يوما ما كنت اقضى الليل نائما فوق سطوح احد المكاتب العسكرية فى الصحراء الشرقية , لم يكن يشاركنى فيه الا قمة شجرة مانجة بها عش لعصفورة صغيرة , كان يومى يبدأ فى السادسة صباحا , وكانت تبدأ فى الزقزقة فى السادسة الا ربع , ولذلك كانت اجمل نغمة منبه طبيعى فى حياتى
يوما ما سأتذكر تلك العصفورة التى فارقتها نسبيا منذ شهران , وسأفارقها نهائيا بعد شهر
صباح الخير يا عصفورة
يا أول لقطة فى الصورة
وأقرب نغمة فى براحى
بأجمل لحن فى صباحى
من عشك
فوق شجر المانجة
واصلنى غناكى يا كمنجة
يا أول غنوة فى طريقى
وراحة نفسى من ضيقى
صباح الخير
صباح الخير يا مزيكتى
ودندتى هنا
صباح الخير يا عصفورتى
يا جارة الهنا
و احلى غنا
لأول حد بشوف
وأقرب حياة جنبى
يا أجمل نهار معزوف
بزقزقتك على قلبى
دا ضحك الفجر علشانك
بقصيدة فرح محتارة
وقصيدة عشق من كفى
و لاتكفى
وصفى حتى لجمالك
ورفرفتك على جيرانك
وأنا منهم
و أولهم ..وأخرهم
مفيش غيرى
يقدر يوصفك قدى
ومن بعدى كلام فى كلام
ومن بعدك مفيش احلام
يا عصفورتى
ألف سلام
احمد
Tuesday, January 31, 2006
Friday, January 20, 2006
ايه العمل
ايه العمل
لو كل مرة هنتفق
راح نفترق
لو كل معنى بيتولد
لحظة سلام
هيتوئد قبل الكلام
ايه العمل
فين الأمل
لو كل مرة اكلمك
ملاقيكيش
لما الكلام
كل الكلام
يروح ميجيش
فين الأمل
و فى كل مرة بيتخلق
معنى جديد
بيتخنق
ويروح بعيد
فين الأمل
لما الوطن مبقاش وطن
مبقاش سكن
ومعدش اى شىء فيه
يتحضن
فين الأمل
ورغم الحاجات
والمسافات
خلاص وصل
احمد
لو كل مرة هنتفق
راح نفترق
لو كل معنى بيتولد
لحظة سلام
هيتوئد قبل الكلام
ايه العمل
فين الأمل
لو كل مرة اكلمك
ملاقيكيش
لما الكلام
كل الكلام
يروح ميجيش
فين الأمل
و فى كل مرة بيتخلق
معنى جديد
بيتخنق
ويروح بعيد
فين الأمل
لما الوطن مبقاش وطن
مبقاش سكن
ومعدش اى شىء فيه
يتحضن
فين الأمل
ورغم الحاجات
والمسافات
خلاص وصل
احمد
Tuesday, January 17, 2006
اختار نهايتى.......للشاعر يسرى حسان
عندى رغبة
أمشى كده
مطرح ما رجلى تودينى
البس جلابية قديمة
واشيل فوق ضهرى شوال
مليان بقزايز فاضية
ولمبات محروقة
وكازوز
وجرايد صفرة
وفردة جزمة قديمة
الف على القهاوى اشحت سجاير
وارفض اقرب م المية
او اغير جلابيتى
أدى لجسمى الحرية يسيبنى
على أى رصيف يختاره
و أعيش على كيفى طليق
من غير بيت
وصحاب
وزوجة
وقرايب
واماكن اشتاق ليها
و توحشنى
أمشى كده
مطرح ما رجلى تودينى
البس جلابية قديمة
واشيل فوق ضهرى شوال
مليان بقزايز فاضية
ولمبات محروقة
وكازوز
وجرايد صفرة
وفردة جزمة قديمة
الف على القهاوى اشحت سجاير
وارفض اقرب م المية
او اغير جلابيتى
أدى لجسمى الحرية يسيبنى
على أى رصيف يختاره
و أعيش على كيفى طليق
من غير بيت
وصحاب
وزوجة
وقرايب
واماكن اشتاق ليها
و توحشنى
Saturday, January 14, 2006
فلاش باك
عرفته من أول نظرة , مثل الشهاب أضاء فجأة فى ظلمات ذاكرتى , ما ذلت اذكره , رغم الدقن والجلباب وعلامة الصلاة التى غطت جبهته العريضة , رغم الزيادة الواضحة فى وزنه عرفته , رغم كل ذلك ما ذال يحتفظ بتلك الأبتسامة الملائكية التى طالما أحببتها , والتى طالما أسرت قلوب كل من تعامل معه من مجموعتنا الصغيرة والتى ظهر وأختفى فى حياتها فجأة مثل كل ما هو جميل
لا أستطيع وصفه الا بكلمة واحدة...انسااااااان
ابتسامته التى طالما أسرتنى بصفائها أكدت لى انه ما زال يذكرنى بعد أكثر من سبع سنوات مضت على فراقنا , انه عرفنى مثلما عرفته
انه يريد قول ما اريده , الأبتسامة التى تبادلناها فى تلك اللحظة أكدت ذلك
كم هى طويلة تلك اللحظة القصيرة التى تلاقت عينانا فيها
كنت أقف فى المعدية الذاهبة لبورفؤاد , وكان يقف فى المعدية الذاهبة لبورسعيد , انفراجة فمه التى لم تكتمل لحظة تجاور المعديتان فى وسط القناة قابلتها ابتسامة مماثلة من فمى نالت نفس المصير من عدم الأكتمال , لكنى اعتقد انى سمعت صوته جيدا
تذكرت المدة القصيرة التى قضيناها سويا
تذكرت أول لقاء بيننا فى ذلك الصيف البعيد من عام 98 , كان درسا من تلك الدروس الصيفية التى راجت ايام ما كان يدعى بالتحسين
تلك الدروس الصيفية المليئة بالأحلام والحر والقلق والعرق , كان من ذلك النوع الذى احب ان افتح قلبى له من أول لحظة
كان يمتلك تلك العينان الطيبتان الضاحكتان واللتان اذا قلت انى كنت اغرق في بحر طيبتهم ونقائهم
لم يكن من بورسعيد , كان قاهريا وكان يكبرنى فى السن , جاء الى بورسعيد كى يستطيع المذاكرة بهدوء بعيدا عن توتر الأسرة وازعاج الأصدقاء على حد قوله ....كنت أعرف ان هناك سبب اخر ولم اسأل
تكلمنا كثيرا , على ضفاف القناة وأمام شاطىء البحر , حيث كانت هناك هواياتنا متقاربة ومتشابهة نوعا ما
حكى لى عن والده الصحفى , ووالدته المخرجة بالأذاعة , حكى عن أخيه الكبير الذى يعيش فى فرنسا , حكى عن هوايته فى الرسم والتى يعشقها بجنون , حدثنى عن محمود سعيد , وحامد ندا
كان يعشق الموسيقى الغربية ومحمد منير , وكان محمد منير فى تلك الفترة كان استطاع مع فيروز انتشالى من الموسيقى الغربية
حدثته عن صلاح جاهين وحدثنى عن مظفر النواب وبدر شاكر السياب , حدثته عن الشيخ أمام فحدثنى عن مارسيل خليفة ووجيه عزيز و الهام مدفعى وجوليا بطرس و زياد رحبانى , حدثته عن محمود السعدنى فحدثنى عن ابراهيم اصلان وبهاء طاهر
كان موسوعة بالنسبة لى فى ذلك الوقت , رغم عقلانيته واتزانه عن اقرانه فى تلك المرحلة الا ان نقطة واحدة كانت سبب دهشتى منه بل وذهولى بعد التأكد من صدق كلامه , وهذا عندما حدثنى عن حبيبته , من الطبيعى ان يكون على علاقة عاطفية
الغير طبيعى عندما صارحنى بمن يحب , ومن هى التى ينتظرها عند شاطىء البحر
انه كان يعشق ممثلة امريكية كانت بطلة مسلسل يعرض فى تلك الفترة اسمه (( فتاة المحيط)) كان يعشقها بجنون
كان يذهب ليذاكر امام البحر لعلها تظهر أمامه , كان مريض نفسيا , وهذا ما تأكدت منه منه شخصيا , وكان يعرف انه مريض
كنا متفقين على لقاء قبل عودته للقاهرة كى يعيد لى ملزمة خاصة بالمستوى الرفيع كان يقوم بتصويرها , الا انه تركها عند احد جيرانه فى الشقة التى كان يستأجرها فترة اقامته فى بورسعيد , والتى انظر لها و اذكره كلما مررت من تحتها
اختفى من حياتى فجأة كما ظهر فجأة , الا انه ترك ذكريات وانطباعات لاتنسى , رغم يقينى من مرضه النفسى , الا انى احببته جدا
اليوم وبعد ان شاهدته ذهبت للشقة ولكنى وجدت طلبة مغتربين عائدين من اجازة العيد فى استعدادهم للأمتحان
فعلا اتمنى مقابلته فى الأيام القادمة
لا أستطيع وصفه الا بكلمة واحدة...انسااااااان
ابتسامته التى طالما أسرتنى بصفائها أكدت لى انه ما زال يذكرنى بعد أكثر من سبع سنوات مضت على فراقنا , انه عرفنى مثلما عرفته
انه يريد قول ما اريده , الأبتسامة التى تبادلناها فى تلك اللحظة أكدت ذلك
كم هى طويلة تلك اللحظة القصيرة التى تلاقت عينانا فيها
كنت أقف فى المعدية الذاهبة لبورفؤاد , وكان يقف فى المعدية الذاهبة لبورسعيد , انفراجة فمه التى لم تكتمل لحظة تجاور المعديتان فى وسط القناة قابلتها ابتسامة مماثلة من فمى نالت نفس المصير من عدم الأكتمال , لكنى اعتقد انى سمعت صوته جيدا
تذكرت المدة القصيرة التى قضيناها سويا
تذكرت أول لقاء بيننا فى ذلك الصيف البعيد من عام 98 , كان درسا من تلك الدروس الصيفية التى راجت ايام ما كان يدعى بالتحسين
تلك الدروس الصيفية المليئة بالأحلام والحر والقلق والعرق , كان من ذلك النوع الذى احب ان افتح قلبى له من أول لحظة
كان يمتلك تلك العينان الطيبتان الضاحكتان واللتان اذا قلت انى كنت اغرق في بحر طيبتهم ونقائهم
لم يكن من بورسعيد , كان قاهريا وكان يكبرنى فى السن , جاء الى بورسعيد كى يستطيع المذاكرة بهدوء بعيدا عن توتر الأسرة وازعاج الأصدقاء على حد قوله ....كنت أعرف ان هناك سبب اخر ولم اسأل
تكلمنا كثيرا , على ضفاف القناة وأمام شاطىء البحر , حيث كانت هناك هواياتنا متقاربة ومتشابهة نوعا ما
حكى لى عن والده الصحفى , ووالدته المخرجة بالأذاعة , حكى عن أخيه الكبير الذى يعيش فى فرنسا , حكى عن هوايته فى الرسم والتى يعشقها بجنون , حدثنى عن محمود سعيد , وحامد ندا
كان يعشق الموسيقى الغربية ومحمد منير , وكان محمد منير فى تلك الفترة كان استطاع مع فيروز انتشالى من الموسيقى الغربية
حدثته عن صلاح جاهين وحدثنى عن مظفر النواب وبدر شاكر السياب , حدثته عن الشيخ أمام فحدثنى عن مارسيل خليفة ووجيه عزيز و الهام مدفعى وجوليا بطرس و زياد رحبانى , حدثته عن محمود السعدنى فحدثنى عن ابراهيم اصلان وبهاء طاهر
كان موسوعة بالنسبة لى فى ذلك الوقت , رغم عقلانيته واتزانه عن اقرانه فى تلك المرحلة الا ان نقطة واحدة كانت سبب دهشتى منه بل وذهولى بعد التأكد من صدق كلامه , وهذا عندما حدثنى عن حبيبته , من الطبيعى ان يكون على علاقة عاطفية
الغير طبيعى عندما صارحنى بمن يحب , ومن هى التى ينتظرها عند شاطىء البحر
انه كان يعشق ممثلة امريكية كانت بطلة مسلسل يعرض فى تلك الفترة اسمه (( فتاة المحيط)) كان يعشقها بجنون
كان يذهب ليذاكر امام البحر لعلها تظهر أمامه , كان مريض نفسيا , وهذا ما تأكدت منه منه شخصيا , وكان يعرف انه مريض
كنا متفقين على لقاء قبل عودته للقاهرة كى يعيد لى ملزمة خاصة بالمستوى الرفيع كان يقوم بتصويرها , الا انه تركها عند احد جيرانه فى الشقة التى كان يستأجرها فترة اقامته فى بورسعيد , والتى انظر لها و اذكره كلما مررت من تحتها
اختفى من حياتى فجأة كما ظهر فجأة , الا انه ترك ذكريات وانطباعات لاتنسى , رغم يقينى من مرضه النفسى , الا انى احببته جدا
اليوم وبعد ان شاهدته ذهبت للشقة ولكنى وجدت طلبة مغتربين عائدين من اجازة العيد فى استعدادهم للأمتحان
فعلا اتمنى مقابلته فى الأيام القادمة
Wednesday, January 11, 2006
لحظة
كنا ملتفين حول التيلفزيون نشاهد فيلم عبود على الحدود المعروض بمناسبة أول أيام عيد الأضحى عندما قررت ان اجهز شنطة السفر والعودة لبورسعيد بدلا من الأنتظار للصباح , قال حسن رفيق رحلة الجيش منذ ايام مركز تدريب و حتى الأن (( بلاش سفر الليل يا احمد , خليها الصبح نسافر كلنا مع بعض)) قلت
(( سيبها لله يا عم حسن , هى طلبت أمشى دلوقتى وبعدين انا غيركوا , ساعة بكون فى بورسعيد))
لا ادرى لماذا قررت هذا القرار , كان ميعاد نزولنا ثانى ايام العيد وكنا متفقين على النزول جميعا للموقف ثم التفرق بعد ذلك , كنا نقضى الوقت الفاضل وكعادة الجنود فى الصحراء وكعادة اى تجمع فى الخلاء عامة فى الكلام عن الجن والعفاريت , تكتسب هذه الأحاديث مذاق خاص خصوصا عندما تكون ليلا والصحراء سوداء فى الخارج . مذاق خاص يعرفه كل من مر بهذه التجربة
قال مصطفى..عارفين الواد على بتاع مكتب المتابعة
قلنا ..ماله؟
قال.. بيحلف انه وهو جاى من عند الغرفة ( الغرفة مكان منعزل فى الوحدة) قابل عسكرى بيسأله انت منين يا دفعة , و لما قاله من اسكندرية قاله وحشتنى اوى اسكندرية اصل انا منزلتش اجازة من سنة 1967
طبعا الواد كان هيغمى ومبطلش جرى لحد الكتيبة
ثم حكى أمجد عن الأشياء الغريبة التى تحدث فى عنبر 8 والذى يقال ان جنديا كان يغازل احدى البدويات فقتله اهلها وهو نائم فى عنبر 8 ومن يومها ولا يجرؤ احد على المبيت فيه وحده
ثم كانت الحكايات الخالدة فى الجيش المصرى عن ذلك العجوز الذى يمر فى الصحارى ليلا عارضا خدماته لمن يصادفه من الجنود وكالعادة من ينجو من تلك المساعدات هو من يحكى لنا عن هذا العجوز الذى اصطلح على تسميته بنداهة الصحراء , طبعا صوت العاصفة بالخارج والأحاديث بالخارج كان كفيلا بجعلى اعيد النظر فى السفر وحيدا ليلا
الا اننى كنت اعمل فى البحر فترة ما , وعشت فى الصحراء فترة اخرى
ومن يعمل بالبحر والصحراء يسمع كمية خرافات بحجم البحر والصحراء زيادة ان العبد لله......قلبه جامد
وعليه , وبعد طقوس السفر المعتادة وتحضير الشنطة واكتشاف شىء منسى كل نصف دقيقة , ثم السلام على الشباب وكل سنة وانتوا طيبين وخللوا بالكوا من نفسكوا و وخلال 5 دقائق كنت اقف فى الطريق الصحراوى انتظر اى مواصلة اذهب عن طريقها للأسماعيلية , الذى لم يخطر على بالى هو عدم وجود مواصلات فى هذا الوقت , ليس لأنه متأخر ولكن لأنه اول ايام العيد و الكل ( مأجز) وكده
ولكن بعد نصف ساعة وجدت سيارة نصف نقل ذاهبة للأسماعيلية ووافق السائق الملثم من البرد توصيلى
بمجرد ركوبى و رؤية ملامح السائق اصبت بالقلق
رجل عجوز جدا يمتلك عينان واسعتان من التى يطلق عليهما ثعلبيتان , غريب النظرات وغير مريح على الأطلاق
ينظر لى بنظرات متشككة , الرجل غير قبيح ولكنه غير مريح بالمرة
قلت لنفسى ..((استغفر الله العظيم , خلقة ربنا يا احمد )) جرالك ايه
حاولت ناسيا او متناسيا الأنطباع الرهيب عن الرجل المخيف متشاغلا بعد اعمدة الأنارة او رؤية القمر الذى قارب ان يكون بدرا , الا اننى لاحظت شىء غريب
الرجل ينظر لى بزاوية تسعين درجة اثناء قيادته , رغم ان سرعته لا تقل عن 80 كيلو الا انه ينظر لى بثبات
فى تلك اللحظة بالذات اصبت بالرعب , فعلا الرجل غريب
حاولت اقناع نفسى ان الرجل ينظر فى المرأة اليمنى للسيارة , عادى يعنى
حاولت ان انظر له وهو فى هذا الوضع الا اننى كنت اخاف من لحظة التقاء عينانا
كنت قد قرأت كل ما احفظ من القرأن الكريم وظللت اردد اية الكرسى بأستمرار , محاولا تشجيع نفسى عن طريق
(( اجمد يا واد , ده حتى لو عفريت هيخاف منك , يا ابنى ده شكله غلبان))
ثم قررت ان افتح موضوعا مع هذا الرجل او الشىء ..اى كان سأتكلم معه
قلت.. الا يا حاج هلاقى حاجة رايحة بورسعيد دلوقتى فى الموقف؟
قال .. هتوصل , مهما بعدت أو قربت بدرت أو اتأخرت هتوصل اللى اتكتب ليك اتكتبلك خلاص
قلت محاولا تجاهل عبارته التى بدت لى ذات ايحاءات وقتها
فى دلوقتى كمين شرطة عسكرية وتحريات عند الموقف , اصل مش ناقصة غلاسة ؟
قال .. محدش يقدر ياخدك منى ...مش تخاف
فى هذا الموقف وهذه اللحظة تيقنت من غموض الرجل ورسائله الغامضة
قلت بصوت عالى .. فى واحد يا حج كان بيقول ايه
وعندما لم يبدى اى علامة تجاوب اكملت بمنطق عليا وعلى اعدائى .. قلت
ولدى نصحتك لما صوتى اتنبح
متخفش من عفريت ولا من شبح
وان هب فيك عفريت قتيل اسأله
مدافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح
فضلت الصمت فى المسافة القليلة الباقية على الموقف , الا انه عاد فى النظر لى بزاوية 90 درجة وبثبات
هنا قررت ان انظر له وببرود بما اننا داخل المدينة الأن الا انه قال فجأة
(( عارف اللى بتفكر فيه))
قلت لنفسى ..يا نهار اسود
ثم اردف .. لا مؤاخذة يا ابنى
قال .. عارف انك بتقول الراجل بيبص عليا كتير ليه
يا ابنى انا راجل كبير و صحتى على ادى , والطريق خطر وولاد الحرام كتير وياما شفنا
ودى يا ابنى مش عربيتى وبشتغل عليها باليل بس كده
معلش يا ابنى بيقولوا .. حرص و لاتخونش
كنت خايف منك .. بس انت شكلك طيب وابن حلال ... كل سنة وانت طيب
انا .. عاوز كام يا حاج
قال .. اللى تجيبو
اعطيته ثمن المواصلة وقلت له كل سنة وانت طيب يا حاج
سهير ليالى ياما لفيت وطفت
وفى ليلة راجع فى الضلام قمت شفت
الخوف كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز اقتله بس خفت
وعجبى
(( سيبها لله يا عم حسن , هى طلبت أمشى دلوقتى وبعدين انا غيركوا , ساعة بكون فى بورسعيد))
لا ادرى لماذا قررت هذا القرار , كان ميعاد نزولنا ثانى ايام العيد وكنا متفقين على النزول جميعا للموقف ثم التفرق بعد ذلك , كنا نقضى الوقت الفاضل وكعادة الجنود فى الصحراء وكعادة اى تجمع فى الخلاء عامة فى الكلام عن الجن والعفاريت , تكتسب هذه الأحاديث مذاق خاص خصوصا عندما تكون ليلا والصحراء سوداء فى الخارج . مذاق خاص يعرفه كل من مر بهذه التجربة
قال مصطفى..عارفين الواد على بتاع مكتب المتابعة
قلنا ..ماله؟
قال.. بيحلف انه وهو جاى من عند الغرفة ( الغرفة مكان منعزل فى الوحدة) قابل عسكرى بيسأله انت منين يا دفعة , و لما قاله من اسكندرية قاله وحشتنى اوى اسكندرية اصل انا منزلتش اجازة من سنة 1967
طبعا الواد كان هيغمى ومبطلش جرى لحد الكتيبة
ثم حكى أمجد عن الأشياء الغريبة التى تحدث فى عنبر 8 والذى يقال ان جنديا كان يغازل احدى البدويات فقتله اهلها وهو نائم فى عنبر 8 ومن يومها ولا يجرؤ احد على المبيت فيه وحده
ثم كانت الحكايات الخالدة فى الجيش المصرى عن ذلك العجوز الذى يمر فى الصحارى ليلا عارضا خدماته لمن يصادفه من الجنود وكالعادة من ينجو من تلك المساعدات هو من يحكى لنا عن هذا العجوز الذى اصطلح على تسميته بنداهة الصحراء , طبعا صوت العاصفة بالخارج والأحاديث بالخارج كان كفيلا بجعلى اعيد النظر فى السفر وحيدا ليلا
الا اننى كنت اعمل فى البحر فترة ما , وعشت فى الصحراء فترة اخرى
ومن يعمل بالبحر والصحراء يسمع كمية خرافات بحجم البحر والصحراء زيادة ان العبد لله......قلبه جامد
وعليه , وبعد طقوس السفر المعتادة وتحضير الشنطة واكتشاف شىء منسى كل نصف دقيقة , ثم السلام على الشباب وكل سنة وانتوا طيبين وخللوا بالكوا من نفسكوا و وخلال 5 دقائق كنت اقف فى الطريق الصحراوى انتظر اى مواصلة اذهب عن طريقها للأسماعيلية , الذى لم يخطر على بالى هو عدم وجود مواصلات فى هذا الوقت , ليس لأنه متأخر ولكن لأنه اول ايام العيد و الكل ( مأجز) وكده
ولكن بعد نصف ساعة وجدت سيارة نصف نقل ذاهبة للأسماعيلية ووافق السائق الملثم من البرد توصيلى
بمجرد ركوبى و رؤية ملامح السائق اصبت بالقلق
رجل عجوز جدا يمتلك عينان واسعتان من التى يطلق عليهما ثعلبيتان , غريب النظرات وغير مريح على الأطلاق
ينظر لى بنظرات متشككة , الرجل غير قبيح ولكنه غير مريح بالمرة
قلت لنفسى ..((استغفر الله العظيم , خلقة ربنا يا احمد )) جرالك ايه
حاولت ناسيا او متناسيا الأنطباع الرهيب عن الرجل المخيف متشاغلا بعد اعمدة الأنارة او رؤية القمر الذى قارب ان يكون بدرا , الا اننى لاحظت شىء غريب
الرجل ينظر لى بزاوية تسعين درجة اثناء قيادته , رغم ان سرعته لا تقل عن 80 كيلو الا انه ينظر لى بثبات
فى تلك اللحظة بالذات اصبت بالرعب , فعلا الرجل غريب
حاولت اقناع نفسى ان الرجل ينظر فى المرأة اليمنى للسيارة , عادى يعنى
حاولت ان انظر له وهو فى هذا الوضع الا اننى كنت اخاف من لحظة التقاء عينانا
كنت قد قرأت كل ما احفظ من القرأن الكريم وظللت اردد اية الكرسى بأستمرار , محاولا تشجيع نفسى عن طريق
(( اجمد يا واد , ده حتى لو عفريت هيخاف منك , يا ابنى ده شكله غلبان))
ثم قررت ان افتح موضوعا مع هذا الرجل او الشىء ..اى كان سأتكلم معه
قلت.. الا يا حاج هلاقى حاجة رايحة بورسعيد دلوقتى فى الموقف؟
قال .. هتوصل , مهما بعدت أو قربت بدرت أو اتأخرت هتوصل اللى اتكتب ليك اتكتبلك خلاص
قلت محاولا تجاهل عبارته التى بدت لى ذات ايحاءات وقتها
فى دلوقتى كمين شرطة عسكرية وتحريات عند الموقف , اصل مش ناقصة غلاسة ؟
قال .. محدش يقدر ياخدك منى ...مش تخاف
فى هذا الموقف وهذه اللحظة تيقنت من غموض الرجل ورسائله الغامضة
قلت بصوت عالى .. فى واحد يا حج كان بيقول ايه
وعندما لم يبدى اى علامة تجاوب اكملت بمنطق عليا وعلى اعدائى .. قلت
ولدى نصحتك لما صوتى اتنبح
متخفش من عفريت ولا من شبح
وان هب فيك عفريت قتيل اسأله
مدافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح
فضلت الصمت فى المسافة القليلة الباقية على الموقف , الا انه عاد فى النظر لى بزاوية 90 درجة وبثبات
هنا قررت ان انظر له وببرود بما اننا داخل المدينة الأن الا انه قال فجأة
(( عارف اللى بتفكر فيه))
قلت لنفسى ..يا نهار اسود
ثم اردف .. لا مؤاخذة يا ابنى
قال .. عارف انك بتقول الراجل بيبص عليا كتير ليه
يا ابنى انا راجل كبير و صحتى على ادى , والطريق خطر وولاد الحرام كتير وياما شفنا
ودى يا ابنى مش عربيتى وبشتغل عليها باليل بس كده
معلش يا ابنى بيقولوا .. حرص و لاتخونش
كنت خايف منك .. بس انت شكلك طيب وابن حلال ... كل سنة وانت طيب
انا .. عاوز كام يا حاج
قال .. اللى تجيبو
اعطيته ثمن المواصلة وقلت له كل سنة وانت طيب يا حاج
سهير ليالى ياما لفيت وطفت
وفى ليلة راجع فى الضلام قمت شفت
الخوف كأنه كلب سد الطريق
وكنت عاوز اقتله بس خفت
وعجبى
Thursday, January 05, 2006
عن اللى جرا واللى مستنينا
صوت ارتطام شيش الشباك وارتداده جعلنى القى نظرة سريعة من الشباك احاول من خلالها التنبؤ بحالة الجو فى الساعات القادمة, الجو الرمادى الأليف بالخارج انبأنى بقرب قيامى بجولة شتوية من التى افضلها فى تلك الأجواء
قليلون هم من يستطيعون امتلاك تلك اللحظات من المشى تحت المطر متمتعين برؤية اجواء لن يستطيع الكثير رؤيتها فضلا عن معايشتها من رؤية البحر وهو يستقبل الأمطار فى شجن او التوتر الملحوظ فى على سطح القناة
قليلون هم من يتذكرون ( اول شتاوية )فى العام
ارتديت ملابسى المفضلة فى مثل تلك الجولات والتى تعتبر الأولى فى هذا العام, فى الغالب هو نفس الطقم اياه والذى عندما ادخل فيه اتقمص لا اراديا دور عادل ادهم ومحمود عبد العزيز واحمد ذكى وكل من اشتهر بالبالطو والكوفية
((ناقصنى سيجارة بقى))
قلتها لنفسى على الرغم من انى غير مدخن اساسا
قديما كنت اتحمس امثل هذه الجولات الشتوية, كنت اعشق المدينة فى تلك اللحظات, احاول التعرف على الوجه الأخر للمدينة , وجها اخر غير الذى الفته وعرفته, كنت احاول اكتشاف الناس والأماكن , اذهب للبحر وامر على الشواطىء , امشى بمحازاة ضفة القناة, كنت انتقل ما بين شواطىء بورسعيد وبورفؤاد عاشقا لرائحة التراب المبلل بالمطر.
الأن اصابنى الركود مثلما اصاب اشياء كثيرة وجميلة فى حياتنا , ولكنى لا استطيع التخلى عن تلك الجولات الشتوية
لذلك عندما قررت ان تكون جولتى قريبة قررت ان تكون جولتى قرب معدية الرسوة , فى ذلك المكان المنعزل والذى يبعد عن منزلى 20 دقيقة سيرا على الأقدام
فى مدخل العمارة قابلت عم مصطفى
وعم مصطفى هذ نموزج الجار التقليدى فى الشارع المصرى , اعتقد ان كل منا يمتلك عم مصطفى فى منزله او شارعه
اعتقد ان كل منا يمتلك ذلك الرجل الطيب ذو العجلة الأذلية والجريدة وعلامة الصلاة وملامح الطيبة واهم شىء هو ذلك السؤال الدائم عن الحال والأحوال وصحة الأهل ثم الكلمة المشهورة((السلام امانة))انه عبق الشارع
عم مصطفى-اهلا اهلا اهلا ازيك يا ابو حميد
انا- الحمد لله ازيك يا عم مصطفى باعتلك السلام مع عمرو والله
عم مصطفى-وصل يا ابو حميد كل عام وانت بخير اخبار الجيش ايه معاك
انا - هانت يا عم مصطفى دعواتك
عم مصطفى-ربنا يكرمك ونسمع عنك كل خير يا ابوحميد قولى مش عاوز اى حاجة انا زى ابوك
انا -الف شكر يا عم مصطفى
عم مصطفى-خلى بالك من نفسك والسلام امانة للحاج والحاجة وربنا يديم المحبة
اكمل طريقى قائلا لنفسى ((الدنيا لسه بخير والله))واكمل جولتى الشتوية الولى هذا العام
كالعادة وزى ما عم جاهين بيقول , ضربت ايديا فى جيوبى وهات يا مشى لغاية الرسوة, فعلا قلبى كان طرب ابتداء من منير وفيروز انتهاء بدندنة موسيقى جورج زمفير ((الراعى الوحيد)),دائما ومنذ زمن وكان لدى اعتقاد بوجود ما يسمى بالأغانى الشتوية والموسيقى الشتوية , كنت اشعر وانا اسمعها فعلا بالبرودة , اكاد ارى الأمطار امامى
اذكر اول مرة سمعت فيها فريق كرنبررز تأكدت من وجود ما يسمى موسيقة شتوية, من يومها وانا فى تلك الجولات استعيد رصيدى من تلك الأغانى الشتوية والتى حظى الرحبانية منها بالرصيد الأكبر
عندما وصلت للرسوة استقبلنى شاطىء القناة بمائه وتوتره وهوائه وعم فاروق
لم اكن اعرف اسمه وقتها....عم فاروق ذلك الصياد البسيط والذى تقابله فى البحر والبحيرة وعلى سطح القناة او فى نيل القاهرة ...هو تلك الحالة الفريدة بتجاعيد الزمن على وجهه وفلوكته البسيطة ومعافرته مع المجداف ومعافرة الأثنان مع الأمواج.....فى هذا الجو اثر عم فاروق الأحتماء بشاطىء القناة لحين انتهاء المطر واضعا قطعة من المشمع القديم والمتهالك على ظهر الفلوكة حتى يحميها من غضب الطبيعة
قام الرجل بربط الفلوكة فى ظهر رصيف المعدية عكس اتجاه الرياح بحيث اصبح فى مأمن من الرياح وامامى تماما
ثم قال موجها حديثه الى..مستنى حد؟..قلت لأ
قال.لوعاوز تروح البر التانى اوديك بس بعد المطرة
رغم اغراء الفكرة انى اعبر القناة فى فلوكة الا انى قلت له شكرا يا حجوج
قال ..متفكرش كتير يا ابنى ومطرح ما ترسى دقلها...واعمل زى ما كان الشعراوى بيقول..خليك مشعلق فى ربنا
قلت..الله عليك يا عم الحج
قال..بقالك كتير مجيتش (تنتش)تصطاد من هنا
قلت بدهشة انت تعرفنى يا حجوج
فعلا انا لم اصطاد من هذا المكان منذ اكثر من سبع سنوات
قال..فاكرك انت واصحابك وابوك وانت بتيجى تنتش هنا من على اللسان ده
ثم قال..يا ابنى انا بقالى 60 سنة شغال فى الناحية دى وعمرى ماسيبتها حتى للبحر وحتى ايام الحرب كنت مستبقى
انا..ربنا يديك الصحة يا حاج العتب على النظر بقى
قال..انا عمك فاروق من القابوطى وبنتى ساكنة هنا فى بورفؤاد
قلت..انا جدى كان صياد وجدودى كلهم كانو بتوع بحر
قال..اسمه ايه؟ وعندما قلت اسمه اكتشفت انه لا يعرفه
ثم قررت الأستفسار عن احد المواضيع والتى كانت محل نقاش فى بيتنا المتواضع ليلة امس, حيث كان يعرض برنامج من تلك البرامج السلبية والتى تناقش معركة 56 بمناسبة العيد القومى لمحافظتنا السعيدة 23 ديسمبر
وكان الرأى الغالب فى البرنامج ان مصر لم تحارب ولم يكن هناك مقاومة ولا يحزنون , وان الحاصل هو ان الأتحاد السوفيتى هو من ضغط على امريكا والدول الأوربية لكى تترك مصر , وعلى الجانب الأخر كانت الخلافات الجانبية المعتادة بيننا عن من قاوم هل الشيوعيين وخلايهم ام الأخوان وخلاياهم , ناسين او متناسين مئات الشهداء والفدائيين من بورسعيد ومن خارج بورسعيد والذين لم يكن يوجههم اى تنظيم الا حب هذا البلد وهذه الأرض و من اشهرهم جواد حسنى وكتائب فدائى جامعة القاهرة والأفراد من عمال المصانع
الشىء الوحيد الذى اثق فيه وسط كل هذا العبث هو انى ومنذ تفتحت عيناى على الدنيا وانا ارى فى دولاب جدى العتيق مسدس وبندقية الى من التى يطلق عليها حتى الأن فى الجيش وسوق السلاح ألى بورسعيدى
وكان جدى يدعنى العب بتلك الأشياء وهو يروى لي عن اصدقائه من الفدائيين والذين كان يحضرهم متخفيين فى ملابس الصيادين فى بحيرة المنزلة ومنهم من استشهد ومنهم من ظل على صداقة بجدى حتى لجظة وفاته منذ شهر وما يزالو يحضرون الى بورسعيد هم وابنائهم واحفادهم
قلت له..كنت فى البلد وقت حرب 56 يا عم فاروق؟
قال.. يا ابنى انا كنت (فداوى)وكنت اخوان مسلمين
قلت..الله انت اخوانجى يا عم فاروق
(واضح ان الرجل لايعرف الفرق بين الأخوان والشيوعيين)
قال..اه دا اول ماصاحبتهم كان سنة 51 لما كانوا بيحاربو الأنجليز وكانوا بيخبو السلاح والزخيرة عندى , بس ابويا لما عرف ضربنى وخلانى اديهم حاجتهم , بس لما رجعوا (الفداوية سنة 56)كنت معاهم وكنت اخوان برضو
وكانو بيحطوا البنادق فى مقاطف الصيادين وكنت بعينها فى مركبى القديم
استعدت حوارى مع احد اصدقائى والذى قام بعمل حوار مع احد الصيادين من امثال عم فاروق عن الفدائيين وكان ملاحظته هى دهشة الصياد البسيط من هؤلاء الفدائيين الى جاين يحاربوا ويستشهدوا ورغم كده كانوا بيشربوا خمرة
استعدت ذكرياتى من حكايات جدى وجدتى واقاربى عن سيارات الدولة وهى تقوم بتوزيع السلاح على اهالى بورسعيد فى شارع عبادى وشارع كسرى وتذكرت اسامى شهداء من المفترض انهم اقارب لى
تكلم عم فاروق وحكى ذكريات واحداث اضيفت الى دفتر ذكرياتى
وعند نهاية تلك الجولة الشتوية كانت بداية سؤال ازعجنى جدا
لمتى سنظل نتناحر ؟ ولماذا هذه السلبية؟
لماذا نجد منا من بجلس واضعا رجل على رجل متباهيا باكتشافه العظيم اننا لم نحارب ولم نقاوم
لماذ تكريس هذه الروح السلبية؟
هل كتب علينا ان نعرف ان الأخوان فقط أو الشيوعيين فقط هم من قاوموا وتكلموا؟
لم امتلك وانا فى معرض بورسعيد ابيض واسود للصديق وليد منتصر عندما رأيت صور الشهداء الا ان اقرأ الفاتحة لكل من دافع عن تلك الأرض سواء كان حزبيا او فردا عاديا
قليلون هم من يستطيعون امتلاك تلك اللحظات من المشى تحت المطر متمتعين برؤية اجواء لن يستطيع الكثير رؤيتها فضلا عن معايشتها من رؤية البحر وهو يستقبل الأمطار فى شجن او التوتر الملحوظ فى على سطح القناة
قليلون هم من يتذكرون ( اول شتاوية )فى العام
ارتديت ملابسى المفضلة فى مثل تلك الجولات والتى تعتبر الأولى فى هذا العام, فى الغالب هو نفس الطقم اياه والذى عندما ادخل فيه اتقمص لا اراديا دور عادل ادهم ومحمود عبد العزيز واحمد ذكى وكل من اشتهر بالبالطو والكوفية
((ناقصنى سيجارة بقى))
قلتها لنفسى على الرغم من انى غير مدخن اساسا
قديما كنت اتحمس امثل هذه الجولات الشتوية, كنت اعشق المدينة فى تلك اللحظات, احاول التعرف على الوجه الأخر للمدينة , وجها اخر غير الذى الفته وعرفته, كنت احاول اكتشاف الناس والأماكن , اذهب للبحر وامر على الشواطىء , امشى بمحازاة ضفة القناة, كنت انتقل ما بين شواطىء بورسعيد وبورفؤاد عاشقا لرائحة التراب المبلل بالمطر.
الأن اصابنى الركود مثلما اصاب اشياء كثيرة وجميلة فى حياتنا , ولكنى لا استطيع التخلى عن تلك الجولات الشتوية
لذلك عندما قررت ان تكون جولتى قريبة قررت ان تكون جولتى قرب معدية الرسوة , فى ذلك المكان المنعزل والذى يبعد عن منزلى 20 دقيقة سيرا على الأقدام
فى مدخل العمارة قابلت عم مصطفى
وعم مصطفى هذ نموزج الجار التقليدى فى الشارع المصرى , اعتقد ان كل منا يمتلك عم مصطفى فى منزله او شارعه
اعتقد ان كل منا يمتلك ذلك الرجل الطيب ذو العجلة الأذلية والجريدة وعلامة الصلاة وملامح الطيبة واهم شىء هو ذلك السؤال الدائم عن الحال والأحوال وصحة الأهل ثم الكلمة المشهورة((السلام امانة))انه عبق الشارع
عم مصطفى-اهلا اهلا اهلا ازيك يا ابو حميد
انا- الحمد لله ازيك يا عم مصطفى باعتلك السلام مع عمرو والله
عم مصطفى-وصل يا ابو حميد كل عام وانت بخير اخبار الجيش ايه معاك
انا - هانت يا عم مصطفى دعواتك
عم مصطفى-ربنا يكرمك ونسمع عنك كل خير يا ابوحميد قولى مش عاوز اى حاجة انا زى ابوك
انا -الف شكر يا عم مصطفى
عم مصطفى-خلى بالك من نفسك والسلام امانة للحاج والحاجة وربنا يديم المحبة
اكمل طريقى قائلا لنفسى ((الدنيا لسه بخير والله))واكمل جولتى الشتوية الولى هذا العام
كالعادة وزى ما عم جاهين بيقول , ضربت ايديا فى جيوبى وهات يا مشى لغاية الرسوة, فعلا قلبى كان طرب ابتداء من منير وفيروز انتهاء بدندنة موسيقى جورج زمفير ((الراعى الوحيد)),دائما ومنذ زمن وكان لدى اعتقاد بوجود ما يسمى بالأغانى الشتوية والموسيقى الشتوية , كنت اشعر وانا اسمعها فعلا بالبرودة , اكاد ارى الأمطار امامى
اذكر اول مرة سمعت فيها فريق كرنبررز تأكدت من وجود ما يسمى موسيقة شتوية, من يومها وانا فى تلك الجولات استعيد رصيدى من تلك الأغانى الشتوية والتى حظى الرحبانية منها بالرصيد الأكبر
عندما وصلت للرسوة استقبلنى شاطىء القناة بمائه وتوتره وهوائه وعم فاروق
لم اكن اعرف اسمه وقتها....عم فاروق ذلك الصياد البسيط والذى تقابله فى البحر والبحيرة وعلى سطح القناة او فى نيل القاهرة ...هو تلك الحالة الفريدة بتجاعيد الزمن على وجهه وفلوكته البسيطة ومعافرته مع المجداف ومعافرة الأثنان مع الأمواج.....فى هذا الجو اثر عم فاروق الأحتماء بشاطىء القناة لحين انتهاء المطر واضعا قطعة من المشمع القديم والمتهالك على ظهر الفلوكة حتى يحميها من غضب الطبيعة
قام الرجل بربط الفلوكة فى ظهر رصيف المعدية عكس اتجاه الرياح بحيث اصبح فى مأمن من الرياح وامامى تماما
ثم قال موجها حديثه الى..مستنى حد؟..قلت لأ
قال.لوعاوز تروح البر التانى اوديك بس بعد المطرة
رغم اغراء الفكرة انى اعبر القناة فى فلوكة الا انى قلت له شكرا يا حجوج
قال ..متفكرش كتير يا ابنى ومطرح ما ترسى دقلها...واعمل زى ما كان الشعراوى بيقول..خليك مشعلق فى ربنا
قلت..الله عليك يا عم الحج
قال..بقالك كتير مجيتش (تنتش)تصطاد من هنا
قلت بدهشة انت تعرفنى يا حجوج
فعلا انا لم اصطاد من هذا المكان منذ اكثر من سبع سنوات
قال..فاكرك انت واصحابك وابوك وانت بتيجى تنتش هنا من على اللسان ده
ثم قال..يا ابنى انا بقالى 60 سنة شغال فى الناحية دى وعمرى ماسيبتها حتى للبحر وحتى ايام الحرب كنت مستبقى
انا..ربنا يديك الصحة يا حاج العتب على النظر بقى
قال..انا عمك فاروق من القابوطى وبنتى ساكنة هنا فى بورفؤاد
قلت..انا جدى كان صياد وجدودى كلهم كانو بتوع بحر
قال..اسمه ايه؟ وعندما قلت اسمه اكتشفت انه لا يعرفه
ثم قررت الأستفسار عن احد المواضيع والتى كانت محل نقاش فى بيتنا المتواضع ليلة امس, حيث كان يعرض برنامج من تلك البرامج السلبية والتى تناقش معركة 56 بمناسبة العيد القومى لمحافظتنا السعيدة 23 ديسمبر
وكان الرأى الغالب فى البرنامج ان مصر لم تحارب ولم يكن هناك مقاومة ولا يحزنون , وان الحاصل هو ان الأتحاد السوفيتى هو من ضغط على امريكا والدول الأوربية لكى تترك مصر , وعلى الجانب الأخر كانت الخلافات الجانبية المعتادة بيننا عن من قاوم هل الشيوعيين وخلايهم ام الأخوان وخلاياهم , ناسين او متناسين مئات الشهداء والفدائيين من بورسعيد ومن خارج بورسعيد والذين لم يكن يوجههم اى تنظيم الا حب هذا البلد وهذه الأرض و من اشهرهم جواد حسنى وكتائب فدائى جامعة القاهرة والأفراد من عمال المصانع
الشىء الوحيد الذى اثق فيه وسط كل هذا العبث هو انى ومنذ تفتحت عيناى على الدنيا وانا ارى فى دولاب جدى العتيق مسدس وبندقية الى من التى يطلق عليها حتى الأن فى الجيش وسوق السلاح ألى بورسعيدى
وكان جدى يدعنى العب بتلك الأشياء وهو يروى لي عن اصدقائه من الفدائيين والذين كان يحضرهم متخفيين فى ملابس الصيادين فى بحيرة المنزلة ومنهم من استشهد ومنهم من ظل على صداقة بجدى حتى لجظة وفاته منذ شهر وما يزالو يحضرون الى بورسعيد هم وابنائهم واحفادهم
قلت له..كنت فى البلد وقت حرب 56 يا عم فاروق؟
قال.. يا ابنى انا كنت (فداوى)وكنت اخوان مسلمين
قلت..الله انت اخوانجى يا عم فاروق
(واضح ان الرجل لايعرف الفرق بين الأخوان والشيوعيين)
قال..اه دا اول ماصاحبتهم كان سنة 51 لما كانوا بيحاربو الأنجليز وكانوا بيخبو السلاح والزخيرة عندى , بس ابويا لما عرف ضربنى وخلانى اديهم حاجتهم , بس لما رجعوا (الفداوية سنة 56)كنت معاهم وكنت اخوان برضو
وكانو بيحطوا البنادق فى مقاطف الصيادين وكنت بعينها فى مركبى القديم
استعدت حوارى مع احد اصدقائى والذى قام بعمل حوار مع احد الصيادين من امثال عم فاروق عن الفدائيين وكان ملاحظته هى دهشة الصياد البسيط من هؤلاء الفدائيين الى جاين يحاربوا ويستشهدوا ورغم كده كانوا بيشربوا خمرة
استعدت ذكرياتى من حكايات جدى وجدتى واقاربى عن سيارات الدولة وهى تقوم بتوزيع السلاح على اهالى بورسعيد فى شارع عبادى وشارع كسرى وتذكرت اسامى شهداء من المفترض انهم اقارب لى
تكلم عم فاروق وحكى ذكريات واحداث اضيفت الى دفتر ذكرياتى
وعند نهاية تلك الجولة الشتوية كانت بداية سؤال ازعجنى جدا
لمتى سنظل نتناحر ؟ ولماذا هذه السلبية؟
لماذا نجد منا من بجلس واضعا رجل على رجل متباهيا باكتشافه العظيم اننا لم نحارب ولم نقاوم
لماذ تكريس هذه الروح السلبية؟
هل كتب علينا ان نعرف ان الأخوان فقط أو الشيوعيين فقط هم من قاوموا وتكلموا؟
لم امتلك وانا فى معرض بورسعيد ابيض واسود للصديق وليد منتصر عندما رأيت صور الشهداء الا ان اقرأ الفاتحة لكل من دافع عن تلك الأرض سواء كان حزبيا او فردا عاديا
Sunday, January 01, 2006
على مشارف 2006 .......خواطر
ظريف انى احب الشمس
عشان دفاها
جميل انى احس...انهاعارفة انى بردان
ومحتاج ليها
بس المش ظريف
انى -افتكرها-ليا لوحدى
وانها بتدفينى لوحدى
وعارفانى لوحدى
مش ظريف
عشان الشمس
بتحبنا كلنا
وتدفينا كلنا
لذيذ انى احس ان البحر بتاعى
وبيفهمنى لما بحكيلو
لذيذ
لذيذ انى احس البحر جواه
اللى جوايا
بقلقه و توتره
بغموضه
بس المش لذيذ
انى افتكر ان البحر بتاعى لوحدى
بيحبنى لوحدى
عشان البحر بتاعنا كلنا
بيحبنا كلنا
مش عارف
فجرى طلع
ولا روح
لما عرفت الحقيقة
ويمكن معرفتهاش
زيفاجو
فى اغرب احواله
عشان دفاها
جميل انى احس...انهاعارفة انى بردان
ومحتاج ليها
بس المش ظريف
انى -افتكرها-ليا لوحدى
وانها بتدفينى لوحدى
وعارفانى لوحدى
مش ظريف
عشان الشمس
بتحبنا كلنا
وتدفينا كلنا
لذيذ انى احس ان البحر بتاعى
وبيفهمنى لما بحكيلو
لذيذ
لذيذ انى احس البحر جواه
اللى جوايا
بقلقه و توتره
بغموضه
بس المش لذيذ
انى افتكر ان البحر بتاعى لوحدى
بيحبنى لوحدى
عشان البحر بتاعنا كلنا
بيحبنا كلنا
مش عارف
فجرى طلع
ولا روح
لما عرفت الحقيقة
ويمكن معرفتهاش
زيفاجو
فى اغرب احواله
Subscribe to:
Posts (Atom)