مثل عجوز أنيقة تعيش , صنعت لنفسها عالم مواز اختارت مفرداته من أقرب الأشياء الى قلبها , تمارس حياتها وفق برنامج ثابت أصبحت
فقراته طقوسا مقدسة بمرور الأيام , بعد نفيها الأجبارى هنا اختارت بنفسها قرار نفيها الأختيارى , وتقوقعت أكثر على عالمها الصغير محاولة التشبث ببقاياها القديمة , يوما ما كانت هناك , تقترب من احلامها , تعيش التجربة والحب وترى الحلم من بعيد فاتحا ذراعيه , وفجأة وبلا مقدمات وجدت نفسها تعود هنا لظروف خارجة عن ارادتها , وها هى تنتظر عامها الخامس والعشرين بعيدا عن كل ذلك بينما تراقب عالمها القديم من بعيد
من مكان عملى تعودت أن أراقب رحلتها اليومية عن قرب , فى الثامنة مساء كل يوم تظهر أمامى قادمة من بورفؤاد , تدخل السوبر ماركت القريب لتشترى شيكولاتة من نوعها المفضل , تقف على باب السوبر ماركت تأكل قطعة واحدة وتضع باقى القالب فى حقيبتها , ثم تكمل سيرها الى ان تصل لبائع الورد الذى يعرف طلبها فيعطيها وردة بيضاء صغيرة تضعها بحرص فى جانب حقيبتها ايضا , تسير لأخر الشارع حيث النت كافيه الصغير , تجلس على نفس المقعد الذى تجلس عليه كل يوم , تضع حقيبتها بأناقة بينما تطلب من صاحب المحل أغنية لفيروز , بعد نصف ساعة بالظبط تخرج من النت كافيه موليه وجهها نحو كافتيريا البحر , فنجان القهوة يعتبر من طقوسها المقدسة , تستمتع به والبحر معا , فى العاشرة بالظبط تنتهى من فنجان القهوة لتبدأ رحلة عودتها , تعود عبر شوارع محددة لا تغيرها ابدا , تسير فى طرقات حى الأفرنج الخالية , لا تحب الزحام وراغبة عن نظرات الشباب وتلميحاتهم
عندما دعتنى لتناول فنجان من القهوة فى مكانها المفضل وافقت على الفور , عندما تقابلنا اندهشت من معرفتى لبرنامجها اليومى , قابلتها عند المعدية , ابتعنا الشيكولاتة سويا , ذهبنا لبائع الورد ثم السيبر , وجلست امامها جوار البحر , لا أعرف كيف توقعت انى لا أشرب القهوة , فاجئتنى أرائها الحادة فى الناس والحياة ,تتحدث بانطلاق , تلتفت يمينا ويسارا وتنقل بصرها بين البحر وبينى , تتكلم عن الأدب كناقدة محنكة , وتتحدث عن الفن بعيون ذواقة , حدثتنى عن أبيها الراحل وأمها المريضة , عن تركها لمعهد السينما لظروف ما , وعن ليسانس الحقوق الذى لا تفعل به شئ , عرفت قصة حبها القديم , وشعور الغربة والوحدة الذى يجتاحها كل ليلة , عن ليلها التى تقضيه فى مشاهدة الأفلام الأجنبية حتى الصباح , وعند باب الكافتيريا رفضت ان أسير معها فى رحلة العودة , قالت... فيروز بتقول...دايما فى الأخر ..فى أخر...فى وقت فراق,, ابتسمت قائلا ...يعنى مش هشوفك تانى ؟....فأجابت...هشوفك... لما
أشوفك
فقراته طقوسا مقدسة بمرور الأيام , بعد نفيها الأجبارى هنا اختارت بنفسها قرار نفيها الأختيارى , وتقوقعت أكثر على عالمها الصغير محاولة التشبث ببقاياها القديمة , يوما ما كانت هناك , تقترب من احلامها , تعيش التجربة والحب وترى الحلم من بعيد فاتحا ذراعيه , وفجأة وبلا مقدمات وجدت نفسها تعود هنا لظروف خارجة عن ارادتها , وها هى تنتظر عامها الخامس والعشرين بعيدا عن كل ذلك بينما تراقب عالمها القديم من بعيد
من مكان عملى تعودت أن أراقب رحلتها اليومية عن قرب , فى الثامنة مساء كل يوم تظهر أمامى قادمة من بورفؤاد , تدخل السوبر ماركت القريب لتشترى شيكولاتة من نوعها المفضل , تقف على باب السوبر ماركت تأكل قطعة واحدة وتضع باقى القالب فى حقيبتها , ثم تكمل سيرها الى ان تصل لبائع الورد الذى يعرف طلبها فيعطيها وردة بيضاء صغيرة تضعها بحرص فى جانب حقيبتها ايضا , تسير لأخر الشارع حيث النت كافيه الصغير , تجلس على نفس المقعد الذى تجلس عليه كل يوم , تضع حقيبتها بأناقة بينما تطلب من صاحب المحل أغنية لفيروز , بعد نصف ساعة بالظبط تخرج من النت كافيه موليه وجهها نحو كافتيريا البحر , فنجان القهوة يعتبر من طقوسها المقدسة , تستمتع به والبحر معا , فى العاشرة بالظبط تنتهى من فنجان القهوة لتبدأ رحلة عودتها , تعود عبر شوارع محددة لا تغيرها ابدا , تسير فى طرقات حى الأفرنج الخالية , لا تحب الزحام وراغبة عن نظرات الشباب وتلميحاتهم
عندما دعتنى لتناول فنجان من القهوة فى مكانها المفضل وافقت على الفور , عندما تقابلنا اندهشت من معرفتى لبرنامجها اليومى , قابلتها عند المعدية , ابتعنا الشيكولاتة سويا , ذهبنا لبائع الورد ثم السيبر , وجلست امامها جوار البحر , لا أعرف كيف توقعت انى لا أشرب القهوة , فاجئتنى أرائها الحادة فى الناس والحياة ,تتحدث بانطلاق , تلتفت يمينا ويسارا وتنقل بصرها بين البحر وبينى , تتكلم عن الأدب كناقدة محنكة , وتتحدث عن الفن بعيون ذواقة , حدثتنى عن أبيها الراحل وأمها المريضة , عن تركها لمعهد السينما لظروف ما , وعن ليسانس الحقوق الذى لا تفعل به شئ , عرفت قصة حبها القديم , وشعور الغربة والوحدة الذى يجتاحها كل ليلة , عن ليلها التى تقضيه فى مشاهدة الأفلام الأجنبية حتى الصباح , وعند باب الكافتيريا رفضت ان أسير معها فى رحلة العودة , قالت... فيروز بتقول...دايما فى الأخر ..فى أخر...فى وقت فراق,, ابتسمت قائلا ...يعنى مش هشوفك تانى ؟....فأجابت...هشوفك... لما
أشوفك
عدسة... وليد منتصر
14 comments:
بورتريه صورة وبورتريه حالة
البحر والقهوة وفيروز
ومتابعة رقيقة
بسيطة و سووو ناعمة
احمد البورسعيدى
وحشتنا حكايات قلمك الجميل
صدقنى عشت معاك الاحداث بجد
اصل انا من محبي بورسعيد نظرا لاصول جدتى لامى من تلك المدينة العريقة
اشعر باحساس غريب هناك يجذبنى للبقاء
اشكرك و اتمنى ان تشاركنا بمجموعة الفاجومى لنشر كتاباتك هنا
http://groups.yahoo.com/group/fagoumi/
يسعدنا اشتراكك
وحشتنى قصصك الدافيه وجوها الرقيق
هى دى حقيقيه ؟
جميله جدا
جميلة جدا رائعة كلماتك
وحياة النبى انا نفسى اقابلك بس عشان تكتب عنى بورتريه من دول
ايه ده
صلاح طاهر يا واد
انت جميل
يابنى انا و الله قلتلك من زمان انت انت فنان
نشرت ابل كده و اللا ماليكش فى النشر يادفعه ..سابقا
اشوفك لما اشوفك
منتهى الشاعريه
بس
انت كنت بتتجسس عليها
اكيد بورسعيدي وبحر حتكون الكلمات دي كلها رمانسية ودفئ
لو جد ثاني كتبها مش حيكون كدة
جميل جدا
ماتنساش تشرب ليمونادة المرة الجاية لما تشوفها
:)
وحشتنى حكاويك يا فنان
لحظه جميله عشتها معاكم على البحر ومع صوت فيروز اللى مش بيفارقنى
بورتريه اكتر من رائع
معلش سامحنى انا بقالى مده مازرتكش
انت عارف الامتحانات بقى
دعواتك ليا
تدوينة أخذتني لأمكان بعيدة
لأعمار مختلفة
لأشخاص قريبة و بعيدة
أسمعتني خلفية موسيقية هادئة
و ليل دافئ مبطن بالغربة
مزيج من المشاعر :)
تحياتي
هي وتلك الحالة التي تأخذك اليها والتي اخذتنا اليها معك
اكثر من رائعة .. الشخصية سواء كانت واقعية ام محض خيال
قريت كل الي انت كاتبه
الشعر بتاعك حلو اوي
jeen
شكرا يا قمر
بتنورينى والله
الشاعر الجميل طارق
منور يا عمنا
وشكرا على كلامك بجد
يعنى طلعنا بلديات نوعا ما ,, بجد تنورنا اى وقت يا جميل
وشكرا على دعوتك الرقيقة ومعاكوا انشاء الله
سارة
وهى وحشتك بس انتى بتسألى ليه كل مرة حقيقة ولا لأ
طبعا يا باشا حقيقة
سارة
انت اجمل
منورانى
bosbos
رائعة زى كلامك
شكرا
مريم
من غير ما تحلفى مصدقك
وكمان وانا كمان
وبعدين انت محدش يقدر يوصفك يا جميل
شكرا بجد يا مريوم
اسلام
كيفك يا دفعة
شفت
دخلت وخلصت وطلعت
اخبارك ايه
شكرا على كلامك يا قمر
مكنتتش بتجسس يا عم بس كنت متابع ومعجب بالحالة دى من سنة قبلها وبعدين قربنا قوى
lemonada
شكللك تعرفيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عامة انا فعلا مدمن عصير الليمون وبشربه كتيييييييير
وشكرا على كلامك يا قمر
وينكى
القمر نزل عندى
يا بختى
فينك يا وينكى
ليه مشيتى وسبتى
اجمد يا عم
خلص وعريسك عندى
كارول
منورانى والله
شكرا على تحليلك الرائع ده
لمياء محمود
شكرا يا قمر
منورانى بجد
Post a Comment