Friday, March 09, 2007

.....دائما هناك


دائما هناك , بوجهه المألوف الذى تتشكل عليه معالم المدينة صباحا , واحزانها فى المساء ...بشكل ما , ومنذ أدركت المدينة, وهو جزء من ملامحها العتيدة , أحب المدينه فأحبته , يشبه بيوت حى العرب فى أصالتها , يفوح منه عبق حذاب, أنيق أناقة بنايات حى الأفرنج القديمة , بورسعيدى النكهة والطابع , فى ثورته أشبه بموج البحر فى ليل ديسمبر , وعندما يهدأ , يصبح أهدأ من مياه القناه فى نهار صيفى , يتكلم فيصلنى صوته محملا بأغانى الضمة ومووايل الصيادين فى البحيرة , يعرف ما تبقى من المدينة , بل يصنف كأحد أهم معالمها الباقية , احتار فى فهمه كثيرون , فهو تارة أبيض القلب مثل طيور النورس , ضعيف مثل طيور السمان الحزينة , و تارة قاسى مثل احجار شارع البازار البازلتية , عنيف مثل نوة رأس السنة , ولكنه أولا وأخيرا, دائما هناك , كما تعودت ان يوجد منذ سنوات , نفس البلمة الأنجليزية الطابع , وكفه المتعرقة والقابضة على علبة السجائر البحرى الفاخرة مع ميدالية كثيرة المفاتيح تلمع مع ولاعته الذهبية العتيقة , تندهش من صوته الخشن بسبب افراطه قديما فى الشراب وهو يعلن انه ذاهب لصلاة الضهر وما يلبث ان يعود ليجلس على ذلك البار القديم والوحيد الباقى فى المدينة , يغيب اياما يعود بعدها بنفس هدوئه وصخبه , طيبته وثورته , يتحدث عن جدته اليونانية , يخط على الرمال ملامح حبيبته الأيطالية القديمة , يبكى حزنا على زوجته المصرية الراحلة , ثم يلتفت يمينا ويسارا ويضحك وهو يروى مغامراته العاطفية , ولذلك وسواء تقبلته ام نفرت منه , فانه يبقى دائما ...هناك
اللوحة من اعمال...ويليام ويتكر

6 comments:

كرانيش said...

وفقت فى وصف الرجل
ولو كنت قعدت ساعتين توصف كنت هقبل
لكن مش عارفه ليه حاسه انك موفقتش فى اختيار الصوره معرفتش اوفق بينها وبين الكلام
مفيهاش وداعه ولا حنيه الراجل اللى بيبكى على زوجته الراحله وبيحب بلده

محمد عبد الغفار said...

وصف رائع لنسان موجود فى كل بلد

Omar Mostafa said...

يا حبيبي يا بتاع الناس :-)

مريم said...

اول مرة ازور مدونتك وكان الشرف ليا فى الحقيقة
مش هدعى القدرة على التعليق لمجرد انى اعلق بس انت تستحق تحيةوزى كرانيش ما قالت خدتنا معاك ولو طولت مكناش زهقنا

hesterua said...

كرانيش
منورانى يا جميل
شكرا بجد يمكن كلامك صح شوية
محمد
منورنى يا جميل

عمر الفنان
منورنى يا قمر
واحشنىىىى
مريم
شكرا يا جميل
ومنورانى بجد

mohammed said...

:) ذكرتني ب " صلاح " ، إنه ذلك الجالس هناك دائماً في قهوة " شيخ العرب " - الاسم قريب من " حي العرب " !!! - وقد حكى لي صديقي - عندما سألته من هو صلاح ؟ - أن جدته - جدة صديقي - هي من قامت بتوليد والدة صلاح ، وقد خرج " صلاح " إلى الدنيا ، كطفل منغولي ، وبعدها مات الوالد ، فالوالدة ، أما شقيقه الوحيد ، فقد سافر ، ليترك " صلاح " وحيداً ، ينام " صلاح " في محل مجاور للقهوة ، وصاحب القهوة يُلبي جميع طلبات " صلاح " لا لشئ إلا أن " صلاح " يُعتبر بركة

:) كلماتك العذبة أعادتني ، لتذكر " صلاح " ، أتمنى في يوم ما أن أرى اسمك على مجموعة قصصية ، وخاصةً وأن أسلوبك سلس ، عذب ، بالتالي لا تبخل علينا به ، في عمل راقي ، مثل " دائماً هناك "

تحياتي
محمد عادل \ أوسكار
http://oscarization.wordpress.com/