Saturday, January 26, 2008

عشاق قدامى

قال...نحن أرواح قديمة قدم العشق , متقلبة تقلب البحر الذى نشبهه فى هدوئه ويشبهنا فى ثورته , نعرف بعضنا البعض من النظرة الأولى , فى مرحلة النداء الأول تبدأ الشوارع العتيقة فى الأعتياد على نقرات خطانا المتمهلة , بينما تنطبع ملامحنا على زجاج البيوت الخشبية , يعتاد البحرعلى مواعيدنا المتفاوتة ما بين ليل ممطر ونهار بكر , نختار الشتاء لنتلون بلونه بينما نلون باقى الفصول بألواننا المختلفة , ومثلما اجتمعنا على وعد , نفترق على وعد , ويبقى رباط الروح وثاقا للمحبة يجمعنا للأبد , فلا تسألنى كيف عرفتك , فانت الأخر عرفتنى , تتناص العيون وتتوافق وتتكامل لتحل المسألة الأذلية , أنظر هناك , أترى ذلك الطفل , انه منا , عيناه الحائرتين بين أجنحة النوارس وأنامل الصياد العجوز ستخبرك بأنه منا ,, نحن الذين نعيش بقلوب أطفال , وعقول باحثين وأجساد رحالة , نمر كالعطر , ننصح كمعلم ونتعلم كتلاميذ , نخطط كقادة ونهجم كفدائيين وندافع كشهداء , نحن المتأنقين كلوردات المتبسطين كبحارة , نمتلك خيال الشعراء , وعيون مصورين , نعرف أن أقرب الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم , ونعرف أنه من الممكن الوصول من طرق أخرى , نحن الذين أدمنا الفرح والحزن والدهشة , نعرف أن الجمال جمال الروح , والروح من أمر الله , والله جميل يحب الجمال , والجمال فى كل شئ , فابحث عنه...تجده
عدسة ...وليد منتصر

Wednesday, January 23, 2008

زوربا البورسعيدى


موجود ومش موجود
وسمعته سبقاه
بنطير نعدى حدود
نلاقى ناس عارفاه
سلطان ولو معهوش
والضحكة متفارقوش
وصعب متحبوش
لو عشت لحظة معاه
...........
فى كل شارع ولد
متسمى على اسمه
وفى كل حتة وبلد
ينادونا وباسمه
لاعمرنا شفناه
لكننا عشقناه
قبطان كتير نلقاه
منتهش يوم عنه
..........
قالوا بتاع حكايات
قالوا كلام ظلمه
عدا وخط وفات
ولا عمر شئ همه
طول عمره ابن البلد
ولا عمره خاف من ولد
والعشق فينا اتولد
لبورسعيد منه
أحمد
عدسة..وليد منتصر

Monday, January 14, 2008

لأنى وعدتك.....أسف

لأنى وعدتك
أنى هكون..أول تيلفون
هيجيلك وانتى بتطفى شمعة جديدة
فى سكة عمرك
ورغم نهاية الخط الواصل بينى وبينك
سبت ايديا
الحاضنة موبايلى الطارح اسمك
تلضم كل حروفى المتسرسبة
فى رسالة أخيرة
كل سنة وانتى طيبة
..................................
وأسف
عشان خطيت بأحلامى لأحلامك
بدون اذنك
صحيت من نومى على حسك
بيجرح فيا ويقطع
وخفت أرجع تقولى جبان
وأنا جوايا الف حصان
بيتسابقوا عشان ترضى
ومش راضية
لكن فاضية
تقوللى عليا بتلكك
وأنا الساكت ..بقيت ساكت
لكن ماتت حاجات فيا كانت ليكى بتتكون فى حلم وليد
وكنت خلاص هقولهالك.. وأمد الأيد
لقيتك حد تانى بعيد مبعرفهوش
وأنا اللى يبعنى مشتريهوش
لكنى بقيت على حلمى وقلت نعود
رسمت طريق رسمت وعود
وقلت أحلم ومش هخسر
صحيت من حلمى متأخر
وقلت نسيت اكيد ناسية
لقيتك قاسية مش ناسية
فضلت وراكى ميأستش
وعشت الدور كأنى حبيب
لقيتك حد تانى غريب كأنه ما كان
فاكرة زمان ؟
طلبتى أقول فيكى ولو بيت شعر
ادينى اهو عشان خاطرك
كتبت قصيدة تقريها
وانا بشطب حروف اسمك من الأوراق وبمحيها
وجوه عيونى.. فى دمعة حنين وفراق
حرام تنزل...لكن نزلت
بخبيها
أحمد

Saturday, January 12, 2008

أه يا بنت حلوة جدا.....ديوان أحمد فوزى الأول


صدر منذ أيام عن دار ميريت ديوان (( أه يا بنت حلوة جدا )) وهو الديوان الأول لشاعر العامية والمخرج أحمد فوزى ,, أحمد فوزى شاعر ومخرج له فيلمان تسجيليان الأول بعنوان (( كل يوم )) والثانى بعنوان (( موكا )) ,, كما عمل كمساعد مخرج فى العديد من الأفلام التسجيلية ,, أحمد من مواليد بورسعيد 1982 ,, حاصل على بكالوريوس تربية وهو يدرس فى معهد السينما قسم سيناريو ,, وهو أحد أهم الأصدقاء الذين خرجت بهم من تجربة الجيش ,, حيث قابلته لأول مرة بعد منتصف ليلة صيفية فى الصحراء ,, وسافرنا فى نفس الليلة سويا عائدين لبورسعيد ,, ورغم اختلافنا الجزرى فكريا الا اننى ارى فيه موهبة نادرة لا ينكرها كل من تعامل معه...ع البركة يا أبو فوزى

Thursday, January 03, 2008

حلم ولا علم

شارع خالى , طرق ليلية مغطاة بسكون ما بعد منتصف الليل , أمارس دورى فى سيناريو رحلة عودتى اليومية من العمل , الميكروباص القابع على يمين الطريق يغرينى بالتخلى عن صعلكتى فى الشوارع البادرة هذه الليلة , من الشارع الجانبى تظهر فتاة فى ثوب أصفر كلاسيكى وكأنها خارجة لتوها من افلام الستينات , تدلف للميكروباص فى سكون , نظرة فى المرأة الجانبية بينى وبين السائق أدركت منها أنه ينتظرنى , خطوات سريعة كنت بعدها فى مقعدى المفضل أخر السيارة على اليمين , وما أن جلست الا ولاحظت عدم وجود الفتاة , نظرت أمامى , ثم بجانبى , ثم بجانب السائق الصامت الذى بدأ بالتحرك فلم أجدها , راودتنى أفكار تجاه الفتاة ثم تجاه السائق ثم تجاه الأثنين معا , ثم أرجعت الأمر الى الظلام وارهاقى الفترة الماضية , تناسيت الأمر بسرعة بينما سمح لى تمهل السائق فى القيادة من التمعن فى المدينة النائمة وكأنى أراها لأول مرة , كأننى عاشق يتأمل جسد محبوبته النائمة أمامه فى دلال , عند نهاية الخط توقف السائق فى صمت , تحركت لأنزل معطيا اياه الأجرة فى صمت أيضا , تحركت خطوتان للأمام وبدأت سيرى على يمين الطريق بينما صوت محرك الميكروباص من ورائى يعلن انطلاقه من جديد , مر بجوارى فألقيت نظرة أخيرة عليه , لأجد السائق الصامت متمهلا كما هو بينما تجلس ورائه فتاة فى ثوب أصفر كلاسيكى كأنها خارجة لتوها من أفلام الستينات

Friday, December 28, 2007

راجل فريد

منذ عامين , هنا فى نفس المكان , كتبت بوست بعنوان دنيا , حيث رحل وقتها شخص من أقرب الأشخاص لى , الأن وبعد مرور عامين , كنت فى مكان طالما أخذنى اليه , وطالما ذهبت اليه وحدى

ولسه فلوكتك ع الرملة
بتنادى العدة المتخبية فى بطن سريرك من سنتين
وكأنك هتقوم الفجر
وترمى شباكك جوه البحر النايم لسه فى حضن الليل
لساها بتحلم تركب موجه العالى
زى ما كنت زمان بتريسها
وبعد العصر ترقع غزلك
المنصوب على حيطة قديمة
رسمت عليها زمان وأنا عيل وردة ومركب
لساها بتحلم ترجع يوم
وأنا يوم ورا يوم بفتكرك كل ما أروح البحر لوحدى
وألمح مجدى فى نفس مكانه أخر الحارة
وضحكتك لما تناديه
وشخطتك فى البت سارة
تنكسف.. تقوم عاطيها أوام جنيه
لسه فلوكتك بره البحر بتحلم بيه
لساها بتحلم يوم تلقاك
ولا تعرفش ان انت هناك ..وخلاص مش جاى
والبحر خلاص بقه موج نساى
ولا عدش الغزل فى قلبه يفيض
ريس بالفطرة فى علم الصيد
بفلوكة ومدرة وخليوة
حطيت البحر فى غنيوة..وفى قلبى النونو رميتها زمان
لفيت وكبرت بقيت انسان
والغنوة فى بالى مفارقتنيش
لسانى بحب البحر وطيشه ومن دراويشه
وكل ما أروحله أقرالك الفاتحة
ولسه فلوكتك ع الرمل بتستنى الطرحة
أحمد
عدسة ..وليد منتصر

Saturday, December 22, 2007

اليها فى عيد نصرها....احلى سلام مربع


بورسعيد
وكمان مرة بورسعيد
مليون مرة بورسعيد
يعنى بلدى
اللى ساكن فيها وساكنة فيا
يعنى كسرى والحميدى
بورفؤاد والمعدية
يعنى الكنال
وأجدع عيال بتشجع النادى المصرى
وبيعرفوا يقولوا لأ
المبدعين أه
المدعين لأ
والبحر
كمان مرة البحر
ألف مرة البحر
والشتا ع البحر
والسهر ع البحر
وانا والبحر
وانتى
كمان مرة انتى
أول وتانى وتالت.. انتى
حبيبتى
اللى لسه بتشاور عقلها
وبقولها
بينى وبينك كتيييير
بورسعيد
والبحر وبكره
الشتا
فيروز ومنير
وقلبى
كمان مرة قلبى
اللى بيقول هى
وتانى وتالت ورابع
حاجات كتير فيكى......حاجات كتير فيا
أحمد
عدسة ...الفنان وليد منتصر

Tuesday, December 11, 2007

شكلك كده

حاجات كتير فيكى
حاجات كتير فيا
يا هلترى انتى
ممكن تكون هى ؟
نصى اللى بتمناه
ومن عمر بستناه
والقى كمان شايلاه
نفس الشعور ليا
بينى وبينك روح
علامات بترسم حلم
من غير كلام بنبوح
فنطقنا نفس الأسم
حتى اللى بتخبيه
هو اللى أنا بداريه
حساه وحاسس بيه
بيقول أكيد هى
شكلك كده ليا
أحمد

Wednesday, November 28, 2007

صباحين وحتة

صباحين وحتة…متعاصة قشطة
واسرج نور
لأجدع صحبة بتلالى ولا البنور
ومهما أدور
ما يملى عيونى غير بلدى
وناس بلدى
قلوب ليها بحن وأميل
ولو أجه عليا الليل
عمره فى يوم هيجعزنى
ولا فى برده هبات سقعان
ما دام سرحان فى نور عينها
كأنى فى جوبية وأسيرها
وعنها ما أغيب
ولد حبيب
بقول فيها كلام يهبل
وبطبل مع البكاش
مفيش حارة مبعرفهاش
مفيش ضمة مبحضرهاش
وعندى المبى ع البسطة
ورق وقماش
يعود رمضان اجيب بطة
ومدبحهاش
وبنزل أعس بالفتاش
لجل ما انتش الحواديت
ولو حبيت ميلزمنيش
ولا البوهية ولا الورنيش
ولا الموضة ونصايبها
سايبها تيجى لنصيبها لحد البيت
ولد عفريت
وحلمى بسيط
لكنى غويط كما بحرى
كما النوة فى عز الليل
تشوف فيا اللى فات مواويل
وهفضل اميل واغنيلها فى كل زمان
صباحين وحتة يا حبايبنا فى كل مكان
أحمد
عدسة...وليد منتصر

Friday, November 23, 2007

الأفرنج ...رواية سامح الجباس الأولى

صدرت مؤخرا عن دار العين رواية ( حى الأفرنج ) للكاتب البورسعيدى الصديق سامح الجباس , وهى تتناول حى الأفرنج أحد أعرق أحياء بورسعيد , سامح الجباس طبيب بورسعيدى شاب عرفه الوسط الأدبى بمجموعته القصصية الأولى ( المواطن المثالى ) والتى صدرت عن دار ميريت هذا العام ولاقت رد فعل كبير من الجمهور حيث كتب عنها كثير من النقاد وتناولتها كثير من الندوات الأدبية

Sunday, November 18, 2007

أول شتا ....امبارح

أول شتا
والقلب عطشان من زمن
نزل المطر
عجن التراب ريحة شجن
الصيف هرب
سحابة بيضا مروحة وسط الغيوم
رجع الشتا بالذكريات
غسل الهموم
لملم حكاوى مفتفتة
لناس وحشها الكلفتة
فى بلاطى صوف
والمشى ع الكورنيش تحت المطر
صحى الحروف
خلانى
اكتب من جديد
وأغنى للطير اللى راجع من بعيد
يم الفنار
كان للشتا واحنا صغار
أغانى فينا بتتنقش
ودعوة يدعوها الكبار
ندعى قلوبنا ترتعش
نفرح نروح فوق السطوح
نملى كفوفنا بالمطر
ونقول يا رب
الكلمة تطلع من قلوبنا للسما
طفل انما
من صغرى عاشق للشتا
كان البداية والنهاية والمكان
كان اللى كان
واشتياقى واللى باقى
من زمان مر ومضى
كان أحلى عشق وفضفضة
للشوارع الفضا ..من غير بشر
والشجر
قالع هدومه
رجع الشتا بالمطر يعلن قدومه
بالنوارس والنوة
بريحة الأرض بعد ما تخلص الشتوة
بجد عجوز على الدكة بيتشمس
بصوت فيروز مع القهوة ندى يلمس
حاجات ماتت يفوقها
تعود كراريسى وورقها
مع الجلاد
وصوت الأبلة فى الحصة يقول يا ولاد
الخريف بعديه شتا
ووراها أقول
وأكبر وأطول
أنسى الحاجات...أنسى الفصول
لكنى لسه فى السهر
بحلم أكلم القمر
واكتب قصايدى ع الشجر
وتملى مع أول شتا
قلبى بيفرح بالمطر
أحمد
الصورة ...عدسة المصور وليد منتصر

Sunday, November 11, 2007

على الألفى ..مع أيامنا الحلوة ..ساقية الصاوى ..16نوفمبر

تحديث
الحفلة كانت رائعة وعلى كان مبدع كالعادة , تألق لجميع المطربين خصوصا سلمى وشريف ومحمد خلف , المفاجأة كانت على الألفى الذى يعتبر مكسب لفرقة أيامنا الحلوة بلاشك , على غنى أغنية دار يا دار , وأخد عليها سوكسيه هايل من الجمهور كان واضح جدا بعد انتهائه من مذهب الغنوة قائلا فين يا دار حيث أعطى على بأحساسه وصوته المشرق للأغنية طعما أخر, على من الناس القليلة القادرة على انتزاع كلمة الله عليك من قلبى بسهولة الموجة وده اللى عمله امبارح وهو بيقول جملة ( فى رب اسمه الكريم ) ..الله عليك يا على بجد

لتحميل أغنية دار بصوت على الألفى
اضغط
.........................................................................................................................................




ذات مساء شتوى منذ ما يقرب من عامين , كنت أشاهد قناة دريم بينما الصديقة المذيعة سلمى صباحى تعلن عن استضافتها لمطرب من العيار الثقيل , وكان ذلك اليوم هو أول مرة اسمع وأرى الصديق على الألفى والذى أصابنى بالدهشة مرتان , الأولى بسبب صوته الرائع الذى يؤثر فى وفى كل من يسمعه , والمرة الثانية عندما قال أنه من بورسعيد , حيث اندهشت كيف يكون صاحب ذلك الصوت الرائع بلدياتى ولم أسمعه من قبل , يمر يومان وتجمعنا الصدفة بعد منتصف الليل فى شارع طرح البحر وفى طقس يليق بعاشق صعلكة مثلى وفنان مثله , سألته انت على الألفى ؟...قال ..اه ...قلت ..انا شفتك فى دريم ..انت جامد يا بنى ما شاء الله , ..وافترقنا , تمر الأيام ثم تجمعنا صديقة مشتركة وهى المطربة سلمى صباحى لنصبح بعدها أصدقاء على المستوى الأنسانى.. قبل ثم نبدأ تجربتنا الجميلة والتى أعتز بها شخصيا , حيث أقمنا مجموعة من الأمسيات الغنائية الشعرية فى بورسعيد استلهمنا فيه روح بورسعيد بالأضافة لمجموعة مختلفة من الأغانى ..منها عم سليم ,بحب البحر, حكاية عادية , اللى انكسر, عدى عليا وساب.... وعرفتنى التى غنتها المطربة سلمى صباحى
على الألفى من وجهة نظرى ليس مطرب عادى , كثيرون هم من يمتلكون جمال الصوت , ولكن قليل منهم من يمتلك الحس المرهف , وعلى من وجهة نظرى من أكثر الناس امتلاكا للأحساس , من هؤلاء الذى لا تملك وانت تسمعهم الا ان تقول ..الله عليك
على انشاء الله هيغنى يوم الجمعة 16 نفمبر الجاى فى ساقية الصاوى مع فرقة أيامنا الحلوة , الفرقة اللى بتضم نجوم كتير منهم سلمى صباحى وشريف اسماعيل ونادرنور ومحمد خلف

بالتوفيق يا علوة وجايلك انشاء الله
من الحاجات اللى كتبتها وغناها على
أغنية اللى انكسر يتطوح ..بصوت على
أغنية عرفتنى ..بصوت سلمى
أغنية بره الدايرة ...بصوت على
ومن الأغانى اللى بحبها جدا بصوته
أغنية حنين

Sunday, November 04, 2007

فوق الشوق

بينى وبينك
جبلين شوق
وبحر غميق
بينى وبينك
قصيدة شعر
وحلم رقيق
لكنى جرئ
وهعديلك ..وهعدلها
قالوا زمان لو عاوز حاجة
راح تعملها
وهنعملها
أحمد

Saturday, October 27, 2007

عمار يا بورسعيد















































وسط طوفان الضياع والأستهلاك , وفى ظل انعدام الهوية وفقدان الهدف , وسط زحام الموضة وصعود ثقافة الأدعاء وسعار المادة , وفى الوقت الذى أصبح فيه الأنتماء بدعة عند البعض وعنصرية عند البعض الأخر , جائت مبارة المصرى والزمالك اليوم والتى الغاها الحكم قبل نهايتها احتجاجا منه على احتجاج جمهور بورسعيد عليه لعدم احتسابه ضربة جزاء للمصرى , بمثابة سحابة شتوية غسلت روحى من لزوجة الصيف وسماجة أشياء كثيرة مررت بها الفترة الماضية , ولتثبت أن جمهور بورسعيد العظيم ما زال هو الأول فى الأنتماء , عكس ما حاول البعض اشاعته عن ذلك الجمهور .. فذلك الجمهور لا يستمد عشقه للمصرى من كرة القدم فقط , بل أن عشقه للمصرى نابع من عشقه لبورسعيد أولا وأخيرا .....ذلك الجمهور الذى لا يملئ عينه فرق ضخمة مثل الأهلى والزمالك وما زال يعشق ناديه رغم قلة انجازاته فى حالة غاية فى التفرد والخصوصية والجمال ....ففى الوقت الذى تجد فيه الأهلى يلعب مع فرق المنيا وسوهاج ودمياط والشرقية والمنصورة والأسكندرية على أرضها وتجد جماهير تلك المدن تشجع الأهلى ضد فريقها .....تجد بورسعيد تلك المدينة الصغيرة حجما والكبيرة قدرا والتى تعتبر أصغر مدينة من حيث المساحة وعدد السكان تجد مدرجاتها بالكامل تشجع ناديها اى كان منافشه , تجد المدينة رجالها وشبابها ونسائها على قلب رجل واحد


تلك المدينة التى استطاع جمهورها اليوم أن يقول (( لا )) لدرجة جعل الحكم يلغى المبارة فى سابقة نادرا ما تحدث فى المباريات المصرية , تلك المدينة التى ما ان هاجمها بعض الصحفيين قائلين ان بورسعيد لا يوجد بها جمهور فامتلأت شوارعها فى ظرف يومان بلافتات فى كل مكان تقول ان بورسعيد لا تعرف غير المصرى .. لافتات فى كل مكان تحمل أسامى الشوارع والحارات والعائلات تقول اللى مالوش خير فى بلده مالوش خير فى وطنه
اليوم وانا أسير فى شوارع بورسعيد أستمتع ببشائر الشتاء بينما أشاهد جمهور بورسعيد العظيم الشباب والكبار والأسر وهم يتكلمون بدفئ
وانتماء عن المباراة والحكم لم أملك نفسى الا أن أبتسم فى راحة قائلا....عمار يا بورسعيد
جمهور بورسعيد العظيم.....شكرا




فى بورسعيد
لسه الناس ع الشط سهرانة
رغم القلق والحزن
رغم القلوب اللى حيرانة
لسه العجوز ع الشط مجربش السكات
ولسه الشباب ع البحر
منساش الحاجات
أحمد

Tuesday, October 02, 2007

سفر

ولأنى واخد ع الفراق
قلبى خلاص معدش فيه الا السفر
حتى ان قدر
يرجع ويسكن فى الصفوف
مبقاش يشوف
غير صورة باهتة متربة
فوق كل رف مسربة طعم الرحيل
ليه كل ليل مكتوب عليا انقسم
قد الخطاوى واترسم طول الطريق مشوار شجن
بزيادة توهة فى الزمن
ايه التمن علشان اخاصم دنيتى
بكره تميل الشمس ترسم سكتى
وبضحكتى
هلضم خيوط الحلم فى ديول الفراش
ولو يوم مجاش
هعرف طريقه بالحنين
صلاح جاهين
قال من سنين ساعات أقوم الصبح قلبى حزين
وانا من سنين يوماتى أقوم مليان ألم
فأمسك قلم
وأرسم بيوت
أرسم بنات
أرسم قلوع..فوق مراكب وأمشى بيها للرجوع
أرسم خيوط شمس اللقا
أحلام كتير متشوقة على كل شط
وصوت خطايا على الأسفلت ملانى فراق
مرصوف طريقى دايما اشتياق
ومفيش حبيبة فى الوداع بتقوللى عود
حتى خلود راحت كمان
حتى الكمان معدش صوته يهزنى
وبنحنى
اكتب على رمل الطريق كسبتنى
لكنى عمرى ما هنحنى
وهنتصر
وبنكسر
وأقول زمان جدى خسر وقال مفيش
وأقول مفيش ومشتكيش
وأحلم أعيش
لحد الدنيا ما تقفل أخر صفحة فى دفتر سفرى
وأسكن فيها ومتسعنيش
أحمد
الصورة ..للعبد لله...بعدسة الفنان وليد منتصر

Monday, September 10, 2007

أخر ايام الصيفية

للنهايات شجن عذب , مؤلم ومحبب فى نفس الوقت , النهايات دائما ما يصاحبها شعور مسبق بالحنين لتلك اللحظات فيما بعد , أخر يوم فى المدرسة , أو الكلية , أو الجيش , أو الحب , أو الصيف...ذلك الأخير الذى ارتبط فى وجدانى بأخر أيام الصيف وأول أيام شهر سبتمبر , حيث الأختفاء التدريجى لأصوات الأطفال فى الشارع وقت العصر بينما يظهر صوت بائعى البلح والجوافة , فى حين تتكدس امام المكتبات اكوام الكتب المدرسية الموضوعة للتجليد , وتبقى رائحة الممحاة الجديدة هى جرس انتهاء الصيف بالنسبة لى . ورغم ان بورسعيد تعد مصيف من المصايف الا ان نهاية الصيف مختلفة فيها نوعا ما , ففى حين يختفى الزحام من على الشواطئ فانه يظهر بكثافة فى الأسواق
والمحلات حيث نوعا اخر من المصطافين القادمين لتوديع الصيف وشراء احتياجات العام الدراسى الجديد
لظروف ما , كانت الأسرة تفضل أخر الصيف شهر سبتمبر بالتحديد لقضاء اجازة الصيف , كل عام نجتمع فى مكان ما مع تلك المجموعة
القديمة من أصدقاء الأسرة , تلك المجموعة التى جمعها العمل يوما منذ سنوات ثم فرقهم , فوحدتهم الصداقة رغم ان كل أسرة منهم من بلد مختلفة , كانت اجمل لحظات حياتى تلك التى نجتمع فيها فى المصيف , نأتى من بورسعيد بينما يأتون هم من القاهرة والأسكندرية والغربية والصعيد , عشرة أيام أو اسبوعين نقضيهم معا ثم يفترق كل الى بلده وحياته على وعد بلقاء فى العام القادم , ولهذا ارتبط سبتمبر معى بالفراق , حيث نودع الصيف والأصدقاء وحقبة جميلة انفصلنا فيها عن حياتنا وذهبنا لعالم ما عشنا فيه يوما منذ سنوات , ومثلما يحدث فى الحلم , نستيقظ فى الصباح على حقائب مغلقة وسيارت تنظر الوداع الأخير

نهاية الصيف ايضا هى نهاية لأشياء اخرى وليدة , قصص الصداقة والأعجاب , والحب , فقصص حب المصايف قصيرة مثل حياة المصايف , دائما تلك البنت التى احمرت وجناتها من الشمس بينما تقشر جلد كتفيها من ملوحة البحر , دائما هى البساطة فى الملابس والطعام وحتى الصداقة والحب , اعجاب متبادل سريع , يعقبه تبادل لأسماء والعناوين ثم السهر على الشاطئ حتى الصباح , وكالعادة الوداع عند الغروب مع تبادل ارقام التيلفونات ووعود بمحاولة التنسيق باللقاء العام القادم

سنوات مضت انقطعنا فيها عن تلك العادة وانقطعت باقى الأسر , بينما اقتصرت العلاقة على زيارة فردية وتبادل المكالمات التيلفونية على فترات متباعدة ...الأطفال أصبحوا شبابا , والبنات أصبحن أنسات , رحل من الكبار من رحل , والباقى ما زال يصارع مشاغل الحياة , ولأول مرة منذ سنوات , يجمعنا الصيف مرة أخرة , ولكن ليس فى مصيف هذه المرة , بل فى ليل القاهرة , حيث قاعة الأفراح الخاص بذلك الفندق الضخم الذى أقيم فيه حفل زفاف أميرة أبنة أحد اقرب اصدقاء والدى , كان مشهد رائعا عندما تجمعنا فى ساحة الفندق بعد غياب سنوات , تبادل للأحضان والضحك والتعليقات , من القاهرة والأسكندرية وبورسعيد والغربية وقنا , جلسنا جميعا على منضدة واحدة اسماها والد اميرة منضدة الحرس القديم , بينما ابدى احدهم ملاحظته على ان اليوم يوافق اوائل سبتمبر وهو الوقت الذى تعودنا على التجمع فيه يوما ما ,
تذكرنا ذلك اليوم البعيد فى أوخر التسعينات , أخر مصيف جمعنا فى مدينة فايد , كنا مجموعة من الشاليهات المتراصة على الشاطئ , بينما بينما كانت اقامتنا اليومية شبه الكاملة فى شاليه والد أميرة , الكبار يجلسون فى التراث بينما نحن على الشاطئ الرملى او على السلم الخلفى , تذكرنا عندما بكت أميرة عند انتهاء فترة المصيف وكأنها كانت تشعر أننا لن نتجمع مرة أخرى حيث كان ذلك الصيف اخر تجمع لنا انطلق بعده الجميع الى كلياتهم ومشارعيهم الحياتية , يومها كان الوداع مهيب , لم يكن قد تبقى على بدئ العام الدراسى الا يومان , وانطلقنا فى قافلة واحدة الى اول طربق مصر اسماعيلية ,ثم تفرق كل الى طريقه , لم نلتقى بعدها كلنا الا فى ذلك الحفل , الذى وقفنا بعد انتهائه اكثر من ساعة نتكلم ونتبادل العناوين والوعود بلقاءات اخرى , ثم الوداع كالعادة , والتلويح بالأيدى قبل ان تتوه السيارت فى زحام ليل القاهرة

Saturday, September 01, 2007

توتة يا توتة

لما يجى حد ويقولك
أنا حمار
فتقوم تقوله .. لأ انت مش حمار
فيجيلك تانى ويقولك
انا حمار.. كبير
وتقوله تانى لأ
ويجيلك اصحابه ومعارفه وحبايبه
ويقولولك ده.. حماااار
وبرضه...تقولهم لأ
ويعدى ناس ويشوفوك معاه
فيقولولك
ايه اللى موقفك مع الحمار ده...؟؟
برضه تقولهم .. مش حمار
فيرد ويقولك ..لألأ..أنا حمار
فتقوله لألأ ..انت مش حمار
يبقى لازم تصدقه
عشان أكيد
وفعلا
وأساسى
مش هو الحمار

Thursday, August 16, 2007

بيضتان...وشاى ....وقطعة جبن

مثل الشخصيات الأسطورية القديمة , احتلت (أم الكرم ) باسمها الغريب وحكاياتها الرائعة مكانة كبيرة فى خريطة ذاكرتى , وعلى الرغم انى لم أقابلها الا منذ شهر واحد فقط , الا ان عقلى أبى أن يقتلعها من تلك الهالة التى أحاطها بها منذ زمن , يقولون انها تقترب من المائة عام , وهناك من يقول أنها تعدتهم منذ زمن , مات زوجها وجميع أبنائها وتفرق الأحفاد كل فى حياته , بينما لا تزال هى تجاورالبحر حيث بيتها البسيط على شاطئ بحيرة المنزلة , اسمها الحقيقى يجهله الكثيرون , الكل يناديها بأم الكرم , عجوز عادية جدا , فعل فيها الزمن ما فعل , وترك على وجها ما ترك , اعتزلت المدينة والناس ولكنها لم تتخلى أبدا عن تلك الطقوس التى اشتهرت بها منذ امد بعيد ,,, تستيقظ بعد الفجر تصلى الفرض وتفتح باب منزلها لتضع صندوق التمر ثم تغلق بابها وتجلس فى المنزل منتظرة من يأتى لتمارس طقوسها الأزلية معه ...رغم سنوات عمرهاورغم الوهن والمرض , ما زالت ترفض رفضا تاما أن يساعدها أحد فى خدمة الضيوف , بمجرد الدخول من باب المنزل , اى كان الداخل , وقبل حتى ان ترحب به ..تحارب الجاذبية الأرضية وهى تتحرك حركة أتوماتيكية فتشعل بابور الجاز وتضع فوقه البراد , بينما تتناول من تحت غطاء أبيض نظيف رغيف خبز وبيضتان مسلوقتان وقطعة الجبن , تضعهم أمام القادم فى طبق , وعندما يعلن الشاى غليانه ومع بداية صبه تبدأ فى الأبتسام و الترحيب بالضيف ومعرفة من هو ....يتكلم الكبار فى العائلة عن كراماتها , وكيف كان الخير لاينقطع فى منزلها هى وزوجها ابدا , وكيف كان السمك يأتى ليتجمع فى سكون تحت شباك غرفتها حينما كانت تسكن الجرابعة القديمة تلك القرية التى كانت تقع فى وسط البحيرة , تفرق الناس من حولها , مات من مات ورحل من رحل , أخذتهم المدينة والمنطقة الحرة , لم يعد يتذكرها سوى الكبار والذين يتناقصون يوما بعد يوم أيضا , يتذكرونها حينما يأخذهم الحنين للبحر والبحيرة وبورسعيد القديمة , يجدون فيها شاهدا على فترات بعيدة من حياتهم ظنوا انها كانت حلما يوما , على مدى مراحل كثيرة فى حياتى , كنت أتذكر ام الكرم وحكاياتها , فى كل مرة كنت أحدد موعدا لزيارتها والتعرف عليها ولكن تمنعنى الظروف ,, سنوات كثيرة مرت لم أتذكرها فيها الى ان زارت أفكارى منذ شهر , لا أعلم هل كانت تلك علامة أم نبوؤة لتلك الصدفة التى جعلتنى أكون ضيفا عندها فى اليوم التالى لمدة ساعة تسألنى خلالها ثلاثة مرات من أكون, أأكل وجبتها التى طالما سمعت عنها وأشرب شايها المميز , ساعة واحدة جعلتنى أندم عن تقصيرى فى زيارة هذا الكنز كله تلك الفترة , وعند انتهاء الزيارة وأثناء خروجى أصرت أن تصاحبنى حتى الباب وهى تفتح صفيحة كبيرة وتعطينى منها أخر طقوسها المقدسة ...ثلاثة تمرات

Thursday, August 09, 2007

متنفعلكش

متنفعلكش
كلمة وقالوهالى فى كل مكان
مفيش انسان شافنى معاها
الا نادانى وقاللى انساها
متنفعلكش
انت برئ...ولسه رقيق
وقلبك ورده بتفتح
وهى سنين...دموع وأنين
من قلب لقلب تتفسح
متنفعلكش
مصدقتش...مدققتش
مشيت وياها موقفتش
لحد ما جه عليا الدور
وهنت عليها مصعبتش
قالولى كلام وهتقولوا
وميت واحد قالتهولوا
عايشة الحب بتجرب
وعمر فى يوم ما هتطولوا
قالولى بس تنساها
وابعد لحظة تلقاها
فى ثانية عايشة حب جديد
وواحد تانى وياها
مصدقتش ..مدققتش
مشيت وياها موقفتش
لحد ما جه عليا الدور
وهنت عليها مصعبتش
أحمد

Saturday, August 04, 2007

أسباب وجيهة للفرح......ديوان عمر مصطفى الأول



أغسطس 2007.....قريبا عن دار ملامح

الشاعر عمر مصطفى

فى ديوانه الأول.....أسباب وجيهة للفرح

ولأنه عمر...ولأنه أحد رفاق التدوين القدامى , ولأنه من أول الشعراء الذين عرفتهم عن طريق المدونات حين كانت المدونات العربية لا تتعدى وقتها مائتى مدونة , ثم عرفته فى الواقع فعرفت انسان وفنان أجمل بكثير , ولأننى عاصرت فكرة الديوان منذ كانت حلما حدثنى عنه عندما تقابلنا على شاطئ بورسعيد للمرة الأولى , ولذلك فهى فعلا أسباب وجية للفرح كى أفرح بقرب صدور ديوان عمر الأول ( أسباب وجيهة للفرح ) , الديوان سيصدر قريبا عن دار ملامح

وقد كتب مقدمة الديوان الشاعر الجميل بهاء جاهين وهى مقدمة تستحق القراءة فعلا

مقدمة الديوان

هذا الشاعر وعاميته الراقية
"عمر مصطفى" شاعر متنوع: بعض قصائده قصيرة قانونها التكثيف وتنتهي بلحظة تنوير تعطي القصيدة كلها مغزاها؛ وبين القصائد القصيرة أيضاً بعض نماذج "الطقطوقة الغنائية"، أما قصائده الطويلة – وأعتقد أنها كُتبت في مرحلة لاحقة – فقانونها التدفق، وفيها جرأة على اللغة تستند غالباً على استخدام مفردات الفصحى، مصحوبة أحياناً بعلامات إعرابها.
وفي تلك القصائد يتخلص الشاعر أحياناً من تقديس الإيقاع الشعري، فتأتي بعص سطوره (مكسورة)؛ وهو أمر لا شك في أنه يدركه بوعي، لأنه ليس شاعراً مبتدئاً تفلت منه بعض الأبيات لعدم تمكنه من إيقاعات الشعر، وهو في هذا يتبع خطى بعض شعراء العامية الحاليين الذين استفادوا من قصيدة النثر، ووظفوا تلك الاستفادة في نصهم الشعري دون أن يكونوا من أتباعها. فهم لا يطرحون عن كاهلهم الإيقاعات الموروثة "عَروض الشعر العربي"، بل يضمّنون النثر أو ما يشبه النثر، عن وعي في بعض قصائدهم؛ وينتقلون من تقديس العروض إلى احترامه، مع محاولة استكشاف موسيقى جديدة تجمع بين الجرْس القديم واحتمالات أخرى للنغم. ولعل من أفضل نماذج هذا الاتجاه قصائد "أمين حداد" الأخيرة.
بعد هذا التنظير، ننتقل إلى استعراض بعض تطبيقاته التي يمتلئ بها الديوان، الذي وصفه صاحبه على الغلاف بأنه "أشعار بالعامية الفصحى"، مدشناً محاولة للمضي قدماً في الطريق الذي بدأه "فؤاد حداد" و"صلاح جاهين" – وأخيراً "أمين حداد"- في إيجاد نص يجمع بين جماليات العامية والفصحى معاً؛ فطوّر الشعار الذي أطلقه "صلاح جاهين" في بداية ثورة العامية على حدود الزجل – "أشعار بالعامية المصرية" – فصار الشعار عند عمر مصطفى "أشعار بالعامية الفصحى"، وهو شعار جرئ لكن له ما يؤيده في الديوان.
ومن أكثر نماذج هذا الاتجاه وضوحاً في "أسباب وجيهة للفرح" قصيدتان، أولهما في الباب الذي سماه "بخصوص الغنا جماعة" والثانية في باب "بخصوص الغنا وحداني"..
وتأمل هذه السطور في القصيدة الأولى، وهي بعنوان "لا تشبكيني والنبي":
لا تشبكيني والنبي
فإنّ لي قلبٌ صَبي
يحلو له مرحُ الغرامِ
لكنه.. مُتـقلبِ
لا تشبُكيني والنبي
لا تحرمي صمتي السكونَ
وتُجهدي فيّ الظنونَ
فقد يكونُ العلمُ مُشْقٍ
والعشقُ علمٌ غيهبي
لا تشبُكيني والنبي
ليست بيوتٌ بل هيَ
مترادفاتٌ مُلهية
ياللي انتي هيّ ومش هيَ
أي الضمائرَ ترغبي
لا تشبُكيني والنبي
هذه بعض مقاطع القصيدة، وفيها يتضح شيئان: الأول أنها سطور خالصة تقريباً لوجه الفصحى، ومع ذلك فهي تستعير تلك الكلمة المشجية في الكلام العامي وشعره، بشعبيتها التراثية (والنبي). ثانياً أنها تتعامل بحرية مع علامات الإعراب – كما يحدث في شعر الملاحم الشعبي – فتأتي خاطئة، ولا أدري إن كان الشاعر يضرب بها عرض الحائط عن وعي أو دون أن يدري أو دون أن يكترث.
وفي القصيدة مقاطع أخرى هي أقرب للعامية الخالصة، أو بالأصح العامية التي اقترب بها شعراء سابقون من الفصحى:
الوَجد بيقرّب
والذِكر بيدرّب
روحي على الرؤية
ايه حكمة اللُقيا
وليه.. عادة النسيان؟

وفي النموذج الآخر (في باب "الغنا وحداني") بعنوان "مرثية للشيخ وريحة زمان"، يستخدم الشاعر أيضاً لازمة غنائية متكررة (مثل "لا تشبكيني والنبي" في النموذج السابق)، وهي هذه المرة "لا أوحش اللهُ منك يا شيخ ممدوح".
ومثل ما فعله في المرة السابقة من مزج كلمة "والنبي" الشعبية مع "لا تشبكيني" الفصحى، استخدم الشاعر "يا شيخ" بكسرة تحت الشين وخاء ساكنة أي بالصيغة العامية للكلمة:
لا أوْحَشَ اللهُ مِنكَ يا شيخ ممدوح
لا أوْحَشَ اللهُ مِنكِ يا روح بتروح
في الفجر من رمضان
في ساعة التسابيح
صوتك يِرُج المقام
بتلاوة وبتواشيح
بنعـرفه على طول
في آخر الأذكـار
سبت الدُعا تذكار
حِسّك مكانش خجول
حِسّك مكانش صريح
لا أوحش الله منك يا شيخ ممدوح

في هذه القصيدة تذوب العامية في الفصحى، والفصحى في العامية، وتخلو من غلبة لغة الفصحى ونحو الفصحى وتميل أكثر للقاموس الديني المتصوف..
وفي النموذجين وشيجة شعرية أكثر اقتراباً من نص فؤاد حداد واستخدامه للفصحى، سواء تضميناً لمفرداتها (كما في "لا أوحش الله منك"..) ولمفرداتها الصوفية بالذات، أو في استخدامه لسطور من الفصحى الخالصة أو تكاد، بما في ذلك علامات الإعراب. فنص عمر مصطفى لا يذكرنا برباعيات صلاح جاهين مثلاً، لكنه في كل الأحوال امتداد لسعى كبار شعراء العامية – كما ذكرنا – لجعل عاميتهم تستوعب جماليات الفصحى وتزداد بها جمالياتها الخاصة ثراءً.
ولكن كما قلت في البداية عمر مصطفى شاعر متنوع، فلا يمكن قراءة هذا الديوان من منظور "أشعار بالعامية الفصحى" فقط، حتى وإن صدّر عمر ديوانه بهذا الشعار؛ فقصائده القصيرة، والكثير من قصائده الطويلة تتجاوز هذا المنظور الضيق. ولكني أحيل القارئ إلى الديوان ليكتشف هذا بنفسه.
بقى تعليق عام: هذا شاعر غني بالنغم، غني بالصور، غني بالتراث دون أن يستغنى به عن الجدّة واللغة الطازجة، قادر أحياناً على إثارة الدهشة والتأمل، وأحياناً على الشجو والطرب؛ يستفيد من سابقيه دون أن يكون ظلاً باهتاً لهم، أي في كلمتين: شاعر أصيل...
وأعتقد أنه قادر على تجديد نفسه وتطوير نصه باستمرار، وهو ما سنشهده بإذن الله في دواوينه القادمة
.
بهاء جاهين

لزيارة موقع الشاعر اضغط