Sunday, March 25, 2007

النوارس تأتى كل شتاء



فى المحنة قد ينتهى الأنسان , وقد يولد مرة أخرى , قد يكتشف نفسه من جديد , وقد يعاد اكتشافه من قبل الأخر , يقولون أن المحن تصنع رجالا , ولكننى أقول أن المحن تصنع انسانا قبل أى شئ , أجبرتنى المحنة أن أعيد النظر الى التابوهات التى اتخذتها يوما ما , معانى جديدة وقيم مختلفة بدأت تدريجيا فى التسرب الى روحى , صدق من قال أن الأنسان قد يكتشف أن كل ما كان يمثل له قيمة أصبح لا شئ , يوما ما كنت أجلس معها , أحاول ان أثبت لها اننى الأكثر خبرة وعمقا , وأننى من وضع الحياة داخل ورقة صغيرة فى جيبه , بينما تحاول هى اثبات انها الأكثر بساطة وفهما لطبائع البشر , الأن أحتاج لخلع قناع البساطة القديم , ومواجهة العالم بوجه عارى من كل ادعاء , ها أنا بكل مزاياى وعيوبى ومتناقضاتى فى لحظة صفاء نادرة , الأن انا اكثر من يحتاج لتلك اللحظات المسروقة من العالم , وكأنى أكتشف لأول مرة كل تلك المبهجات , ها أنا من جديد أعود لحياة اعتبرتها يوما رمز للتناقض , فأجلس مع أصدقائى فى مسجد السنة , ثم أخرج لأسهر مع أصدقاء أخرين فى واحدة من تلك الكافيهات الحديثة وأتركهم لألحق بمكالمة تيلفونية ناعمة أنهيها قبل الرابعة فجرا لأستعد لصلاة الفجر من جديد , أمشى فى الظلام شاعرا بنور داخلى يضئ روحا شفافة افتقدها منذ أعوام , أذهب لشاطئ البحر لأشاهد شروق الشمس , فتفاجئنى أسراب النوارس المهاجرة عائدة الى بلادها من
جديد , أحزن للحظة ثم أبتسم قائلا لنفسى ...النوارس تأتى كل شتاء
الصورة عدسة الفنان...وليد منتصر

8 comments:

أجدع واحد في الشارع said...

بصراحة انا مش عارف اقولك ايه !!!؟

Dananeer said...

احلى حاجه بجد يا احمد
الصفاء

تــسنيـم said...

شفافة أووي يا أحمد.. إنت سمحت للي جواك بجد إن يتخلص من أي قيود ممكن تفرضها عليه من باب العيب والانتقاد وسيبته يظهر على السطح لتواجه به نفسك علشان كده حسيناها أوووي ولّمست معانا. تحياتي

Carol said...

كأنك تتكلم عني
!!
فأنا أيضا نزعت كل الأقنعة و كل كم حولي
يتساءلون كيف تبدلت الأحوال في أيام قليلة و أصبحت أغني بصوت عالي في الشوارع و أتمنى أن تصل ضحكاتي إلى كل قلب معلنه بها فرحي و رفع رايات البهجة داخلي..
أسمعهم يهمسون من وراء ظهري كيف تبدلت الأحوال و أنا أستمر في السير مبتسمة لحيرتهم، مستمتعة بها.. و أخذت على نفسي عهدا أنني سأريهم كل يوم أن حياتي أصبح لها معنى جديد..و ينطق كل فعل في جسدي بذلك
نعم.. إنني تحررت... تحررت و رجع ذلك الطفل الذي فقد توازنه و عاش في غيبوبة مؤقتة.. رجع متعطش للحرية.. و ليحيي حواسه التي أوشكت على الضمور
بسبب أقنعة خانقة
تمنعك من الكثير
عيش كما تريد ... كما يرتاح قلبك

carol

nour said...

دايما الحد اللى كان بيمثلى قيمه بيصبح لا شىء
دى حاجة قدريه و لازم تحصل
اسلوبم فظيع ده انا كنت سامعه عزف كمنجات و انا بقرا
النوارس تأتى كل شتاء
نوارس الكلمه دى جايه من عوالم نزار قبانى و ماجدة الرومى لما تغنى قصايد و فاروق جويده
الطيور دى نفسها بتودى الواحد لدنيا تانيه
تاتى كل شتاء فعلا
الله عليك

hesterua said...

باسم
لأ قول يا قمر
منورنى

دنانير
فعلا صفاء وسحر
))
انت فين يا عم من زمان
منورنى

تسنيم
منورانى بجد
وشكرا على كلامك الجميل ده

كارول

عارف الأحساس ده
يا رب دايما ومنورانى بجد

نور
الله عليكى انتى
شكرا على زيارتك وعلى كلامك الجميل

مريم said...

اللى مصبرنى يا احمد انى عمرى ما كفرت باللحظات المسروقة

Amani Lazar said...

أشاركك هذه التجربة بشكل ما
ألاهم بالنسبة لي أن اكون صادقة مع نفسي وأن اكون أنا كما أنا ولست مضطرة لأن أفعل شيئا أو أظهر بمظهر لا يمت بصلة لما في داخلي بسبب الاحراج او
الحصول على رضى الاخر مهما كان
سلامات
:-)