Tuesday, October 18, 2005

نفيسة .........كلمات

عندما رأيتها فجر ذلك اليوم تقف وحيدة فى عند اول شارع البازار عرفتها من اول نظرة
هى لم تعرفنى لأنها لم تعرفنى يوما فى الأساس
ولكنى ما زلت اتذكرها منذ اول مرة و رغم مرور اكثر من 18 عام على تلك المرة
كنت لم اذل طفل لم يتعدى الخامسة وهى فى اخر عهدها بالعمل التمريضى وكانت فى منزل جدى حث كانت تعطى جدتى رحمها الله الحقن عندما كانت مريضة فى ذلك الوقت
اذكرها بملامحها شبه الأرستقراطية الجميلة والبونيه الأنيق والذى ما زال يغطى شعرها وشنطتها المميزة التى كانت مشهورة بها بين عائلات بورسعيد
هى الممرضة أو الحكيمة كما كانت مشهورة بين اوساط عائلاتنا القديمة فى بورسعيد
رأيتها فجر امس وانا فى طريق للسفر الى وحدتى فى الجيش حيث اكتب من الأسماعيلية الأن

كانت نفيسة وهذا اسمها هى اقدم واشهر ممرضة فى بورسعيد منذ اواخر الربعينات من القرن العشرين
كانت فى بداياتها تعمل فى مستشفى الديليفراند الذى ما ذال فى موقعه القديم فى حى الشرق فى بورسعيد
ونفيسة هذه اشهر من اعطت الحقن فى بورسعيد منذ ايام الحقن الزجاج التى كانت تغلى على النار

وكانت تتميز فوق ذلك باشياء هى التى جعلت بورسعيد القديمة تتذكرها حتى الأن رغم انها اصبحت انسانة تعيش فى طى النسيان و لايتذكر اعمالها الا من عاصروها شخصيا
فنفيسة هى تلك الممرضة التى تحدث عنها كل من تناول فترة العدوان الثلاثى عن بورسعيد عام 56
هى تلك الممرضة الفدائية التى كانت تساعد الفدائيين وتجعلهم يتنكرون فى زى المرضى حتى لا يعرفهم احد من قوات الأحتلال اثناء تفتيشهم للعيادة التى تعمل بها فى تلك الفترة
هى التى كانت تعمل كمرسال بي فدائى المقاومة وبين القوات المصرييةوقتها
وهى التى اصبحت مرجع لكل من كتب عن تلك الفترة من حياة مصر وبورسعيد
كانت من القلائل التى تعرف مجموعات الفدائيين حسب ميولها السياسية وهذا من الأجذاء المهمة المتجاهلة فى تفاصيل تلك الفترة حيث كانت تعرف الفدائيين من الأخوان ومن الشيوعيين ومن الأفراد العاديين ومن رجال المخابرات
وهى التى كانت ترسم لهم بحكم حفظها لكل بيوت وشوارع بورسعيد خطة الهرب

بعيدا عن هذا لا يوجد فى بورسعيد احد يعرف العائلات القديمة والجديدة وعائلات السياسيين والأغنياء والفقراء
ويعرف تاريخهم واقاربهم واماكن تواجدهم بعد هجرتهم من بورسعيد اكثر من نفيسة تلك
من كلماتها الماثورة
(مفيش حد من البورسعيدية القدام مخدش حقنة من ايدى)

من اشهر الحكايات عنها علاقتها بمطربة لبنان الكبيرة ماجدة الرومى
وماجدة الرومى لمن لا يعرف من مواليد بورسعيد وكانت تعيش حتى سن السابعة فى بورفؤاد فى بيت جدتها المصرية القبطية وردة شفتشى وكان ذلك البيت عامر بنجوم لبنان فى ذلك الوقت بما فيهم وديع الصافى قريب حليم الرومى الذى هو والد ماجدة الرومى ومكتشف فيروز فى نفس الوقت
ونفيسة قد عاشت فترة فى منزل ماجدة الرومى فى بورفؤاد وكانت مسؤلة عن رعاية جدتها وردة شفتشىحيث كانت مصابة بمرض السكر وكانت ترعاها
الذى اعرفه عن مصير تلك العائلة الأن انهم هاجروا كلهم الى البرازيل فى اواخر الستينات ما عدا ماجدة الرومى التى رجعت لوالدها فى لبنان

الذى اغرانى بالكتابةعنهاهو انى رأيتها فجر امس اثناء ذهابى للمحطة وكانت هى على وشك السفر ايضا حيث كانت منتظرة احد ما امام منزلها

5 comments:

radwa osama said...

كدت ان ارى نفيسة

hesterua said...

رضوى شكرا على الطراء الجمبل من فنانة زيك
احمد فاهمك يا صاحبى بس خكم العادة بقى

Anonymous said...

أستمتعت قوي بالبوست ده...انا عمري ما رحت بورسعيد خالص...بس حاسة اني شفت حتة منها دلوقتي...

hesterua said...

نيرو
دا وسام على صدرى والله
وتنورى بلدنا المتواضعةفى اى وقت

Anonymous said...

انا بقى خلاص بقيت بورسعيديه بالمراسله