Saturday, September 17, 2005

خريف و مدينة

(حبيتك بالصيف حبيتك بالشتاء)
صوت فيروز ينساب اليه فى ذلك الصباح الخريفى والذى يؤذن بشتاء عاصف من تللك الشتاءات التى يعشقها منذ طفولته.........الأن شعر بحاجته لهذه العادة القديمة
تلك العادة التى تلح عليه فى مثل هذه الأوقات من كل عام
يعشق المدينة و شوارعها و رائحة الشوارع ذاتها , يعشق بورسعيد الخريف و الشتاء
اى عشق المطر الخفيف وهو يرتطم بمعطفه الجلدى اثناء تجوله وحيدا فى المدينة
(( اتعرفون هذا الشعور ))
الشعور بالتفرد برؤية اجواء لن يراها الا القليل من الناس و الأستمتاع بها بنفس الطريقة

نظر من الشباك ليحدد نوعية الملابس التى سرتديها فى اول جولاته هذا العام
البرد والغيوم اكدا له ضرورة المعطف الجلدى -الذى يعشقه ايضا- و ارتدى ملابسه فى عجالة وفى ظرف 10 دقائق كان فى الشارع فى انتظار اى شىء يقله للمعدية
عندما اصبح بداخل المعدية كان اول شىء يود فعله هو استنشاق اكبر كم من تللك الريح الخريفية الباردة والتى تذيد من عشقه لها كالأدمان
اخذ شهيق كبير وهو يرفع راسه لأعلى كالعادة ليحلى عينه بتلك الماذنة الخاصة بمسجد المجمع و التى يراها وهوعائد من السفر حتى قبل ان يدخل بورسعيد ب10 كيلو متر

عندما وصلت المعدية بورسعيد احتار يبدا رحلته من اين ....استقر اخيرا الى البدء بالممشى
صعد الممشى فى هدوء وزاد من شعوره بالبرد ذلك اللون الرمادى لمياه القناة
حبات المطر الممتعة المتساقطة حوله
اتجه نظره لتلك المبانى القديمة و غير الماهولة والتنى تشوه مدخل القناة امام السفن العابرة
لدرجة ان السائحين ينظرون ناحية بورفؤاد على اعتقاد ان هى الميناء
وصل فى رحلته الى ديليسيبس ذلك الممشى الحجرى و الذى شهد ذكريات تلك المدينة
و ذكرياته هو شخصيا منذ كان يحبو على تللك القاعدة الى ان اصبح شاب (يزوغ )من المدرسة و يجلس هنا على السور السلكى القديم ساندا ظهره اليه مثل الكبار

عندما وصل الى قاعدة التمثال رأها
لم يكن من الذين يفتنون بالنساء من اول نظرة و لكن شىء ما شد انتباهه لها
قد يكون بساطة ملابسها مثلا ....فقد كانت ترتدى ذلك البنطلون الليفيز البسيط و الذى تعرفه من اول نظرة وبالطو طويل يكون فى قمة اناقته عندما تحاول ضم ياقته لتتقى شر البرد

شعرها القصير (الجارسون)جعله يعرف من الوهلة الأولى انها من خارج بورسعيد

تجاوزها بنظرة خاطفة وشعوربانه سيراها مرة ثانية و اكمل طريقه متجها نحو السلم و متجاوزا عربة الترمس الأزلية
متخذا سور الميناء على يمينه حتى وصل الى الجامع العباسىو امام الجامع القديم احتار ثانية ايكمل طريقه الى البحر ام يؤجله و يذهب الى شارع البازار الذى شهد الكثير من
جولاته السابقة .....واخيرا تجاوز المسجد الى شارع 23 يوليو مرورا بحديقة فريال العتيقة
حتى وصل الى ذلك الشارع الفريد زى الخصوصية

شارع البازار يعنى له الكثير
اللعب والهدايا من عند سيفونير العيش الفينو اول يوم مدرسة من عند سان جورج
و اى حاجة غريبة هتلاقيها عند الفار
اكمل رحلته فى الشارع مفتقد حجر البازات الأسود المميز للشارع و الذى لم يعد موجودا
الا فى سوق البلدية ( عند عم على بابا )بتاع السيبيا

عندما اشتد المطر كان قد وصل الى ذلك الرجل الذى يبيع الكتب القديمة على ناصية سوق البلدية العتيق--شارع البازار وبنما--ووقف امام الرجل ينظر ماذا عنده
فى شتاءاته السابقة كان يقف امام الرجل يقلب فى الكتب و تاتيه من بعيد رائحة الخبز السخن من مخبز الكمبارتيف......اختار كتب لماركيز وباولو كويلو ومحمودالسعدنى

اتجه خارجا من البازار ماشيا فى شارع بنما الى صلاح سالم و عندما وقف امام الليسيه شعر بحاجته الأن للذهاب للبحر فاكمل طريقه مارا بفيلا ديليسيبس حتى اول البحر عند
الحاجز الشرقى كعادته فى مثل هذه الجولات
كان يدندن مع نفسه اغنية منير الجميلة
( برة الشبابيك غيوم بر الشبابيك مطر)
عندما اصبح امام البحر وجها بوجه شعر بتلك الحالة التى لن يستطيع و صفها
لن يكون فيلسوف و يزعم انه يتحدث مع البحر
ولكنه متاكد من ان البحر يفهمه ......بدا يمارس هوايته القديمة فى الجرى بحرية امام البحر و اخذ شهيق كبير و جمع الودع الجميل
ثم رأها امامه مرة ثانية .......قال لنفسه بتهكم ....مش بالسرعة دى
تيقن ايضا من انها من خارج بورسعيد عنما راى لوحات سيارتها الفخمة -القاهرة-
هى ايضا ارتبكت و نظرت له طويلا عندما رأته مرة ثانية

اعطاها ظهره و اتجه مبتعدا عن البحر شعر انه بحاجة لرؤية الناس و الشوارع الغارقة فى المياه وعندما وصل لشارع طرح البحر اخذ اول تاكسى مر امامه المعدية
وعندما وصل لها تذكر انه نسى شراء البوم قديم لفيروز كان قد قرر ان يشتريه بعد ان اضاعه اخيه الصغير
رجع الى ذلك المحل الشهير فى ذلك الشارع الضيق الواصل بين شارعى الجمهورية و رمسيس ليشترى الألبوم
وهناك وجدها نفس الفتاة و الأغرب انها تشترى نفس الألبوم شط اسكندرية

الغريب انه لم يكن لدى الفتاة صاحبة المحل الا نسخة و احدة
و بكل ذوق تنازلت الفتاة عن النسخة باعتبارها دخلت المحل قبلى
بجدعنة البورسعيدية و السواحلية عامة رفضت و انتهى الموضوع انى سوف اضر ليلا للأخذ نسخة اخرى
و انا على باب المحل استعد للمغادرة لا ادرى ما دفعنى للنظر لها و لو لمرة اخيرة
وعندما التقت عيناها بعينى قالت كلمة و احدة كبداية للحديث شكرا
ثم قالت بصوتها الموسيقى الجميل
يعجبنى ذوقك فى المزيكا و فيروز انا بحبها اوى
ثم مدت يدها لى ناطقة باسمها اروى
قلت احمد

1 comment:

ساعه الغروب said...

بجد جميله جدا
جميل اوى وصفك للشتا
تقريبا حسيت انى موجوده فى نفس المكان
ووصفك لكتير من شوارع بورسعيد اللى محدش فينا يقدر ينسى لحظه مرت عليه فيها

بجد كل ركن فى البلد دى شايل لنا ذكرى

بجد شكرا جدا ليك كنت محتاجه اقرا كلام زى ده لانى محتاجه اكتب كتير عن الشتا

شكرا بجد ليك