Saturday, January 14, 2006

فلاش باك

عرفته من أول نظرة , مثل الشهاب أضاء فجأة فى ظلمات ذاكرتى , ما ذلت اذكره , رغم الدقن والجلباب وعلامة الصلاة التى غطت جبهته العريضة , رغم الزيادة الواضحة فى وزنه عرفته , رغم كل ذلك ما ذال يحتفظ بتلك الأبتسامة الملائكية التى طالما أحببتها , والتى طالما أسرت قلوب كل من تعامل معه من مجموعتنا الصغيرة والتى ظهر وأختفى فى حياتها فجأة مثل كل ما هو جميل
لا أستطيع وصفه الا بكلمة واحدة...انسااااااان
ابتسامته التى طالما أسرتنى بصفائها أكدت لى انه ما زال يذكرنى بعد أكثر من سبع سنوات مضت على فراقنا , انه عرفنى مثلما عرفته
انه يريد قول ما اريده , الأبتسامة التى تبادلناها فى تلك اللحظة أكدت ذلك
كم هى طويلة تلك اللحظة القصيرة التى تلاقت عينانا فيها
كنت أقف فى المعدية الذاهبة لبورفؤاد , وكان يقف فى المعدية الذاهبة لبورسعيد , انفراجة فمه التى لم تكتمل لحظة تجاور المعديتان فى وسط القناة قابلتها ابتسامة مماثلة من فمى نالت نفس المصير من عدم الأكتمال , لكنى اعتقد انى سمعت صوته جيدا
تذكرت المدة القصيرة التى قضيناها سويا
تذكرت أول لقاء بيننا فى ذلك الصيف البعيد من عام 98 , كان درسا من تلك الدروس الصيفية التى راجت ايام ما كان يدعى بالتحسين
تلك الدروس الصيفية المليئة بالأحلام والحر والقلق والعرق , كان من ذلك النوع الذى احب ان افتح قلبى له من أول لحظة
كان يمتلك تلك العينان الطيبتان الضاحكتان واللتان اذا قلت انى كنت اغرق في بحر طيبتهم ونقائهم
لم يكن من بورسعيد , كان قاهريا وكان يكبرنى فى السن , جاء الى بورسعيد كى يستطيع المذاكرة بهدوء بعيدا عن توتر الأسرة وازعاج الأصدقاء على حد قوله ....كنت أعرف ان هناك سبب اخر ولم اسأل
تكلمنا كثيرا , على ضفاف القناة وأمام شاطىء البحر , حيث كانت هناك هواياتنا متقاربة ومتشابهة نوعا ما
حكى لى عن والده الصحفى , ووالدته المخرجة بالأذاعة , حكى عن أخيه الكبير الذى يعيش فى فرنسا , حكى عن هوايته فى الرسم والتى يعشقها بجنون , حدثنى عن محمود سعيد , وحامد ندا
كان يعشق الموسيقى الغربية ومحمد منير , وكان محمد منير فى تلك الفترة كان استطاع مع فيروز انتشالى من الموسيقى الغربية
حدثته عن صلاح جاهين وحدثنى عن مظفر النواب وبدر شاكر السياب , حدثته عن الشيخ أمام فحدثنى عن مارسيل خليفة ووجيه عزيز و الهام مدفعى وجوليا بطرس و زياد رحبانى , حدثته عن محمود السعدنى فحدثنى عن ابراهيم اصلان وبهاء طاهر
كان موسوعة بالنسبة لى فى ذلك الوقت , رغم عقلانيته واتزانه عن اقرانه فى تلك المرحلة الا ان نقطة واحدة كانت سبب دهشتى منه بل وذهولى بعد التأكد من صدق كلامه , وهذا عندما حدثنى عن حبيبته , من الطبيعى ان يكون على علاقة عاطفية
الغير طبيعى عندما صارحنى بمن يحب , ومن هى التى ينتظرها عند شاطىء البحر
انه كان يعشق ممثلة امريكية كانت بطلة مسلسل يعرض فى تلك الفترة اسمه (( فتاة المحيط)) كان يعشقها بجنون
كان يذهب ليذاكر امام البحر لعلها تظهر أمامه , كان مريض نفسيا , وهذا ما تأكدت منه منه شخصيا , وكان يعرف انه مريض
كنا متفقين على لقاء قبل عودته للقاهرة كى يعيد لى ملزمة خاصة بالمستوى الرفيع كان يقوم بتصويرها , الا انه تركها عند احد جيرانه فى الشقة التى كان يستأجرها فترة اقامته فى بورسعيد , والتى انظر لها و اذكره كلما مررت من تحتها
اختفى من حياتى فجأة كما ظهر فجأة , الا انه ترك ذكريات وانطباعات لاتنسى , رغم يقينى من مرضه النفسى , الا انى احببته جدا
اليوم وبعد ان شاهدته ذهبت للشقة ولكنى وجدت طلبة مغتربين عائدين من اجازة العيد فى استعدادهم للأمتحان
فعلا اتمنى مقابلته فى الأيام القادمة

9 comments:

Doaa Samir said...

زي ما أوجزت وأبلغت في تشبيهك ليه بالشهاب.. فعلا فيه ناس زي الشهاب؛ تظهر قدامك في السماوات وتسقط ولا تعرف إلى أين ذهبت، لكن لمعانها وبزوغها لا يزال عالقاً بذاكرتك

أحييك يا أحمد، أنت تجيد اقتناص اللحظات

radwa osama said...

هكذا انت ..تقبض على اللحظة بحميمية

hesterua said...

دعاء
رضوى

انا لا امتلك الأن اجمل من اللحظة
احاول الحفاظ عليها برغم يقينى م استحالة ذلك الا انى احاول رؤية اللحظة فى لحظات اخرى وملامح اخرى
بجد
عاجز عن الشكر

أبوشنب said...

يخرب بيت كده بجد ياحمد

لا والله رائعة

نفسي أشوفه أنا برضه

أصلك صاحبتني عليه

أبوشنب said...

دعوة للقاء بالمدونين
في معرض الكتاب
عكاظ الشعراء
الجمعة 20 يناير

الساعة الرابعة عصراً

islam yusuf said...

يااااااااااااه
دى صيحة استحسان او ممكن تسميها انبهار , انت تقر توصف صديق بالدقه دى , انت شوقتنى اولا انى اشوفه و احضنه , و ثانيا انى اقعد معاكو ساعة العصارى على الشط نتذاكر فى اسماء المغنيين و الأداء و الممثلين و الثقافه , نتصفح كتاب الطبيعه ,نملأ انوفنا بهواء الصداقه و الحنين و الحب
انت بصراحه حطتنى فى مود مش قادر اطلع منه بل اتمنى انى افضل فيه على طول
يا سلام لو نفس الإنسان تبقى صافيه بالشكل ده

islam yusuf said...

على فكره باقى من الزمن 10 ساعات
على لبسى يعنى و مغادرتى ارض الوطن المحلى لكى اغوص فى صحراء الجيش او جنته
مش عارف
كله خير

hesterua said...

ابو شنب
كلامك وسام يا جميل
اسلام
حاسس بيك
بس صدقنى كله بيعدى
انا السنة اللى فاتت زى وقتك ده
كنت فى نفس حالتك
يا ريت بكون الميل اللى بعتو ليك وصل
تحياتى

Unknown said...

أوشين جيرل
ياااااه تصدق المسلسل ده انا كنت بموت فيه هو وبطلته
صاحبك مكنش مريض نفسي يا احمد
البنت اللى كانت حلوة قوى