كم كانت دهشتى عند دخولى بورسعيد من يومان عائدا من الجيش
ذهلت من كمية اللوح واللافتات الأنتخابية التى اراها لول مرة بهذه الكثافة فى شوارع بورسعيد . ما هالنى اكثر هو ما شاهدته بعينى من اتباع احد المرشحين واعضاء المجلس القدامى و المشهود لهم بسعة الزمة و النهب و كل ما يندى له الجبين
رأيتهم يقطعون صور و لافتات احد اشرف المرشحين وتحت حماية بعض المخبرين الذين تعرفهم العين من اول لمسة على رأى عمنا مجدى نجيب
هذا المشهد اكد لى الرعب الذى يعيشه هذا الملياردير والذى قد لا يصبح ملياردير اذا لم يدخل المجلس الموقر بسبب كمية الكراهية التى زرعها بنفسه فى شعب بورسعيد عن طريق التجاهل و العنجهية وعدم ظهوره فى البلد الا مرة واحدة كل عام
المرشح المظلوم الذى قطعت لافتاته و سرقت صناديقه فى الدورة السابقة هو محمد مصطفى شردى نائب رئيس تحرير جريدة الوفد و ابن فارس الصحافة المعارضة المصرية مصطفى شردى اول رئيس تحرير لجريدة الوفد
انا لست وفدى و لا امللك بطاقة انتخابية وبعيد عن الساحة الأنتخابية هذه الدورة بسبب ظروف الجيش ولكن هذا الرجل اعرفه عن طريق احد الصدقاء المشتركين
وبعيدا عن الدعاية الأنتخابية هو الوحيد الذى رأيت بعينى معنى نموذج المعارض الشريف الخدوم ابن البلد فيه ولمست بنفسى كم المساعدات التى يقوم بها لناس من خارج مدينتنا لسبب واحد فقط انهم مواطنين مصريين وهو صحفى يستطيع بشكل ما مساعدة هؤلاء الناس
ولذلك من اول يوم رجوعى بورسعيد قررت النزول للشارع الأنتخابى لكى اشاهد الأحداث عن قرب و كم كانت الفجيعة
اولا- من اول لحظة عرفت ان مش المرشحين من اصحاب المال و النفوذ هم السبب الوحيد لا لقد وجدت الشباب و الرجال وحتى ابناء 14 عام يبحثون عمن يدفع اكثر وبدأت اسمع تعبيرات مثل الحج فلان بيوزع كذا و الحج ابو فلان دابح وبيوزع كذا
والناس نفسها هى اللى عاوزة اللى يدفع اكتر
ثانيا - اختراع حاجة اسمها بيزنس الأنتخابات تربيطات من كل عشرة خمستاشر تاجر ونزول احد التجار بأسمهم من اجل المصالح المشتركة و خلافه
ثالثا- استيراد شباب من خارج بورسعيد لقيادة الحملات الأنتخابية و تجميع البطاقات وخوض المعارك وتقطيع الصور و اللافتات حيث ان احد الا يعرفهم ولا يستطيع معاقبتهم حيث يغادرون بورسعيد ويستبدلوا بطريقة تبادلية مافيا يعنى
حاولت ان اتلمس نبض الناس العاديين فى الشوارع والمحلات و البيوت واقاربى البسطاء
وجدت ان اول مرشح تريده الناس هو وكالعادة البدرى فرغلى مرشح التجمع
ببساطة هو الوجه الوحيد المعروف والذى يثق به الناس والذى يرون جولاته وصولاته فى التيلفيزيون وحاليا فى الفضائيات
الثانى هو اكرم الشاعر مرشح الأخوان والذى يشهد له الكل باعماله الخيرية وصوته القوى فى البرلمان و لأن الناس تضع الأخوان مع السلفيين فى سلة المتدينين وبتوع ربنا ولذلك اغلب الأهالى نفسها الراجل ده يكسب عشان ( راجل طيب)وكده
الثالث هو محمد مصطفى شردى والذى يوجد ناس كثيرون يريدون ترشيحه من اجل والده الراحل الذى تعشقه كل بورسعيد بصرف النظر عن كفائته ونزاهته و تاريخه
شردى يقف امامه بالمرصاد اثنان من حيتان بورسعيد و مصر كلها وهما سيد متولى رئيس النادى المصرى واحد اكبر رجال الأعمال واول من اخترع كلمة بتاع كله من التجارة للمقاولات للأنتاج السينمائى للأستيراد و التصدير لسمسرة لاعبى الكرة
والثانى هو عبدالوهاب قوطة رجل المال و الأعمال والتزوير والقروض والذى رفعت الحصانة عنه منذ سنتين والذى ينزل بكل ثقله من اجل الحصانة فقط
رأيت بنفسى كمية الرشاوى الذى يدفعها هؤلاء المرشحين بل و رأيت من هم مديروا الحملات الأنتخابية لهم انهم البلطجية والمخبرين وناس قد يكونوا اول مرة يدخلوا بورسعيد
الذى اعجبنى فى شردى انه اثناء جولته الأنتخابية لم يقوم بتوزيع رشاوى او وجبات كما فعل الأخرون وهو قادر ان يفعل مثلهم بل كان يقوم بتوزيع ادوات مدرسية اقلام وكراريس وكل ما يساعد اطفال بورسعيد الذى وضعهم فى اولويات برنامجه الأنتخابى
الشىء الذى اصابنى بالغثيان والذى اود ان اتحدث عنه هو احد جيرانى من اعضاء مجلس الشعب وهو عضو الهيئة البرلمانية لحزب الغد وهو نموذج المعارض غير النظيف كما يجب ان يكون , هذا الرجل الأمى والذى حصل على الأعدادية هذا العام رغم انه تعدى الثامنة و الخمسين مر على جميع الأحزاب وطرد من بعضها و هو نموذج المعارض ابو ورقة وطريقته المعروفة فى مهاجمة فلان ثم الأعتذار له ثم الخدمات المتبادلة بعد ذلك
رأيته بعينى قبل دخوله حزب الغد و هو يدعو للحزب الوطنى بالحرف الواحد( يا جماعة الناس دى احنا فاهمينها غلط لازم نديهم فرصة )
وبعد كده اصبح المعارض الأول فى بورسعيد والمعارضة منه بريئة
بدون تحيز متأكد من وجود نماذج شريفة فى الساحة ولكن صدمنى ما رأيت من الناخبين قبل المرشحين ومن الشباب قبل الكبار وفى انتظار النتيجة
No comments:
Post a Comment