كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عندما جائنى الصول و اعطانى تصريح الأجازة......تقدر تمشى دلوقتى يا احمد لو عاوز بس الحسن تستنى للصبح عشان تلاقى مواصلات.......اخذت التصريح و اعددت الشنطة و تممت على كل الأشياء
و ذهبت لأودع اصدقائى وخرجت من الوحدة لأقف فى الطريق الصحراوى وحيدا ابحث عن اى شىء اصل به الى الأسماعيليةحت اركب الى بورسعيد
وجدت سيارة ربع نقل مليئة باشياء لا ادرى كنهها و قبل الرجل مشكورا اخذى فى طريقه الى الأسماعيلية
وانا معلق فى ظهر السيارة اصارع هواء الطريق الصحراوى فاذا بسيارة مرسيدس عيون موديل 2005 تمر بجانبى و يقودها 3 فتيات لا يتعدين 25 عاما وعندما حازت سيارتهم السيارة التى استقلها او بمعنى اصح مدلدل منها وجدتهم ينظرون لى بكل بجاحة و يغرقون فى الضحك
كان واضحا تماما اننى موضوع هذا الضحك او هذه المهزلة
رغم ثقتى المفرطة فى نفسى اللى بتخلينى اخد مقلب كبير جدا فى نفسى واللى سببها انى عندى قناعة تامة ان انا واحد متربى جدا و ان ابويا اللى كان عميد فى الجيش المصرى وحارب اليهود و معاه نجمة سينا و كمية انواط تجهز عروسة واللى معاه دكتوراه فى الدراسات الأسلامية ربانى احسن تربية و علمنى احلى حاجة فى الدنياو هى حب ربنا وبلدى والناس و القراءة.....و اززاى اكون ابن بلد بجد.
المهم فى هذه اللحظة بالذات احسست انى شيوعى من الذين يظهرون فى الأفلام الرديئة
كنت عاوز اقول لهم باعلى صوتى انتوا مش احسن منى دا انا و انا وانا شعور سريع وغريب وخاطف استمر لحظات و سرعان م تلاشى بعد ان تجاوزتنا السيارة
بعد ربع ساعة وصلت الأسماعيلية وذهبت لموقف البيجو..... واحد بورسعيد يا ريس
ركبت البيجو الليلى الى بورسعيد و وجدت مجموعة متباينة من الأفراد منهم من نائم ومن يدخن فى ملل انتظارا للتحرك وفى الخلفية صوت ام كلثوم المنبعث من التسجيل القديم للبيجو.....نظر لنا السائق الذى كان من بورسعيد و قال لسى واحد بالصلاة على النبى نشيلو ونتكل على الله ..بتلقائية نظر الجميع له وقالوا له اتكل على الله يا اسطى
وعندما انتظم البيجو على اول طريق بورسعيد قال السائق التعبير المصرى الأزلى فى مثل هذه المواقف اقروا الفاتحة يا جماعة.....قرات الفاتحة فى سرى ثم اتبعتها بدعاء السفر ثم بدات امارس هوايتى العتيقة فى متابعة الطريق من شباك السيارة...اشجار المانجة المشهورة بها الأسماعيلية مع اعمدة النور مع السيارات المسرعة واضواء كشافات السيارات فى الأتجاه المقابل مع الست النبعث من المسجل القديم بالحان لا تخطاها الأذن لسيد مكاوى هذا العبقرى الجميل
(مخطرتش على بالك يوم تسأل عنى)
تمر السيارة من تحت كوبرى السلام العملاق انواره الليلية الممتزجة بانوار السيارات االمارة عليه تشعرنى ببانوراما ممتعة ..الأن اصل الى نقطة الكارتة الخاصة ببورسعيد ونتجاوزها و هذا معناه ان ما زال ربع ساعة فقط لدخول بورسعيد التى افتقدها كثيرا
الأن تظهر على يمينى قناة السويس و السفن المارة بها بأنواره القوية ومن بعيد تظهر انوار بورسعيد الحبيبة و المنفذ.....(امال غلاوة حبك فين وفين حنان قلبو عليا
لم اكن قد ذقت طعم النوم من 48 ساعة وعندما غفوت عيناى افقت على صوت السائق
حمدلله على السلامة يا جماعة الأجرة الله يصلح حالكو
عندما غادرت البيجو كان اول ما فعلته استنشاق هواء بورسعيد الحبيب هذا الهواء المشبع باليود و رائحة البحر ...عامة اعشق بورسعيد ليللآ
اخذت اول تاكسى وجدته امامى ......المعدية يا اسطى ..ماشى......ركبت التاكسى فؤجت بطوفان الأعلانات واللوح الخاصة بأنتخابات الرئاسة
بورسعيد انقسمت نصفان نصف للرئيس مبارك ونصف لنعمان جمعةو حزب الوفد باعتبار بورسعيد اشهر مدينة وفدية فى مصر
سالت السائق الذى من الممكن ان يوضع فى القاموس المصور وعليه سهم(ابو العربى) اخبار الأنتخابات ايه يا ريس قال لى ايمن نور كان هنا و نعمان جمة عمل ندوة كبيرة فى جنينة سعد
طيلة عمرى هادى و راسى ومحترم و لكن لا ادرى لماذا قلت له و انا اغنى تلك الأغنية الغريبة للمطرب الأغرب ....سعد سعد يحى سعد.... المهم الراجل ظن اننى شارب حاجة على اخر الليل ثم قال الرجل لى انت شكلك مش بورسعيدى انت متعرفش ان بورسعيد كلها وفدية ولكنى لا ادرى لماذا هذا الرد البذىء منى عندما قلت له نعم انا خواجا
ولم اسكت كررت كلامه كالسكران بورسعيد كلها.......ملوخية
عندما وصلت الى المعدية قابلت احد الأصدقاء وعندما سالته عن احوال البلد فقال لى البلد والعة فقات له اه الأنتخابات فقال لى لأ والعة حريم......المهم ركبنا المعدية (المجانية)على راى الفنان عمر مصطفى اسمع قرأن الفجر ياتينى من احد المازن البعيدة و تواشيح النقشبندى الذى اعشقه تاتينى من مكان اخر لا ادرى لماذا اشعر بالقشعريرة فى هذا الوقت بالذات و خاصة عندما يصاحب تلك المؤثرات صوت صفير قطار من بعيد او صوت نفير سفينة تغادر ميناء بورسعيد
الأن اصل للمنزل لأحضان الحبايب لللأصدقاء للجزور و اخيرا مثل ما قال مارسيل خليفة و محمود درويش
الى خبز امى واكل امى وسمك امى وسلطة امى
No comments:
Post a Comment