حينما كان يأتى مبكرا , كانت تأتى مبكرا , وعندما كان يضع بين راحتيها تحية الصباح المشبعة برائحة البحر , كانت تترك صباحاتها الفرنسية النكهة تنعش روحه , وعندما كانت الحياة تسرق كل منهم من عينى الأخر , كانا يتذكران بعضهما على فترات متباعدة من اليوم بكلمة أو ابتسامة , تحكى له عن قطتها , ويحكى لها عن مدينته , وعندما تناقصت صباحتها الفرنسية , تضائلت صباحاته الدافئة , ولكنهما لم يكفا عن التواصل اليومى , فى شكل وردة , اعتاد أن يعطيها اياها مع كل تعامد يومى للشمس على الأرض , وعندما كان يتأخر فى اعطائها الوردة اعتادت ان تطلبها بأثر رجعى, وبمرح جعله يجعل الوردة وردتين وثلاثة أحيانا , وعندما كفت عن التواصل من جديد , لم يكف عن اعطائها الوردة وان تناسى فى بعض الأحيان , ولم تطلبها هى فى أحيان أخرى , نضب الكلام , وصار اليوم طويلا والحياة أبطئ , بدأت ملامح كل منهم تتلاشى فى عيون الأخر , فجأة ..سألها عن مصير الورد المتكوم عنده لها من ايام طوال , لم ترد , لم يعرف لماذا , ولكنه أخيرا,, كان قدعرف شئ واحدا فقط