قلة انجازاته فى حالة غاية فى التفرد والخصوصية والجمال ....ففى الوقت الذى تجد فيه الأهلى يلعب مع فرق المنيا وسوهاج ودمياط والشرقية والمنصورة والأسكندرية على أرضها وتجد جماهير تلك المدن تشجع الأهلى ضد فريقها .....تجد بورسعيد تلك المدينة الصغيرة حجما والكبيرة قدرا والتى تعتبر أصغر مدينة من حيث المساحة وعدد السكان تجد مدرجاتها بالكامل تشجع ناديها اى كان منافشه , تجد المدينة رجالها وشبابها ونسائها على قلب رجل واحد
تلك المدينة التى استطاع جمهورها اليوم أن يقول (( لا )) لدرجة جعل الحكم يلغى المبارة فى سابقة نادرا ما تحدث فى المباريات المصرية , تلك المدينة التى ما ان هاجمها بعض الصحفيين قائلين ان بورسعيد لا يوجد بها جمهور فامتلأت شوارعها فى ظرف يومان بلافتات فى كل مكان تقول ان بورسعيد لا تعرف غير المصرى .. لافتات فى كل مكان تحمل أسامى الشوارع والحارات والعائلات تقول اللى مالوش خير فى بلده مالوش خير فى وطنه
اليوم وانا أسير فى شوارع بورسعيد أستمتع ببشائر الشتاء بينما أشاهد جمهور بورسعيد العظيم الشباب والكبار والأسر وهم يتكلمون بدفئ
وانتماء عن المباراة والحكم لم أملك نفسى الا أن أبتسم فى راحة قائلا....عمار يا بورسعيد
جمهور بورسعيد العظيم.....شكرا
لسه الناس ع الشط سهرانة
رغم القلق والحزن
رغم القلوب اللى حيرانة
لسه العجوز ع الشط مجربش السكات
ولسه الشباب ع البحر
منساش الحاجات
أحمد